في رحلة جمالية استمرت أكثر من 100 يوم، احتضنت العاصمة أبوظبي معرضاً استثنائياً يسرد حكايا النصوص العتيقة في الشرق الأوسط. ومن خلال عنوانه «علامات رحّالة: أسفار الخطوط العربية» يتأمل المعرض الدور الهام الذي نهضت به تلك النصوص في رسم وصون الهوية الثقافية لحضارات قديمة وحاضرة.

يتناول المعرض تلك الطبيعة المتنقلة والتحويلية التي صارت سمة في الكتابة، والتي تنم عن قدرتها على التحليق عبر الثقافات من دون اعتراف بحدود. فيضيء على مراحل تطور مجموعة من الأبجديات الرئيسية في أنحاء الشرق الأوسط. رابطاً الماضي والحاضر بأسلوب شاعري وسلس، ليبرز ما تحمله منطقة الشرق الأوسط من ثراء وتنوع عبر العديد من النصوص وما بين الخطوط المختلفة من ضمنها الفينيقي، التدمري، النبطي، والعربي المبكر. تشكل أساليب الكتابة وفنون الخط  المحور الرئيسي للمعرض وهي المادة الأساسية لإنتاج فني جديد قدمه فنانون ومصممون من مختلف الجنسيات (من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها).

يد
يُجسد عمل «يد» سعي مارغريتا أبي حنا الدائم إلى إقامة جسر يصل بين تصميمها الجرافيكي وتصميم المجوهرات، مما يضفي على عملها بُعداً ثقافياً وتصورياً. وتحمل كلمة «يد» المعنى ذاته في اللغتين العربية والفينيقية، وهي رمز قديم وقوي يُحمل غالباً في شكل تميمة.

الشمس لا تغرب
يتطرق هذا العمل إلى الأفكار الرئيسية لإعادة كتابة التاريخ وتوضيح الحدود الثقافية والسعي إلى التغيير الجذري، واستخدمت سارة العقروبي عبارة «الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس» لتصف هذا الحجم الشاسع للإمبراطورية الغربية

من الرماد إلى النار
تعتبر زينة المالكي الخط التدمري نموذجاً مثالياً لإعادة إحياء الثقافات الأقدم ذات الصلة المباشرة بالهويات المختلفة لشعوب الشرق العرب. استمدت زينة إلهامها من النقوش الجنائزية وصورت الحروف بطريقة رمزية عوضاً عن الأشكال المادية الحقيقية. وفي هذا العمل، تحول زينة أشكال الحروف ثنائية الأبعاد إلى كائنات مستقلة ثلاثية الأبعاد.

مصابيح
يستعين ناصر السالم في هذا العمل بمقتطف من آية قرآنية ليستمد منها تجربة شاملة. وبذلك، يُعالج المشكلة المعاصرة التي تواجه الناس في السياقات الحضرية المختلفة في جميع أنحاء العالم. ويستخدم ناصر في عمله الفني نقاط الخط العربي المراد بإضافتها إرشاد القارئ والمُطلع.

تشكّل اللغات الثلاث والخطوط المتعلقة بها التي تقدمها رشا الدقاق في هذا العمل، وهي العربية والإنجليزية والعبرية، سوياً سلسة من العناصر النحتية التي تربط كلاً من هذه الخطوط بخطوط أسلافها، وبالتحديد، العربية بالأنباط، اللاتينية بالفينقيين، والعبرية بالآراميين.

مكتوب
يعد هذا العمل الفني إعلاناً قوياً وبسيطاً يمثل قطبية أن يكون المرء عربياً في عالم اليوم، حيث تكشف من خلاله نادين قانصو عن معالم الازدواجية في شخصيتنا بالبحث عن التناقضات والتباين بين القديم والحديث، والماضي والحاضر، والجوانب الهندسية والعضوية.

مركب
يستخدم العمري خط المشق العربي كنقطة انطلاق لقطعته الأثاثية بعنوان «المركب»، فلا يستخدم الحروف العربية مباشرة، بل يوظف خط المشق على وجه الخصوص، وطريقة تفاعل الحروف مع بعضها بعضاً، وتفاصيلها المميزة وأشكالها من أجل تشكيل قطعة أثاث حديثة أنيقة.

الكلام
استعان خالد مزينة بالمثل العربي الشهير «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» في عمله الفني ليلمح إلى قوة الكلمات ومعدن الفضة والذي يُنظر إليه عادة على أنه من المواد النبيلة التي ترمز إلى الصفاء. ويمزج مزينة في عمله بين الكلمات مع الفضة ويدمغ قواها الوقائية في أثواب.