ما هو الوحش المرعب الذي يخشاه الإنسان على مر التاريخ؟ لماذا يفضل الناس دائماً أن يعيشوا ويموتوا أشخاصاً عاديين، ويبتعدوا عن المخاطرة متخلين عن أحلامهم؟ ما الذي يمنعك من الإقدام على تجربة أو مشروع جديد؟ الإجابة هي: الخوف الشديد من الفشل.

هل تعتقد أنك فاشل؟ وأنك لا تنجح في شيء أبداً؟.. إذا كانت إجابتك نعم؛ فاعلم أنك لست الوحيد الذي يشعر بذلك، وأنك لست الفاشل الوحيد في هذا العالم؛ بل سبقك الكثير في تحقيق أعلى معدلات الفشل، ثم عادوا ليحققوا أعلى معدلات للنجاح. لكن هل لديك الاستعداد للنهوض من جديد، وتقبل فشلك، والعمل على إصلاحه؟.

1 - قائمة الأخطاء:
من أولى الخطوات التي تحول الفشل إلى نجاح، كتابة قائمة بالأخطاء التي ارتكبتها، ثم وضع قائمة في المقابل تساعدك على تقبل الأخطاء التي أدت إلى الفشل والتعلم منها، ومنها تحمل مسؤولية الأخطاء. تذكير نفسك بأنه لا يمكن تصحيح الخطأ بالخطأ. يمكنك النمو والتغيير في حالة رؤية طريقة مختلفة للتحسين من وضعك الحالي. تفهم أسباب حدوث الخطأ، وتفاديها مستقبلاً. حدد الأخطاء الصغيرة التي تسهم في حدوث الأخطاء الكبيرة لتتجاوزها، وبذلك تخفف من عبء كلمة فشل على نفسك.

2 - مرونة:
يمكنك التأقلم مع أي وضع جديد مهما كان، وتغيير وجهتك، وأسلوبك والكلمات التي تتحدث بها مع نفسك، وتصر عليها مثل (أعرف نفسي لا شيء ينجح معي، هكذا كل مرة أفشل، لن تنفع معي أي وسيلة لأنجح، أعتقد بأنني لا أستطيع معالجة هذا الأمر..)، هذه الكلمات إذا حدثت بها نفسك، تأكد من أنك مقبل على الفشل لا محالة. هناك قيم ثابتة لا تتغير كأن تكون صادقاً، مجتهداً، متعاوناً، واثقاً بنفسك، وهناك أساليب ومهارات في حياتك يمكن تغييرها، أو اكتسابها، فالمرونة تعتبر أسلوباً ناجعاً يمكن اكتسابه بالتدريب، وبه يمكنك تقبل أخطائك وعلاجها.

3 - تحديد الهدف:
وضع أهداف محددة، بجدول وتوقيت محددين يختصر عليك نصف طريق النجاح. تصميم خطة للوصول إلى الهدف، البحث عن الطرق والوسائل والأساليب التي تحقق بها الأهداف، وتثبيت برنامج يومي للعمل عليه وكتابته، ووضعه في مكان لتراه طوال الوقت، ليترسخ في عقلك الباطن كصورة، فيعمل عقلك على تنفيذها أوتوماتيكياً من دون أن تشعر.

4 - الالتزام بالمواعيد:
الصفة المشتركة بين الناجحين في العالم أنهم يلتزمون بالأوقات المحددة مسبقاً، ولا يتأخرون، وهذا حسب دراسة أجريت في جامعة «هارفارد» عن الصفات المشتركة بين الناجحين حول العالم.

5 - طلب المساعدة:
لن تنجح وحدك، فكل نجاح يحققه الإنسان لا بد أن يكون هناك من قدم له فيه مساعدة إما معنوية أو مادية، لذلك طلب المساعدة سيختصر عليك كثيراً من الوقوع في الأزمات ومن ثم الفشل. اطلب المساعدة من ذوي الاختصاص.

6 - تكرار المحاولة:
هناك مقولة يرددها علماء التنمية البشرية مفادها (وراء كل نجاح عظيم، فشل عظيم) فالفشل يزيد تجاربك صلابة، ويزيد من قدرتك على التحمل، شرط أن تؤمن بهذه المقولة، وتعمل بها، فلا تستسلم بعد كل وقوع، بل قف وحاول مرة ومرة. ثق بقدراتك، تحكم في فشلك وأوقفه، أنت الوحيد القادر على ذلك، الحياة مملوءة بالحفر، فحين تتعثر لا تستسلم، ولا تنتظر طويلاً، عليك أن تنجو بنفسك في الوقت المناسب، وأكمل حياتك كأن شيئاً لم يكن، ولا تنتظر أن يأتي إليك أحدهم لينقذك، قم بالمهمة وحدك.

إصرار وعزيمة
من أبرز قصص الفشل التي تحولت إلى نجاح قصة أبراهام لينكولن، الذي تولى منصب رئيس أميركا، فلقد فشل في عمله، وفي حياته الشخصية، كما فشل ثلاث مرات في مجلس النواب، وفشل في أن يصبح نائباً للرئيس الأميركي، وبعد هذا السجل المليء بالإحباط، أصبح رئيساً لأميركا عندما كان في عمر 60، بفضل إصراره وعزيمته وعدم استسلامه للفشل، لذا لخّص لينكولن تجربته قائلاً: «لن تفشل إلا إذا انسحبت». فيجب عليك ألا تنسحب، وتصر بعزم على تنفيذ ما تريده، حتى وإن قابلتك صعاب، وأهوال، تأكد أن ما بعدها سيكون هو الأفضل لك، فقط استمر واستمر ولا تُحبَط، ولا تيأس.