في رحلة الحياة يحتاج الإنسان إلى الوقوف وقفة تأمل وتفكر؛ لأن السير دون مراجعة لما مضى، ولا التخطيط للمستقبل، له عواقب وخيمة، لا تحمد عقباها. وهذا الحال ينطبق على الشعوب أيضاً، فلا بد لها من وقفة للتأمل والتفكر، للاستمرار في النهوض والبناء، وإزالة أي عقبات، وتحويل التحديات إلى فرص؛ لأننا في دولة المستقبل، كان لا بد من وقفة للتأمل للتأكد من أن الجميع، كل في مجاله، يمضي في المسار الصحيح، لا تلهيه نبضات الحياة المتسارعة، عن طريقه ولا تنسيه دوره الأساسي، كان لا بد من وقفة، تتجلى فيها رسالة الموسم.
جاءت رسالة الموسم الجديد في أوانها، من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. جاءت من قائد فذّ حكيم ومجرب، خبر الحياة وجربها، استفاد منها في إدارة شؤون الدولة، ثم أعطى ومازال يعطي خلاصة حكمته في حواراته وكتبه، يوصل رسالته للجميع، لأننا كلنا نعمل ضمن رؤية الدولة واستراتيجيتها. ننهل من نبع حكمة سموه وثقافته؛ ينهل كل أمرئ حسب فهمه وعلمه، ومقدرته على تطبيق ذلك في حياته وعمله. ثقافته وعلمه متجددان، من خلال اطلاعه المستمر على أحدث الدراسات ولقائه بخيرة العلماء والباحثين المتميزين.
زخرت رسالة الموسم بالحديث عن قيم الدولة ومبادئها، أهمها المحبة والسلام والتعايش السلمي والتسامح والتفاؤل. ومن القيم الأصيلة التي وردت في الرسالة تحويل الأقوال إلى أفعال، وأن السعة الحقيقية هي في القلوب والأخلاق. فيها إرشادات واضحة، تشير إلى موضع الخلل، محللة أسبابه ونتائجه، مقترحة أفكاراً لتحويل التحديات إلى فرص. رسالة للمسؤولين بأن الهدف هو خدمة الناس، لذا لا بد أن يكونوا في الميادين، يتواصلون مع الناس بشكل مباشر، مع تحديد موضوع التوطين، للعمل على توظيف الشباب الذين لا يجدون عملاً. رسالة سرعان ما أصبحت ضمن أولويات عمل للحكومة قبل انقضاء 24 ساعة على إعلانها.
رسالة دعت لتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، حتى لا تصبح عبثاً، فكل امرئ يعرف دوره، وأن بعض المغردين قد يمارسون أدوراً ليست أدوارهم، فسياسة الدولة الخارجية منوطة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي. هي رسالة تحث على الحضور الإيجابي؛ سعياً للحفاظ على صورة الإمارات مشرقة، وما حققته من إنجازات.