نقشت فرح البستكي اسمها في ميادين الفن والتراث، وما يطفئ شرارة هموم البشر والشجر، من دون أن يكلّ لها جهد، أو يمرّ لها ليلٌ يعقبه إنجازٌ من دون أرق، مستسلمةً لكل شغف يشتعل في صدرها، ومجيدةً إمساك زمام خيلها الجامح في كل سباق.

عن بداياتها مع الفن، تقول فرح: «نشأت في أسرة مهتمة بالفن، وبالأخص جدي، الذي كان أول المشجعين لي على ممارسة التصوير والخط العربي، اللذين تعلمتهما منه، إضافة إلى إهدائه لي أول آلة تصوير خاصة بي. كما أنّ أختي الكبرى كانت فنانة، ولديها غزارة في الإنتاج، تعلمت بنفسها لقلة وجود المؤسسات الفنية حينها، وكانت لديها معارضها الشخصية ومشاركاتها في معارض مختلفة. كنت أرافقها إلى المعارض المختلفة في الشارقة، مما عرفني بالفنانين الرواد مثل نجاة مكي وعبد الرحيم سالم، واطلعت على تجاربهم».

تكمل: «كذلك بدأ اهتمامي بالمتاحف والتراث من خلال التنشئة، حيث كان والدي يحرص في كل رحلة داخلية وخارجية على زيارة المتاحف، كما أن جدي كان من المقتنين للتحف والمخطوطات، وفي جلساتي معه كان يعلمني كل ما يخص مقتنياته. وفي مرحلة الدراسات العليا نلت درجة الماجستير في تاريخ الفنون والمتاحف».

جمعية التراث العمراني
بسبب المعطيات السابقة، من تنشئة فنية وتراثية، تشكل لدى فرح حلم العمل في أحد هذين المجالين، لذا فكرت في بدء مشروعٍ خاص، يعتني بهما، فأسست «جمعية التراث العمراني»، بالتعاون مع المهندس رشاد بوخش عام 2003 في دبي، لها نشاطات وبرامج ثقافية عدة على المستويين المحلي والخارجي، بين زيارات للمتاحف والمواقع التراثية والثقافية في البلدان المختلفة، والمحاضرات التي تركز على التراث العمراني، والتراث بشكل عام. وقد أسهمت في ترميم والمحافظة على العديد من المواقع التراثية في الدولة، مثل ترميم حي الفهيدي، ومسجد البدية».

أول فندق تراثي
أسهمت البستكي في إنشاء أول فندق تراثي إماراتي من الألف إلى الياء، معتنية بكل التفاصيل، تقول عنه: «المشروع كان فكرة في بال الشيخ خالد بن عبد العزيز القاسمي، الذي جعلني صاحبة القرار فيه. بدأته بالعمل على دراسة مواقع تراثية عدة، فكانت منطقة التراث بالشارقة مكاناً مناسباً، ثم أشرفت على ترميم مجموعة بيوت في المنطقة، وإعادة تصميم التقسيمات الداخلية، مستعينة بمعرفتي التي اكتسبتها من خلال زياراتي للمواقع والمحاضرات، ثم ثقفت نفسي أكثر بحضور دورات إدارة الفنادق، كما حصلت على معرفة أكبر بمجال الطبخ الشعبي، حيث سنكون واجهة للسياح الأجانب، ومن مسؤوليتنا أن نكون على استعداد للإجابة عن أي تساؤل يطرح، من أصغر الأشياء إلى أكبرها».

السوسة الحمراء
وعن لعبة السوسة الحمراء التي صممتها، بعد خوفها من فقد النخلة، تقول البستكي: «جاءت الفكرة من حيرة والدتي في التعامل مع تلف أصاب النخلة، لم تكن تعلم له علاجاً، حتى توصلنا إلى السبب والعلاج عن طريق مهندس زراعي، مما جعلني أسعى إلى البحث عن طريقة للتوعية بهذا المرض، فنظمت معرضاً للصور في البداية، ثم صممت لعبة ورقية للأطفال، واخترت لعبة «السلم والثعبان» كنموذج، مستبدلة السلم بالنخلة والثعبان بالسوسة الحمراء، وبدأت بالتسويق لها في مهرجان ليوا للرطب. بعد مدة، حولت اللعبة إلى تطبيق إلكتروني، ليسهل الوصول إليها من كل شرائح المجتمع».

ثقافة احترام العَلَم
لحرصها على قدسية العلم، بعد ملاحظتها إهماله من قبل البعض بتركه على الأرض أو ممزقاً على سارية المنزل، بعد المناسبات، قدمت فرح مقترحاً بعنوان «ثقافة احترام العلم» لإحدى الجهات التي تبنت فكرتها بتشكيل فريق يركز على خلق وعي بأهمية العلم، ووجوب تقديسه واحترامه، تقول: «في المجتمع من يجهل معنى سقوط العلم على الأرض، وأهمية أن يكون العلم نظيفاً وجيداً وهو يعلو ساريته، أو على المكاتب. فاستهدفنا هذه الشريحة، كما استهدفنا المحلات التي تبيع الأعلام، لتثقيفها في هذه المسألة».

بطاقة
• من المؤسسين لنادي شطرنج الفتيات في دبي.
• الإسهام في فكرة أكبر مسيرة بالخيول على مستوى الدولة بمناسبة اليوم الوطني.
• شاركت لعبتها «السوسة الحمراء» في إكسبو ميلانو 2015.