أحمد العونان، فنان عُرف بتجسيد الأدوار الكوميدية. خفة ظله وقدرته على الارتجال العفوي جعلتاه في مقدمة صفوف المسرح، بل وأصبح رقماً صعباً في فريق «البلام» المسرحي.

• ماذا تقول عن نجاح آخر أعمالك المسرحية «ليلة زفتة»؟
العرض يأتي استكمالاً لسلسلة مسرحيات قدمتها في الفترة الأخيرة، ومنذ انطلقت عروضنا في عيد الفطر الماضي، قدمنا حتى الآن 45 عرضاً، ودائماً ما يملأ الجمهور جنبات المسرح، وهذا دليل على أن رصيدنا كبير عند الجمهور، بالنظر إلى ما نقدمه من أعمال راقية.

• لكن مساحة دورك في العرض ليست بالكبيرة فما تفسيرك؟
لأن عدد الممثلين في العرض أكثر من 12 ممثلاً، وبطبيعتي لا يهمني وجودي الدائم على المسرح طيلة العرض، لكنني أظهر في مشاهد تُعلم مع الجمهور بصحبة البلام أو المظفر أو البناي، وأترك مساحة لباقي الزملاء ليأخذوا فرصتهم، ففي أحيانٍ كثيرة وجودي يخرب عليهم المشهد، لأن الجمهور يضحك عندما يراني حتى لو كنت ملتزماً الصمت.

حضور طاغٍ
• ماذا يعني لك هذا الحضور الطاغي على المسرح؟
ثقة ومحبة ونجاح من دون شك، فأنا لا أحب أن أكون على المسرح لمجرد التواجد، بل يهمني أن أترك الضحكة في قلوب الحضور، بـ«إفيهات» جديدة وحلوة وغير مكررة.

• هل تدرس تلك «الإفيهات» قبل تقديمها على المسرح؟
بالتأكيد، لكن هناك أيضاً «إفيهات» تأتي وليدة اللحظة أو «مُرتجلة».

• ماذا لو قدمت «إفيه» ولم يضحك الجمهور؟
هذا أمر وارد تعودنا عليه من خلال خبرتنا على المسرح، فليس كل ما يقدم يجد قبولاً لدى الجمهور، وفي أحيان كثيرة الجمهور يضحك على رد فعلي فقط، وأسعد عندما يقولون: «ودنا ما تطلع من المسرح».

• تقول إنكم قدمتم 45 عرضاً ألم يشعرك هذا التكرار بالملل؟
بطبيعتي أتجنب هذا الشعور، بالتجديد والزيادة والإضافة والتنويع.

صعوبات
• واجهت أنت وحسن البلام صعوبات في بداية مشواركما فهل أفادتكما تلك المصاعب حالياً؟
من دون شك استفدنا ونضجنا، فهي مواقف جعلتنا أقوى ولم تكسرنا، بل زادت من علاقاتنا بكل من الوسط الفني والصحافي والثقافي.

• من الذي أعطاك الفرصة الأولى؟
كمسرح جماهيري كان مع طارق العلي، وعلى مستوى الدراما كان مع فجر السعيد، ثم العودة بصحبة حسن البلام.

• هل تُصنف نفسك من نجوم الصف الأول؟
الجمهور وضعني في الصف الأول، مع النجم طارق العلي وحسن البلام وعبد الناصر درويش وعبد الرحمن العقل، وهو أمر يسعدني ويحملني مسؤولية أكبر.

عودة عبد الناصر درويش
• عبد الناصر درويش عاد للمسرح بعد غياب 12 عاماً هل ترى في ذلك إضافة للمسرح؟
انقطاعه عن المسرح كان أمراً خاطئاً منذ البداية، فالجمهور يفتقد الفنان ومن واجبنا التواجد الدائم.

• كل مسرحياتك تحمل إسقاطاً على موضوع جنسيتك ما السبب؟
لا بد من طرح قضية، ولأنه أمر حساس فلا يستطيع التطرق إليه إلا البلام وأنا، وقضية الجنسية أمر عام، وأنا واحد من هؤلاء، وخير من يتحدث عنها من دون تجريح أو هجوم على أحد.

• لكنك تتناولها بشكلٍ كوميدي!
لا بد أن تكون موجودة، لكن بشكلٍ خفيف حتى لا نُثقل على الناس، وما دام الطرح يأتي بشكل محترم وغير فج فما المانع، والجمهور الكويتي بطبيعته متعاطف.

«اللهم إني صائم»
• كيف تقيم تجربتك في الدراما المصرية؟
كانت من خلال مسلسل «اللهم إني صائم» مع المخرج أكرم فريد والفنان مصطفى شعبان، قدمت من خلاله دور الخليجي بشكل راقٍ، لا يحمل إساءة كالشكل النمطي للخليجي السكير الباحث عن المتعة.

• أخيراً.. لماذا لا نمتلك عناصر نسائية كوميدية كثيرة في الكويت؟
لأن العنصر النسائي الكوميدي في المسرح غير ضروري، وإن كان لدينا هيا الشعيبي وانتصار الشراح.

دور العمر
يرغب الفنان أحمد العونان في أن يقدم مستقبلاً دور مسؤول كبير، ويشرح: «أرغب بدور وزير أو مرشح للبرلمان أو أي مسؤول، كوني أود تقديم الشخصية بشكل كوميدي، لكن في الوقت نفسه أطرح من خلالها رسائل تهم الناس، وأعتبر هذا الدور سيكون دور عمري».