تؤمن التشكيلية الإماراتية «خولة درويش» بأن حرارة ريشتها وألوانها قادرة على مواساة القلوب الحزينة، فسخرت عاطفتها وفنها بشكل مدهش لرفع مستوى الوعي، بأمراض القلب، ومن خلال لوحاتها، التي تبرز الانسجام والهدوء والتوازن، تلهم الذين يعايشون الألم الثبات والقوة أمام التحديات التي تواجهها العلاقات أوقات المرض، فيجترحون منها سهاماً تخترق خيبات اليأس وترسم العالم بالألوان والأمل.

• كيف تعرِّفين الفنون وماذا تعني لك؟
الفن يتخلل كل تفاصيل حياتنا، يكون بحضوره الباذخ في كل ثانية في يومياتنا، وبالنسبة إليَّ الفن هو الحياة، بدأت الرسم منذ كنت صغيرة، وكنت أعرف أن هذا ما أردت أن أفعل عندما كنت في الجامعة، وفي كل مراحل حياتي. بصورة عامة ومن وجهة نظري أن الفن يعبر عن نفسه في كل نشاطات الإنسان، فكل ما يبدعه البشر يمكن أن نسميه فناً.
 
حزن نبيل
• تربطك علاقة بالقلوب ما قصتك معها؟
وراء اختياري للرسم بالقلوب قصة حزينة، وطالما كان الحزن النبيل مؤججاً للإبداع الفني، بدأت حكايتي عندما تُوفي أخي الذي كان يبلغ من العمر 17 عاماً ولم يكن يعاني أي مرض، وعندما تم الكشف عليه لمعرفة السبب الذي أودى بحياته وجدوه مريضاً في القلب. بعدها قرر والدي أن يجري أفراد الأسرة فحصاً طبياً من منطلق الوقاية، وكانت المفاجأة أن أغلبنا كان يعاني مرضاً وراثياً في القلب.

• كيف تصفين بصمتك الخاصة في عالم الفن التشكيلي؟
بما أن عملي ينبع من تجارب شخصية، فإن كل شيء من حولي يلهمني، من هنا تفجر الرمز عندي، وانسرب في وجداني وجعل رمز القلب يسيطر على كل أعمالي حتى في واجباتي المدرسية عندما كنت طفلة، الشيء الذي دفع بمعلمتي لتقترح عليَّ إنجاز مجموعة فنية أستخدم فيه أسلوبي بالرسم بالقلوب، وبالفعل نجحت في المهمة وأسميتها «في ذكرى رحيل راشد» وبعد سنتين لحق والدي بأخي راشد بسبب داء في القلب.

سيرة طبية
• ما فلسفتك الجمالية في رسم القلوب؟
كان لمرافقتي الطويلة لوالدي أثناء مرضه أثر قوي دفعني للبحث عن السيرة الطبية للقلوب وأدويتها، الشيء الذي عضد من إبداع طريقتي في الرسم حتى صارت عنواناً لأسلوبي وبصمتي المتفردة والتي وُلدت بعفوية، ومن خلال معاناتي لفقد الأحباب فآليت على نفسي أن أكرس عملي الفني من أجل التوعية الصحية بأمراض القلب الوراثية.

• ما الذي يلهمك للاستمرار وكيف تحفزين نفسك؟
لقد جعلت من الناس وسطي التفاعلي الذي أبث على أثيره رسالتي الفنية، وبالإضافة إلى طموحي الفني في العالمية والشهرة، ولهما مساحة مقدرة في نفسي، إلا أن هدفي الأسمى والنهائي هو أن أنقذ حياة الناس، حتى لو فرداً واحداً منهم، حينها سأشعر بالرضا الذاتي لتحقق غايتي.

أعمال خير
• إلى أي مدى تحرصين على تلوين لوحاتك بالحب والسلام؟
إن فلسفتي التي تتكئ عليها كل منجزاتي الفنية هي المحبة والسلام، والحب هو منهجي في الحياة وإيماني، فإذا كانت الابتسامة التي تعبر عن التواصل الإنساني هي صدقة كونها من أعمال البر والخير، فما بالك بالفعل التوعوي المحب لنشر السلام؟ إن ذلك هو ما حفزني على المشاركة في أعمال خيرية خارج وداخل الوطن فقد شاركت في رحلة تطوعية إلى زنجبار وإلى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وفي الداخل شاركت في ورش فنية احتضنتها مؤسسة محمد بن راشد للأيتام والمكتب الثقافي للشيخة منال تحقيقاً لمبادئ الحب والسلام.

بطاقة:
• تشكيلية إماراتية، ولدت في دبي
• حاصلة على بكالوريوس فنون وتصميم من جامعة زايد
• منسق سابق لدى هيئة دبي للثقافة والفنون
• عرضت أعمالها الفنية في معرض بينالي البندقية عام 2009
• شاركت في معارض فنية داخل الدولة وخارجها