تقتصر أعمال الفنانة الفرنسية مغربية الأصل شروق هريش، على الرسم بالأبيض والأسود لأنه بحسبها: «يعكس الظل أو المغيب والجانب الآخر لإشراقة الشمس». تخصصت في التاريخ وعلم الآثار، تحب السفر والتأمل وتعتبر نفسها شاهدة على مسيرة البشر في الاندفاع والتقدم، وأن فنها جزء من هويتها ويجسد ذكرياتها والمفارقات الجميلة في حياتها.

• أين تعلمت الرسم وماذا تقولين في أعمالك؟
«وجدت نفسي أرسم منذ طفولتي قبل أن أدرس الرسم لاحقاً في جامعة ليون الوطنية للفنون الجميلة. يرى الناظر إلى أعمالي قصصاً وحكايات لمشاهد ومواقع وأساطير حديثة، فأنا أحاول من خلالها إنشاء رابط بين مختلف القصص والأبعاد الزمانية والمكانية».

• هل من مدرسة معينة تأثرت بها؟
«تأثرت بتاريخ الفن القديم والشرق أوسطي والآسيوي، وقد يكون التأثير الأكبر ناتجاً عن الكتابات الأدبية. كما أحب أن أكون النسخة النسائية من «ابن بطوطة» القرن الـ21».

• ماذا نسمي نوع الرسم الخاص بك؟ وهل هو شائع؟
«أرسم بالأبيض والأسود أو ما يسمى الرسم أحادي اللون بما أنني أرسم فعلياً بالأسود، مع استخدام اللون الأبيض لأن اللونين لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما. وأرى في اللونين ما يحاكي الحياة والطبيعة البشرية وضرورة التواصل بين الأفراد. ينتشر الرسم أحادي اللون خاصة في الرسم المعاصر مع أمثال الرسام الفرنسي بيار سولاج الذي يرسم باللون الأسود، وأيضاً في القصص الهزلية المصورة».

• لماذا الرسم بالأسود والأبيض بالتحديد؟ وهل هناك فكرة تحول إلى الألوان في المستقبل؟
«أستخدم ألواناً أخرى في معارضي، لاسيما عندما أعرض أعمالي في المتاحف، وذلك لتسليط الضوء بشكل أكبر على رسوماتي باللونين الأبيض والأسود. في الغالب، أستعين باللون الأزرق على الجدران أو الأرضية، حيث إن لهذا اللون رمزية لها أبعاد تذكر بالسفر والحلم والبحر».

خيارات مفتوحة
• كل فنان يتحدث في رسوماته عن قضية، هل ترين أن المراقب لأعمالك يفهم الرسالة التي تريدين إيصالها؟
«لا أعلم إن كانت لديّ أي رسالة أوجهها من خلال رسوماتي، فأنا أسعى إلى إبداء ملاحظاتي الشخصية حيال مواقع أو مواقف زمنية أو حتى مغامرات، بحيث أقترح على المشاهد نظرتي وملاحظاتي الشخصية وأترك له حرية القرار والاستنباط وتحديد ما يود رؤيته فيما أرسمه. علماً بأن الشخص ذاته يمكنه أن ينظر إلى العمل نفسه كل يوم، ويستنتج معاني مختلفة تتوافق ربما مع الحالة النفسية التي يعيشها».

• كونك كبرت وتعلمت في دولة غربية، هل ترسمين بريشة امرأة تحمل أفكاراً غربية أو غريبة عن المجتمع العربي؟
«لا مطلقاً، لقد بقيت متعلقة بأصولنا العربية وعاداتنا وثقافتنا، وقد شكلت هذه الحقيقة نوعاً من التحدي في مسيرتي الفنية، لكنها أعطتني دافعاً ودعماً من الآخرين لتخطيها والاستمرار فيها. قد تكون مسؤوليتنا الأولى والأهم كمهاجرين، أن نعمل بجهد أكبر من الآخرين لإثبات أنفسنا، لأننا نخضع لاختبارات مستمرّة، وعلينا النجاح مهما كلف الأمر من عناء، وكوني امرأة، يوجب عليّ أن أبذل جهداً مضاعفاً كي أحظى بالاحترام والثقة».