صهيب شراير: سأبيع حقوق شخصيتي لمذيع «روبوت»
صهيب شراير مذيع ومقدم الأخبار في قناة العربية، خريج كلية الإعلام جامعة الجزائر، بدأ مشواره الصحافي في عمر الـ18، متدرجاً من الصحافة المكتوبة إلى المسموعة فالمرئية، حاصل على جائزة الميكروفون الذهبي كأحسن مقدم نشرات إخبارية في الجزائر.

• بعد سنوات الخبرة في التلفزيون، هل لا يزال لديك حنين للإذاعة التي كانت منطلق مشوارك الإعلامي؟
سحر العمل الإذاعي يختلف عن التلفزيوني، والحنين للإذاعة موجود دائماً، ولكني لا أملك الوقت لها، كنت ربما قبل أن يتعرف إليّ الناس على شاشة التلفزيون أقدم شيئاً عن طريق الصوت فقط وأبني علاقة مختلفة مع مستمعين يرسمون لي صورة في أذهانهم مختلفة عن صورتي، بالطبع إن الأمر يختلف الآن.

مصداقية وتعاطف
• أنت حذر من التكنولوجيا وتميل إلى الإعلام التقليدي، لماذا؟
كان هذا الموضوع يشكل لي نوعاً من الإحباط، فنحن كإعلاميين درسنا واجتهدنا لكي نقدم المعلومة للناس، ومن الظلم أن يأتي شخص لا يتمتع بضوابط أو أخلاقيات أو مسيرة صحافية ويحصد آلاف المتابعين الذين يصدقون ما ينشره لهم من معلومات صحيحة كانت أو مغلوطة، إنما ألاحظ اليوم أن الإعلام بدأ يأخذ مكانته من جديد، بعد أن اكتشف الناس أن الأخبار التي تصل إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ناقصة المصداقية.

• مذيع الأخبار له بديل من عالم التكنولوجيا، وأقصد المذيع الروبوت، فإلى أي درجة تشعر بتهديده لك؟
يحب المشاهد أن يرى مذيعاً حقيقياً من لحم ودم، لأنه يرتبط به وبذاكرته وبتلقائيته ويتعاطف معه حين يخطئ أو يسعل أو حتى ينفعل، حتى لو وجد هذا التهديد واستبدلوا المذيعين بروبوتات، فسوف يستلهمون الشخصية من مذيعين حقيقيين، وهذا لن يقضي على هذه المهنة. على كلٍّ لو أرادوا استلهام روبوت على شكلي فسوف أبيعهم حقوق شخصيتي.

التبعية والحياد
• بعض وسائل الإعلام متهمة بالتبعية وعدم الحياد، ما رأيك؟
أن نكون على حياد لا يعني ألا يكون لنا موقف تجاه مجريات الأمور، ليس هناك حياد بشكل كامل وإلا تحولنا إلى مثاليين أو طوباويين، هناك مهنية في التعامل مع الخبر والإتيان بالرأي الآخر، هناك محطات تدعي أنها تسمح للرأي الآخر بالتعبير، في حين أنها تتعمد أن يظهر ضعيفاً أو ليست لديه حجة.

• هل تعتبر أن القنوات العربية والإخبارية بالتحديد تلبي بالمحتوى الذي تقدمه توجهات المجتمع العربي الفكرية والسياسية؟
هو تحدٍّ كبير بالنسبة إلينا، كانت نسبة متابعة الشباب للقنوات الإخبارية قليلة مقابل أولوية للقنوات الرياضية ربما، ولكننا بتنا نلاحظ وعياً كبيراً عند الشباب تجاه المسائل السياسية، لاسيما في البلدان التي تعيش واقعاً سياسياً معيناً. وحالياً صار من شبه المستحيل تضليل الرأي العربي، وهناك حرص وعمل دؤوب على أن تلبي القنوات الإخبارية ما يتطلع إليه المشاهد عند متابعة الحدث الذي يهمه.

• هل شروط مذيع الأخبار اليوم تختلف عن شروط مذيع الأمس؟
كل الاحترام للجيل القديم من المذيعين الذين تعلمنا منهم الكثير. وإضافة إلى الصفات التي كان يتمتع بها مذيع الأمس، يجب على مذيع اليوم أن يواكب التطورات في المجال الإعلامي، والتي تتماهى مع متطلبات العصر الحديث والسريع بوتيرته.

اعتذرت لنجم عربي كبير
يحلم صهيب شراير، كما يقول، بأن يخوض تجربة إنتاج أو إخراج عمل إبداعي درامي، ويضيف: «أتمنى أن يكون هذا الحلم قابلاً للتحقيق، إن الأعمال الفنية تثير اهتمامي. في الواقع طرح عليّ نجم عربي كبير فرصة التمثيل، لكنني ترددت في قبول هذه التجربة واعتذرت له». ويشير صهيب إلى أنه يتمنى أيضاً في مجال التقديم أن يحظى ببرنامج (يكسر الدنيا)، حسب وصفه، على غرار ما حققه الإعلامي جورج قرداحي في برنامج «من سيربح المليون».

خديجة: كنت أغار من معجبات زوجي
عملت خديجة الرحالي مقدمة أخبار في العديد من القنوات التلفزيونية، من بينها قناة «الاقتصادية» السعودية، قبل أن تنضم إلى الأخبار كمذيعة نشرات وبرامج إخبارية في تلفزيون «الآن»، وهي حاصلة على دبلوم الاقتصاد وتتابع حالياً الدراسات العليا في الإعلام.

• هل أنت سعيدة كونك مذيعة أخبار؟
لا يمكنني الاستمرار في مهنة إن كنت لا أحبها، أما سعادتي فأربطها بالمكان الذي أعمل فيه. ذلك أن تلفزيون «الآن» وبالإضافة إلى الفرصة التي أتاحها لي، لم يتركني في إطار المذيعة الكلاسيكية، بل جعلني صحافية شاملة متمكنة من كل تفاصيل مطبخ الأخبار، كما أمن لي جواً مريحاً يسوده التعامل الإنساني، والاحترام الشديد للمرأة الأم العاملة مع مراعاة كبيرة لظروفها.

قصص إيجابية
• ما أبرز المحطات التي أثرت فيك خلال مسيرتك في العمل؟
على مدى 11 عاماً من عملي مذيعة، تأثرت يومياً بالأحداث التي كنت أغطيها، وقد يكون أبرزها أحداث «ثورات الربيع العربي»، إلى درجة أنني بت لا أطيق أن أتابع الأخبار بعد الدوام. فالمذيع ومهما كان محايداً وموضوعياً، هو في النهاية إنسان ويشعر بما يدور حوله من ويلات وحروب ويعيشها أكثر من غيره.

• بأي مواصفات تحبين مذيعة الأخبار اليوم؟
لقد أحببت الأخبار بسبب المذيعات الكلاسيكيات والصورة الجميلة التي قدمنها لنا. لذا أعتبر أنه من الضروري المحافظة على هذه الصورة النمطية، وإذا تم الخروج عنها فمن دون مبالغة.

أنا وزوجي صهيب
• زوجك صهيب شراير هو أيضاً مذيع أخبار، هل شخصيتاكما متشابهتان؟
لا، شخصية كل منا مختلفة عن الآخر على المستوين المهني والشخصي ولو لم نكن كذلك لما التقينا وانسجمنا. يتميز صهيب بشخصية جادة ورصينة في العمل والبيت، في حين أنني جادة في العمل وأكثر عفوية وبساطة بعيداً عن الكاميرا. حتى في المسائل السياسية نتفق في نقاط ونختلف في أخرى، ولكنني لا أنكر أنه في هذه المسألة بالتحديد يكسب صهيب في الغالب كونه متابعاً أكثر مني في هذا المجال، كما لا أخفي أنني ألجأ لمعلوماته في شؤون سياسية كثيرة لأضيف إلى معلوماتي، وهو أمر أفتخر به جداً.

• هل تغارين من شهرة زوجك؟
بالعكس تماماً، أنا فخورة بأنه أثبت نفسه في فترة وجيزة، وأعترف له بأنه أشهر وأشطر مني. كما أعتبر نجاحه من نجاحي. وفي الواقع، أعترف بأنه فيما مضى كنت أغار عليه من المعجبات، لكنني تجاوزت هذه المرحلة الآن.

• عمل الزوجين في المجال ذاته نعمة أم نقمة؟
خفت أن تكون نقمة، ولكنني سرعان ما اكتشفت أنها نعمة، لأننا نتفهم طبيعة عمل كل منا، بدءاً من الدوام المتأخر ليلاً، مروراً بالعمل خلال الأعياد والمناسبات، وصولاً إلى الضغوط التي نعيشها بحسب طبيعة الأحداث وغيرها. كما اعتدت وبحكم ثقافة صهيب في مجال عملنا، الاعتماد عليه كمرجع أساسي في المعلومات التي تنقصني، وهي إضافة لي على الصعيد المهني.

مع الأولاد
لدى الزوجين  صهيب شراير وخديجة الرحالي طفلان هما، إيلاف عمرها أربعة أعوام، وآسر عمره سنة وشهر، وهنا تقول خديجة: «على عكس ما يتوقعه البعض من صهيب، هو أب حنون ومتساهل معهما إلى أبعد الحدود، لا يفرض هيبته مطلقاً مما يضطرني إلى اللعب هذا الدور، الأمر الذي لم أنجح به إلى الآن لأنني لا أستطيع أن أكون أماً قاسية. وتجدر الإشارة إلى أن البنت هي نسخة طبق الأصل عن والدها فيما أن الولد يشبهني».