حينما أعلنت الإمارات 2019 عاماً للتسامح، كان ذلك تعبيراً عن إرث طويل ومتراكم من رسوخ المبادئ الإنسانية النبيلة في المجتمع المتنوع والمنفتح والواثق بهويته وتراثه، وفقاً لما أرساه الراحل الكبير الشيخ زايد، رحمه الله، حينما وضع القواعد الرئيسية لبناء الدولة، وأولاها منظومة القيم.
المرأة الإماراتية، باعتبارها ركناً أساسياً في التنشئة وتشكيل وعي الأجيال، تمكنت خلال العقود الماضية من الإسهام الفعال في بلورة مفهوم التسامح ثقافياً واجتماعياً، بعدما تهيأت لها كل السبل الممكنة من التعليم والتمكين والمشاركة الفعالة في التنمية البشرية في الإمارات.
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وجّهت بأن يكون شعار يوم المرأة الإماراتية هذا العام «المرأة رمز للتسامح».
في إطار الاحتفال بهذه المناسبة في 28 أغسطس الحالي، تأكيداً لدور النساء المشهود في ترسيخ التعايش والتسامح في الإمارات، التي ينتمي سكانها إلى مزيج منسجم من الحضارات والخلفيات الثقافية والاجتماعية المتنوعة.
لا يمكن حصر المجالات التي أظهرت فيها المرأة الإماراتية فاعليتها في بلورة التسامح سلوكاً وأسلوب حياة، فالنساء يسهمن في الاستقرار المجتمعي، حينما يزرعن في أطفالهن بذور العيش المشترك مع الآخرين المختلفين عنهم، وعندما يشجعن في المدرسة والجامعة وبيئة العمل الأنماط الإيجابية في التفاعل وتعظيم القيم الإنسانية المشتركة.

ضوء

«المرأة رمز للتسامح» لأنها الأم التي تنكر ذاتها، وتمنح بناتها وأبناءها دون حدود، ولأنها المعلمة التي تعي مسؤوليتها في الدفاع عن الأجيال وتحصينهم من التعصب، فترفع التسامح فوق الكراهية، والتعايش فوق السلبية والعزلة.