ألهم محمود درويش على مدى مسيرته الإبداعية شعراء ورسامين ومطربين، ولا يزال تأثيره لافتاً في الحياة الثقافية العربية، مثلما شكلت تجربته المتميزة ميداناً للنقاد والباحثين في القصيدة المعاصرة، فموهبته صنعت آفاقاً شعرية خاصة، ودونت تاريخاً في فنون الكتابة.
في الذكرى الـ11 لرحيله في أغسطس الحالي، احتفى فنانون تشكيليون فلسطينيون في مدينة البِيرة في الضفة الغربية، بإعادة الاعتبار إلى العلاقة بين الشعر والرسم، وأنجزوا عشرات اللوحات في معرض أطلقوا عليه «خذ بيدي أيها المستحيل»، وهو مقطع لدرويش من قصيدته الشهيرة «هو لا غيره».
حاول الفنانون في المعرض الاقتراب من العالم الشعري لدرويش وتجسيده في خطوط وتشكيلات لونية، تتصل بأحلام الفلسطينيين، وبتفاصيل الحياة تحت الاحتلال، ومفاهيم ودلالات أخرى، كالهوية، والوطن، والأمكنة، وجعلوا لأعمالهم فضاء فنياً يجسد عبارة «هو لا غيره».
الرائع في معرض «خذ بيدي أيها المستحيل» أنه يقدم لأول مرة أعمالاً لفنانين شباب، فاختار أحدهم تجسيد عوالم درويش بصور زاهية من المخيم، ورأت فنانة أن دلالة «هو لا غيره» تكمن في صورة الطفل الفلسطيني، فرسمته بحجم يفوق جنود الاحتلال.
تقول الفنانة لارا سلعوس «أقدِّم الدولة والوطن وأطفال فلسطين باستخدام تقنية تحوير النسب، وأعرض كل ذلك ضمن إطار اللوحة والملصق، في مشاهد تستحضر فضاءات وشخوصاً حقيقية»، وقد جسدت في إحدى لوحاتها الطفل الفلسطيني فارس عودة الذي اشتُهر بصورته واقفاً أمام دبابة، ويتحداها بحجر.

ضوء

«هوَ، لا غيره، مَنْ ترجَّل عن نجمةٍ
لم تُصبْهُ بأَيّ أَذى.
قال: أسطورتي لن تعيش طويلاً
ولا صورتي في مخيّلة الناس
فلتَمْتَحِنِّي الحقيقةُ»   -   درويش