درست نوران البناي الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات في العين، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة الجودة في الجامعة الأسترالية في دبي، وتعمل في أدنوك البرية مهندسة تدقيق في جودة المشاريع، وهذا كله لم ينسها عشقها للقهوة، منذ أن كانت تعدّها مع جدتها وهي في الـ10 من عمرها، مما دفعها إلى أن تدخل عام 2015، في مجال تصنيع القهوة وتصبح أول ذواقة إماراتية للقهوة، تحمل شهادات احتراف من منظمة القهوة العالمية والمعهد الأميركي لجودة القهوة.

• ما الذي دفعك للسفر إلى أميركا لدراسة تذوق القهوة؟
بالبداية حاولت مراراً التدرب في مقاهٍ مشهورة، بإعداد القهوة ولكنني جوبهت بالرفض في كل مرة، لذا بعد بحث دؤوب قررت الالتحاق بدورات تدريبية كاملة لتعلم أصول صناعة القهوة، واكتساب الخبرة في هذا المجال، والحصول على شهادة «بريستا صانع القهوة المحترف» من أميركا، وهي شهادة لا تؤخذ بسهولة لأنها تتضمن 20 امتحاناً عملياً ونظرياً للتذوق والشم والنظر، ويجب النجاح فيها جميعها.

توقيع فريد
• هل تمزجين بين النكهات خلال إعداد القهوة؟
أدخل كل شهرين لائحة جديدة من النكهات إلى القهوة، التي أعدها في مقهاي «عمارة القهوة»، شرط أن تكون طبيعية ومختلفة عن كل ما هو موجود أو رائج في السوق. وهو عمل يشاركني فيه الفريق الذي يعمل معي، نتذوق ونعدل ونحسّن إلى أن نخرج بنتيجة ترضينا جميعاً، وتحمل توقيعنا الفريد، ونسميها «قهوتنا الخاصة».

• ما الخطوات التي يعتمدها صانع القهوة لإعداد منتج ممهور بذوقه الخاص؟
قبل أن يضيف لمسته أو خلطته الخاصة، يجب أن يتأكد أولاً من أن تكون حبوب القهوة طبيعية وذات جودة عالية وخالية من العيوب. بعد هذه الخطوات الأساسية، شخصياً أطحنها طازجة لأقدمها للناس بالطريقة التي يفضلون شربها.

تحديات
• ما أهم العقبات التي اعترضتك في هذا المجال؟
بالبداية كان صعوبة قبول المجتمع عملي خلف «كاونتر» إعداد القهوة، ولو أنني أعمل في مقهاي الخاص، حتى إن أهلي عارضوا في بادئ الأمر، ولكن مع الوقت قبلوا الأمر. ويكمن التحدي الثاني في السفر إلى الخارج للمشاركة في معارض ومهرجانات وفعاليات خاصة بكل ما يتعلق بالقهوة، لأتعلم أكثر عن أنواعها وأساليب تحميصها وتحضيرها، وأتطلع على أحدث المعدات المتخصصة بصنعها.

* كيف يكون رد فعل الناس حين تعدين لهم القهوة بنفسك؟
يشجعوني، خصوصاً بعد أن يروا شهاداتي في مجال إعداد القهوة، وتكتمل ثقتهم بي بعد أن يتذوقوا قهوتي ويكتشفوا كم هي مميزة، ويثنون على عملي.

شغف
• بعد سنوات من دخولك هذا المجال، ألم تخفت حماستك قليلاً؟
مطلقاً. لديّ شغف لا محدود بالقهوة لهذا أجدني أبدع فيها. وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترضني بين الحين والآخر وتقلل من همتي لوقت لا يذكر، أعود دائماً بحماسة شديدة إلى علم أحبه وأجد فيه أموراً كثيرة أجهلها، لأغرف منه بالقدر الممكن. هناك لذة في هذه الصناعة، وفي التعامل مع الزبائن من الذواقة للقهوة، ومع أهوائهم في شرب القهوة كل على طريقته، وطلباتهم بأنواع معينة ومن دول محددة.

• بحسب خبرتك، أي دول تتصدر سوق البن من حيث النوعية؟
تعتبر إثيوبيا هي بلد المنشأ للبن، تليها اليمن والبرازيل وإندونيسيا والبيرو والهندوراس وكينيا، حتى أن الهند بدأت تبرز في هذا المجال، كما أن السعودية بدأت تزرع حبوب البن في مزارع خاصة.

فن صناعة القهوة
• إلى أين تريدين أن تصلي من خلال عملك في تصنيع القهوة؟
طموحي أن أبرز دولة الإمارات في صنع «القهوة الخاصة» الخالية من العيوب بحسب منظمة القهوة العالمية، وأملي أن يبدأ الاهتمام بزراعة البن محلياً، والخوض في كل مراحل تصنيعه وتجفيفه وتحميصه بمعايير خاصة وجودة عالية، قبل وصوله إلى مرحلة القهوة في الكوب.

• ما حكاية تقديمك دورات خاصة بتذوق القهوة؟
هذه الدورات أقدمها ضمن ورش عمل للزوار والمهتمين، تتعلق بتذوق القهوة وتحضيرها وصناعتها، كما أعلمهم كيفية إعداد قهوتهم بطرق مبتكرة. لذا أجتهد فعلياً للحصول على شهادة مدرس معتمد من منظمة القهوة العالمية، لأعلم بشكل احترافي وأعطي شهادات في هذا المجال.

زاوية لدعم المواهب
تخصص نوران البناي في مقهاها زاوية فنية، تهدف من خلالها لدعم المواهب، وتوضح: «بما أن مقهى (عمارة القهوة) هو تجمع لمحبي القهوة والفن، رأيت أن أستقبل كل ثلاثة أشهر فناناً تشكيلياً إماراتياً، ليعرض أعماله الفنية في زاوية خصصتها لهذه الغاية، وذلك بهدف دعم المبدعين والمواهب».