لُقبت مصممة الأزياء المغربية سلمى بن عمر  بسفيرة القفطان المغربي، نظراً لتصاميمها اللافتة وابتكاراتها ونجاحها في إيصاله إلى خزانة المرأة العربية والشهيرات أينما كن. خاصة أن القفطان المغربي يتميز بفرادته في عالم الأزياء، مما خوله للانتشار في دول الخليج والعالم.

• كيف بدأتِ في عالم تصميم القفاطين؟
كنت منذ صغري مولعة بالتصميم وخاصة القفطان، فأنا من عائلة لديها حرفيون في صناعته، وكانوا يمتلكون محال أزياء ويطرزونه. وكبرت في ظل هذه الأجواء، ولم أتجه إليها من خلال الدراسة، لأنني درست إدارة الأعمال وعملت بها في نطاق ضبط الجودة. وإضافة إلى ولعي بالتصميم كنت أملك موهبة الرسم منذ صغري، وقررت أن أطلق خطي الإنتاجي بالتصميم، حينما استقررت في دبي وتركت العمل في فرنسا.

• لماذا أتيت إلى دبي؟
بسبب عمل زوجي الذي كان مقرراً لمدة ثمانية أشهر، وها نحن اليوم تعدينا السنة الـ11 في دبي، فتركت حينها عملي السابق وقررت إنجاب الإطفال، مترافقاً مع تجديد المشروع لزوجي في عمله، وبعدها قررت أن أطلق علامتي التجارية.
 بدايات

• هل كانت البداية سهلة؟
لا شيء يبدأ بسهولة، فباشرت العمل على مجموعتي الخاصة وحدي، وكنت محتارة بها من حيث التسويق والإعلان، وشاركت في «معرض دبي للعروس» عام 2012، وكانت مجموعتي جاهزة حينها، فعرضتها عليهم، وقدمت في المعرض 12 قطعة من القفاطين الجاهزة، وكانت المفاجأة أن كل القطع بيعت في نفس اليوم، وهو ما أعطاني حافزاً لكي أستمر، وعندما قررت أن أصمم القفطان المغربي في دبي رغبت في التميز عن الموجود، حيث كانت الصورة المأخوذة عن القفطان خاطئة في العالم العربي، فكانوا يعتقدون بأنه رداء للنساء المسنات، ولم يكونوا ينظرون إليه على أنه لباس يصلح للحفلات والمناسبات للشابات، فقررت أن أغير هذه الفكرة عن القفطان المغربي وأجعله مواكباً للموضة ويصلح لكل المناسبات.

• كيف تعرّفين القفطان المغربي؟
هو هوية الشعب المغربي، فلا يوجد أي بيت في المغرب لا يمتلك قفاطين ونفتخر بارتدائه، ولا نرتدي غيره في المناسبات، ولا يوجد لدينا ثقافة ارتداء فساتين السهرة، وإذا حدث ذلك، تكون هذه المرأة لم يسعفها الوقت لصنع قفطان، واستعانت بفستان سهرة. كما أن القفطان لباس راقٍ ومحتشم ويليق بكل الأجسام النحيفة والبدينة، والجميل أنه أصبح من الملابس الجاهزة للارتداء، ومنه ما يكون مفصلاً على الجسم ومطرزاً.

• ما الفرق بين القفطان والجلابية؟
القفطان المغربي مميز جداً ويستحيل الدمج بينه وبين الجلابية، خاصة لمن يعرف تفاصيل القفطان، فتميزه الأزرار والتطريز والعقد الذي يكون مطرزاً بالمنتصف. أما الجلابية فلا يوجد فيها هذا التفصيل، وأصبحوا يستعملون فيها إكسسوارات فقط كتصميم، وكذلك القفطان لديه قصة مميزة من حيث أكمامه الواسعة والطويلة، ولا يوضع له حزام إلا عند الرغبة بينما أكتاف الجلابية منسدلة.
 
عناصر
• ما العناصر والمواد التي تضفي فخامة على القفطان؟
الخيوط الذهبية، على الرغم من وجود تصاميم يمكن أن تنفذ دون خيوط، لكن بالنسبة إليَّ الخيوط الذهبية ونوعيتها تميز القفطان، إضافة إلى مدى جودتها، فهناك الخيط الذهبي أو الفضي، لمنح القفطان الفخامة ولكنني ضد كثرة التطريز، وأحياناً القليل منه يكون أجمل من حيث إضافة العناصر الصحيحة.

• ما مدى إقبال الناس في الغرب على ارتداء القفطان؟
هو لباس موجود منذ قرون، ولذا تهتم به دور الأزياء والمصممون العالميون للاهتمام به وبحرفية عمله، فمن ينفذه نلقبه بالمعلم، لأن من يتقن تصميم القفطان يجب عليه أن يتعلم 10 سنوات، حتى يتقن تفاصيله الدقيقة، فدقة العمل اليدوي، تلفت الانتباه للقفطان.

• كم يستغرق إنجاز القفطان الواحد؟
يلزمه وقت طويل يمتد من ثلاثة أسابيع إلى أربعة.

• أي الفساتين المستوحاة من القفاطين المعروضة في دور الأزياء لفت انتباهك؟
عرض المصمم اللبناني إيلي صعب، إذ كان يحتوي على العديد من التفاصيل، فالطريقة التي استخدمها في التصميم من حيث الحزام والأكمام، مستوحاة من القفطان. كذلك صمم «بالمان» وهي أحزمة مغربية بالتفاصيل والمكونات والشراشيب المستخدمة وهو أمر يدعو للفخر.

سفيرة
• هل تعتبرين نفسك سفيرة مصممي القفطان المغربي في الإمارات؟
لا أحب الألقاب، وأفضل أن تتحدث تصاميمي عني وأفتخر أنه تم تلقيبي بذلك. وتجب الإشارة إلى وجود العديد من المصممين المبدعين ممن يصممون قطعاً جميلة، فأتابع من المغرب سهام الهبطي ومريم بلخيات فعملهما مميز.

• ماذا تقولين عن التشكيلة الأخيرة التي عرضتها في «مازاراتي»؟
«مازاراتي» معروفة كمنتج مصنوع باليد والألوان كلها محددة، وفي السنوات الأخيرة بدأت الشركة باستهداف المرأة وتصنيع جاكيتات لها. ولأن العلامة كانت معروفة بمنتجاتها الرجالية، فلقد خاطبنا المرأة في العرض الذي نفذناه بمنتج يدوي، كوننا نبحث عن الهدف نفسه ونشترك بالقيم ذاتها.

• قبل «مازاراتي»، قدمتِ مجموعة «حلم استثنائي» للعروس، كيف يختلف قفطان العروس عن الفستان العادي؟
مجموعة العرائس تتجدد كل سنة، وهي تعبر عن حلم الفتاة المقبلة على الزواج، كيف تتخيل ليلة زفافها؟ فالفتاة تعتبر فستان العرس مقدساً ولا يستبدل. ويأتي هنا القفطان قطعة بديلة تُرتدى في ليلة الحنة والخطوبة وأوقات عدة، والمجموعة موجهة ليس فقط للعروس بل لأخواتها وصديقاتها لأنني أدخلت عليها ألواناً أخرى.