بينما كانت قرينات طفولتها يلتهين بدمية، كانت الإماراتية مريم المسماري تلعب حينها بسيارة صغيرة وتحلم بمستقبل مميز، وعندما سنحت لها الفرصة انخرطت في تعديل وترميم السيارات العتيقة لاستعادة مجدها السابق، ولم تتردد في احتراف ما كانت تهواه وتعشقه لمجرد أن هذا الحقل تقليدياً يسيطر عليه الرجال.

• متى تعرفت إلى السيارات ومحركاتها؟ وما الذي جذبك إليها؟
شغفت بها في وقت مبكر من حياتي، كانت البداية فضولاً معرفياً ثم تبعه تعلم عن كثب، وبعد ذلك أصبحت أشتريها وأبتكر فيها بعض الأشياء وأبرز مواهبي بها، إلى أن حل عام 2005، حتى قررت أن أقوم بخطوات عمليه لتحقيق حلمي في هذا المجال بشكل احترافي. وأكثر ما جذبني للولوج في عالم السيارات هو التنوع في الأشكال وأثر هذه المركبات في حياتنا، كما أنني رغبت في التفرد، فأصبحت أشتري هذه السيارات أعدلها وأبيعها وجربت مختلف أنواعها كالأميركي والألماني والسويسري، وركزت بشكل أكبر على السيارات الكلاسيكية.

بصمات الحضارة
• لم الكلاسيكية تحديداً؟
تتمتع هذه السيارات بميزات فريدة، إضافة إلى المتانة والأصالة فيها بصمات الحضارة والتراث، إذ تجعلك تتأمل كيف تتطور وتتغير الحياة، وكيف يرتبط الماضي مع الحاضر، في الواقع فاقتناء الكلاسيكي من السيارات يأخذنا للزمن الجميل ويعرفنا بثقافات تلك الحقب من الأزمنة.

• ما بصمتك التي وضعتها كامرأة في السيارات الكلاسيكية؟
هذه الأمور ليست مخصصة فقط لجنس معين، لكن البصمات الأنثوية تضيف لهذه السيارات النادرة جوهراً أكثر جمالاً، خاصة في وقت التعديل ومثال لذلك تجربتي الأخيرة في تعديل (سيارة فورد ثندربيرد لعام 1936)  لتكون سيارتي أول سيارة تملكها سيدة في الشرق الأوسط من فئة «لورايدر»، وهي سيارة منخفضة كثيراً ويمكن خفضها أو رفعها عن الأرض عبر التحكم عن بعد. أما في موضوع الترميم فأفضل بقاء السيارة على الأصل. لكن بصمتي الأنثوية تركزت مثلاً في إطلاق اسم Flower (وردة) على إحدى السيارات التي عدلتها، بالإضافة إلى أن التفاصيل داخل السيارة مثل  اكسسوارات ذات  طابع مكسيكي، وأخرى صنعت لها أساور مستوحاة من فترة القرون الوسطى، وكانت ترتديها النساء من أجل التزيين أو الحماية خلال الحروب.

• كونك موظفة وأماً لطفلين وتعملين على إكمال دراساتك العليا في الوقت نفسه، ما الإنجاز الذي أضفته على مجال السيارات؟
أنا عضو بنادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية، وشاركت في العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها، وحصلت على أفضل مشاركة نسائية وفزت بالمركز الخامس في مهرجان الشيخ زايد «كاستم شو» من خلال عرضي سيارات: فولكس فاجن، بيتيل 1954 ومرسيدس، وكنت حصلت فيه مسبقاً على المركز الثالث بمهرجان الظفرة لترميم السيارات. وآخر لقبين تمكنت من امتلاكهما هما كوني أول إماراتية ترمم سيارات كلاسيكية، وأول سيدة تمتلك سيارات لورايدر في الشرق الأوسط وهناك مشاركه عالمية في الطريق ومشاريع جديده لمنافسات مقبلة.

رد فعل
• ما ردود أفعال من حولك عندما يكتشفون أنك تتعاملين مع هذه المحركات القديمة؟
وجدت تشجيعاً كبيراً ودعماً من أسرتي وأقاربي، وبعد سنوات في هذا العمل أستطيع القول إنني حزت ثقة كثير من الزبائن من العنصر الرجالي، فاصبحوا يقبلون على سياراتي وأسمع المدح لما أنجزه بها، على الرغم من أنني لا أزال أواجه مرات كثيرة بدهشة البعض من وجودي في هذا المجال وأحياناً السخرية، لكني أمضي قدماً وأتمتع بإيجابيات عملي كما أشجع  النساء في الإمارات والعالم العربي على أن يمارسن هواياتهن، في ترميم وتجميع السيارات الكلاسيكية والرياضية، كما يجب أن يعملن على زيادة ثقافتهن بميكانيك المحركات، فهناك معلومات صغيرة يمكن أن تساعدهن على الاهتمام بسياراتهن من دون الحاجة للجوء إلى أي متخصصين.

تعديل وترميم
توضح مريم المسماري الفرق بين تعديل وترميم السيارات، بالقول: «هناك فرق شاسع بين الترميم والتعديل، فالأخير يعتمد على التطوير المنهجي، سواء على الشكل الخارجي أم الداخلي للمركبة وكذلك لمحركاتها وخواصها، أما الترميم فهو استرجاع للأصل الجوهري المصنعة عليه».