أعلنت الفنانة اللبنانية إليسا مؤخراً أن الألبوم المقبل هو الأخير، وأنها لن تغني بعد ذلك؛ بسبب المافيا الفنية على حد قولها، وسرى الخبر لدى جمهورها مسرى الدم في الوريد، واحتشد العديد منهم في مواقع التواصل ما بين مصدق ومكذب ومطالبات لفنانتهم بإعادة النظر في قرارها الذي اتخذته كونها نجمة الغناء التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يتوافر البديل لها، وحتى ساعة كتابة هذا المقال والجمهور وأصدقاء إليسا من الفنانين يعملون للتأثير فيها بالاستماع لردود فعل الجمهور، والنظر بعين العقل لموقف الأغنية، والحاجة الماسة لاستمرارها، كونها تملك طلة وجمهوراً وكاريزما نورت الساحة الفنية بوجودها طيلة 20 سنة مرت.
ما تقدم هو وصف للمشهد الخاص بإليسا الفنانة التي قررت إيقاف مسيرتها الغنائية والاكتفاء بما قدمت. تعالوا بنا سوية في محاولة جادة لمعرفة الدوافع التي حدت بالفنانة إليسا لاتخاذ مثل هذا القرار، وهذه الخطوة الفنية المهمة في تصوري الشخصي. الذي أراه أن إليسا أدركت أنها قدّمت كل ما تملك من مجهود فني لديها طيلة السنوات الماضية، وأنها لم تعد قادرة على تقديم المزيد والذي يتطلب الاستمرار وإنتاج الجديد، وهو ما يتطلب أيضاً جهداً مضاعفاً في الوقت الذي بدأت صحة إليسا بالتراجع، وقد تكون بنت القرار على إشارة طبية دقيقة، هذا التفسير الأول.
التفسير الثاني، أن الظروف الإنتاجية في ساحة الأغنية وسوقها الواسع لم تعد متاحة كما ينبغي على غرار السابق، خاصة إذا علمنا أن الذين كانوا يقفون خلف وجود إليسا واستمرارها وتوفير متطلباتها الفنية وإخراج أعمالها وفق أحدث طراز فني قدر لهم أن يتواروا عن الأنظار لأسباب قسرية.
التفسير الثالث، هو أن إليسا ركبت الموجة تأثراً ببعض زميلاتها طيبات الذكر المشهود لهن بمثل هذه الصرعات وأشغلوا الوسط الفني بسلوكياتهم بغية لفت النظر والبقاء في دائرة الضوء ومحل اهتمام الإعلام والجمهور في ظل وجود ألبوم جديد سيتم تقديمه للسوق الفنية قريباً تسعى من ورائه لتحقيق رواج وتسويق عالي المستوى من قبل الشركة المنتجة للألبوم والموزعة له أيضاً وهذه المزية تحتمل أوجهاً عدة، فقد تنجح وكذلك العكس، والأدهى والأمر لو اكتشف الجمهور أن في الأمر استغفالاً لهم أو تحايلاً عليهم فإن ردود الفعل ستكون قاسية على الفنانة والألبوم.