تزامنا مع مناسبة «يوم المرأة الإماراتية»، تعيش مذيعة «تلفزيون أبوظبي» فاطمة الورد، فرحة الإنجاز الذي تحققه وتحصده المرأة الإماراتية. وتأكيداً على تميز فاطمة الورد، قادها طموحها والرغبة في التطور إلى التحليق في فضاءات متنوعة، فطوعت هواياتها المتعددة وصارت نموذجاً للإعلامية الإماراتية والخليجية المتكاملة، وفي حديثها مع «زهرة الخليج» تسترجع الذكريات وتتناول المستجدات.

• بداية حدثينا عن أول إطلالة لك كمذيعة وصدى ذلك في محيطك؟
إنه شعور جميل بالنجاح لا يوصف، فهو تحقيق لحلم الطفولة وثمرة اجتهاد أكاديمي ومثابرة، ومع استحسان أهلي ومعارفي ظهوري على شاشة التلفزيون بالزي الإماراتي الذي لم يكن دارجاً بكثرة مع بداية الألفية زادت فرحتي. حيث أعد كذلك من أوائل المذيعات الإماراتيات اللائي قدمن النشرات الاقتصادية، وأذكر أول تعليق سمعته من وراء الكواليس عند إطلالتي في النشرة الاقتصادية «تداول» على قناة «سما دبي» يقول : «فاطمة مذيعة قوية وصاحبة حضور وصوت وإلقاء جميل» وهذ الكلام أعطاني دفعة كبيرة للاستمرار والتميز.

الصبر والعلم
• ماذا عن التحديات التي قابلتك؟
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهو ليس كما يعتقد البعض مفروشاً بالورود. عند بداية انطلاقتي كامرأة كان لا بد من التحلي بالصبر والتسلح بالعلم وإثبات القوة والجدارة حيث لم يعتد المجتمع عموماً ظهور الفتيات الإماراتيات على شاشات التلفزيون في ذلك الوقت. ثم وهو الأهم منافسة من هم أكثر خبرة في هذا المجال من الرجال الذين سبقونا بالظهور، بالإضافة إلى التحلي بالمرونة للعمل تحت الضغط والاستجابة للمتغيرات في الظروف المحبطة. وأيضاً التحدي في تقديم برامج حوارية عن الشأن السياسي.

• ما الأشياء التي تملكينها وتراهنين عليها في مشوارك عبر شاشة التلفزيون؟
لكل مذيع إمكانيات معينه، فهناك من لديه القبول والمضمون الجيد، وهناك من حباه الله بصوت جميل ولكن تأتي الدراسة بعد ذلك لتصقل كل ذلك، وأنا عملت على تطوير مواهبي وطريقة أدائي والاستمرار في دراسة الإعلام ومواكبة أهم التطورات في هذا المجال من خلال أخذ دورات إعلامية، وأراهن بأن المرحلة المقبلة هي الأصعب لي، فالصعود ليس مستحيلاً على أحد ولكن الصعوبة في الاستمرار والتميز.

أناقة بسيطة
• إلى أي مدى يمكن للمذيعة أن تعتمد على مظهرها؟
المظهر شيء أساسي للمذيعة وهناك برامج تحتم عليها أن تحافظ على رشاقتها أولاً لمراعاة أن الشاشة تعطي زيادة وزن بما لا يقل عن سبعة كيلوجرامات عن وزنها الأصلي، وهذا يؤثر في طلتها إذا لم تحافظ على ذلك. بالإضافة إلى الاهتمام بالأناقة البسيطة المحتشمة التي تبرز ثقافة المجتمع الإماراتي المحافظ الأنيق إذ يتأثر المشاهد المتابع له ويتعامل معه كقدوة ومَثل.

• ما الذي يريده المشاهد من المذيعة من وجهة نظرك؟
هذا يعتمد على نوعية المشاهد وما يتطلبه العمل من مبادئ وأخلاق في تقديم المضمون الإعلامي ونحن نراعي ذلك حرفياً ونطبقه. لكنْ عموماً المميز والجديد هو ما يلفت انتباه المشاهد.

مواكبة وتقنية
• إن كان في إمكانك تغيير شيء في عالم الميديا، فماذا يكون؟
أتمنى مواكبة الإعلام التقني بشكل أكبر، فالتلفزيون خلال سنوات قليلة لن يكون دوره مثل الآن. أيضاً من المهم أن يحظى العاملون في المجال بتدريب مستمر ومكثف في هذا الخصوص، إذ أصبح الإعلامي الشامل هو المطلوب حالياً، حيث يعمل وحده مقدماً ومعداً ومصوراً في آنٍ واحد.

• كيف تصفين علاقتك بالـ«سوشيال ميديا». إلى أي حد يمكن أن تكون إضافة أو خصماً للإعلامي اليوم وكيف؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت سلاحاً ذا حدين في هذا الوقت، ويجب استخدامها بطريقة إيجابية مفيدة. وعلاقتي مع هذه الوسائل أصبحت قوية في آخر فترة فهذا المجال له تأثير كبير ويكبر يوماً بعد يوم مع تطور الإعلام الرقمي الحديث.

الخطوط الحمراء
عن مدى نجاحها في حماية حياتها من الأضواء، والخطوط الحمراء لديها، تقول فاطمة الورد: «أفصل تماماً بين حياتي الخاصة والعملية، وأتجنب أن أخلط بينهما حتى لا يؤثر أي جانب في الآخر. والمشاهد له كل الحق بأن يظهر المذيع أمامه بكل أريحية، ولكن ليس على حساب حياته الخاصة، لذا أستطيع القول إنني نجحت في هذه الموازنة ولكل جانب خصوصيته لدي».