نقشت الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي اسمها في سجل التجارب الإبداعية الريادية في الإمارات، على مدى عقود طويلة، تمكنت خلالها من بلورة تجربة خاصة في كتابة القصيدة النبطية، ولفتت أنظار الشعراء والنقاد، لخصوصية تعبيرها وجماليات لغتها التي التقطت مفرداتها من التاريخ والذاكرة والتراث في الحياة الإماراتية والخليجية.
الشاعرة التي رحلت العام الماضي، تركت إرثاً شعرياً يوثق مراحل القصيدة النبطية في الإمارات منذ النصف الأول من القرن الماضي، وعاشت مراحل عدة من التطورات والتغيرات الثقافية والاجتماعية، فحرصت على أن تكون قصيدتها انعكاساً لكل ذلك، بكل ما يمنحه التعبير الفني في الشعر النبطي من طاقة وجماليات، وجد فيها أشهر الفنانين والمطربين قصائد جديرة بالغناء والإقامة طويلاً في الوجدان الشعبي.
لتعيش عوشة بنت خليفة السويدي طويلاً في الذاكرة الإماراتية، أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ورجل الأعمال خلف الحبتور، جائزة سنوية باسمها للشعر النبطي، تكريما لموهبتها المتميزة، وتاريخها الإبداعي، واعترافاً بفضلها في نقل القصيدة النبطية الإماراتية إلى أفق عربي، كما أن الجائزة تمثل تحفيزاً للشاعرات والشعراء الشباب، لصقل تجاربهم في الكتابة الأدبية.
جائزة «عوشة بنت خليفة السويدي للشعر النبطي» تعيد إلى الأذهان الحياة الأدبية التي عاشتها الشاعرة الراحلة، والتحولات كافة التي شهدتها قبل الاتحاد، كما أن نتاجها الإبداعي يعد ميراثاً يمكن من خلاله قراءة تطور الشعر النبطي في الإمارات، والتعرف إلى رواده ورموزه، لا سيما أن للشاعرة مساجلات شهيرة مع كثير من مجايليها، وفي طليعتهم الراحل الكبير الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

ضوء
عام 1989، كان خاصاً بالنسبة للشاعرة الراحلة، فقد لقّبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بـ«فتاة العرب»، بعدما كرمها وقلدها إمارة الشعر الشعبي، وظل هذا اللقب يرافقها، اعترافاً بقيمتها الكبيرة وخصوصيتها الإماراتية.