الفنانة هيا عبد السلام ممثلة ومخرجة كويتية من الطراز الرفيع، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج قبل 13 عاماً، لكنها تقدم وجوهاً أخرى لها على الصعيدين الإنساني والحياتي.

• ماذا أضافت لك تجربة مسلسل «أجندة»؟
أضافت لي الكثير، فالعمل عميق يخاطب الأعمار ما فوق 18 عاماً بقصتين مختلفتين والعمل نال إعجاب الكثير ولامس قلوبهم وأنا راضية تماماً عنه.

• وصفت نفسك بأنك من نجمات الصف الأول فهل تضعين نفسك في مصاف حياة الفهد وسعاد عبد الله وهدى حسين؟
لا أستطيع أن أضع نفسي على مسافة واحدة من هؤلاء النجمات، فالتاريخ هو من وضعهن في تلك المكانة، لكن على مستوى نجمات الصف الأول من الشابات أنا في المقدمة ومعي ممثلة أخرى.

• كيف هي علاقتك بزميلاتك في الوسط الفني؟
كلهن حبيباتي، لكنني بطبيعتي عفوية وبسيطة وأعيش مثل أمي وإخوتي بعيدة عن حياة النجوم، حتى إنني لا أتفاعل بشكل جيد مع «السوشيال ميديا»، ولا أحضر تجمعات فنية إلا نادراً، لكن للأمانة كلهن زميلاتي وأحبهن كثيراً.

• هل قصدت بزميلات أي ليس لك صداقات داخل الوسط؟
نعم، صديقاتي من خارج الوسط الفني.

• ما رأيك في المطربتين أحلام ونوال الكويتية؟
تعجبني قوة أحلام، ونعومة نوال، وأنا أشبه نوال في أشياء كثيرة.

• هل تؤدين واجبك تجاه من حولك، بعيداً عن كونك فنانة ومشهورة؟
بالطبع، فنحن اليوم نعيش في زمن صعب، و«لقمة العيش» صارت صعبة عند كثير من الناس، وبالنسبة إليّ الأقربون أولى بالمعروف، فعائلتي تأتي في مقدمة حياتي، وربنا رزقني رجلاً يحب أهلي، وأحب أهله، ونحن مترابطون جميعاً، والشيء الإنساني أن تخدم عائلتك وتلبي متطلباتهم، وتحديداً الأب والأم، لأنهما عندما يكبران يتغيران، ويصبحان في أمس الحاجة للاحتواء، خاصة في ظل صعوبات الحياة ومشاغلها، وكل واحد من أولادهما في جانب، مما يجعلني أصبح بمثابة الأب والأم لهم، وأحرص على جمعهم حولي كل يوم جمعة مهما كنت مشغولة.

وجدت الإجابة
• هل تخشين من الزمن؟
منذ يومين فقط وجدت إجابة عن هذا السؤال، فأنا كنت خائفة من الزمن وتقلباته، خاصةً أنني بطبعي أحب مواجهة كل ما أخاف منه، فعلى سبيل المثال كنت في السابق أخاف البحر، واليوم أصبح أعز أصدقائي، وكنت أخشى الغد، ثم قلت لنفسي كيف أخافه والله معي، فارتحت وانزاح همي، بعد أن وكلت أمري عن طمأنينة للذي خلقني.

• كلامك يوحي بتحليك نزعة إيمانية، فهل هذا صحيح؟
أنا مؤمنة بأن الله يعطي كل إنسان على قدر نيته وإيمانه، بمعنى أنه لا يمكن لأحد أن يضرني من دون إرادة الله.

• إذا حدث وأخطأت في حق أحدهم هل تبادرين بالصلح والاعتذار؟
بكل تأكيد، وهذا حدث بالفعل مع أكثر من شخص، وسعيت لمصالحتهم، ودائماً أقول يا رب سامحني.

فؤاد علي
• هل تتعاملين بهذه الروح مع زوجك فؤاد علي؟
فؤاد يشبهني فهناك تماثل في الشخصية بيني وبينه، ومعه أكون مختلفة، فهو الزوج والسند والظهر والأمان، ومن لا يحترم زوجي لا أحترمه مهما يكن الشخص.

• هل تتشاركان في الهوايات أيضاً؟
على العكس، هواياتنا مختلفة تماماً، وفؤاد «ملك الهوايات» ويحب أن يمارس أشياء كثيرة، وأنا عكسه «زيرو هوايات»، الأمر الوحيد الذي أحبه خارج المجال الفني، هو السفر.

• هل لديك «فوبيا» من شيء معين؟
نعم، أعاني فوبيا الأماكن الضيقة.

عامل ضغط
• ثقافتك الملحوظة، هل تشكل عامل ضغط لك في الوسط الفني؟
هذا صحيح، فأحياناً أشعر كأنني أدور حول نفسي، وهو إحساس يتملكني طيلة الأربع سنوات الماضية، فأنا كمخرجة أرى أنني قد أوجدت لنفسي مكانة، ثم انتابني شعور بالفراغ الكبير ولا أدري إلى أين أذهب، وأصبحت أشعر بأن كل المتاح على الساحة لا يعجبني أو يرضي طموحي، حتى كممثلة أصبحت غير راضية عن أغلب ما يُعرض عليّ.

• لو أنك صاحبة القرار ما الذي سوف تعملين على تغييره في المجال الدرامي؟
أعمل أنا وزميلاتي على إحداث تغيير محسوس، وقمنا بذلك بالفعل، وعملنا على أن يكون التمثيل أكثر بساطة، كما اقتحمنا مجال الإخراج وأصبحت المرأة مخرجة بعد أن ظلت المهنة لسنوات طويلة مقصورة على الرجال.

• من أجل إحداث تغيير أكبر، هل من الممكن أن تتبني كُتاباً ومخرجين جُدداً؟
لقد قُمت بذلك بالفعل، فمع بداياتي كان معي الفنان عيسى ذياب، وعملت على تشجيعه والدفع به حتى أخذ مكانه بين المخرجين حالياً، وعلى مستوى التأليف فأنا كنت قد قدمت «ساهر الليل» ومعي فهد في أول تجربة له، في حين كنت «مكسرة الدنيا» في «أبو البنات» وفي «فالك طيب» تعاملت مع جُدد، ومريم نُصير كذلك كانت جديدة.

أجمل 100 وجه
• كيف شعرت بعدما رشحك أحد المواقع ضمن أجمل 100 وجه في العالم؟
صراحة فوجئت بأنني ضمن المرشحات، وصراحة الجمال الخارجي مهم لكنه لا يعني لي هذه الدرجة من الأهمية، ولكن أحياناً تصل إلى قناعة أن الجمال ليس مطلوباً، ثم يحدث شيء مثل ذلك الترشيح ليخبرك أن الجمال ما زالت له أهميته، وأنا بطبيعتي عملية أكثر أشتغل على المضمون أكثر من الشكل والمظهر.

• وهل ترين نفسك جميلة؟
أرى أنني معتدلة من حيث الجمال، والجمال أمر نسبي لدى الجميع، فمن الممكن أن يراني أحدهم ويقول هيا جميلة للغاية، وآخر يقول لا هي عادية، والمرأة حالياً إذا ما واكبت عمليات التجميل أصبحت في نظر البعض غير جميلة، وأنا أحب أن أكون فتاة عادية بعيدة عن كل تلك الأشياء.

• أنت مهتمة بجميع الألوان الفنية وخاصةً الفن الأوروبي فلماذا الغربي بالذات؟
في هوليوود الفن صنعة، وصنعة يعني أموالاً، وهنا نحن مفهومنا عن الصناعة والتجارة خطأ، فأحياناً يسأل أحدهم «تريد فلوس ولا فن؟» رغم أنهما أمر واحد.

• وكيف تردين على من يسأل مثل هذا السؤال؟
أرد بأنني أريد تقديم فن محترم، وأريد مقابلاً مادياً محترماً أيضاً.

إطلالة هوليوودية
• يقال إن وراء شهرتك إطلالتك الهوليوودية خاصة ستايل شعرك وملابسك ما تعليقك؟
أعتقد أن الأمر سببه قبول من رب العالمين وليس أي سبب آخر، خاصةً أنني لم أقم بأي شيء يزيد على أي ممثلة أخرى من حيث الاهتمام بالمظهر العام.

• صرحت بأنك معجبة بتجربة أنجلينا جولي في تحولها من التمثيل للإخراج، هل من الممكن أن تقلديها؟
قلت إنني معجبة بها كمخرجة، لكنني لا يمكن أن أترك التمثيل.

• هل يضايقك عندما يشبهونك بسلمي حايك؟
لا، فأنا أحبها.

جمهوري من الأطفال
بعد أن خاضت هيا عبد السلام تجربة التمثيل في مسرح الطفل، تقيم التجربة قائلة: «البداية كانت متواضعة، لكن للأمانة، حتى اللحظة لم أجد المسرحية التي تشبع طموحي سوى مسرحيات «تاليا» و«عالم أوز» ومسرحية أصدقاء الغيوم التي عرضت في عيد الفطر الماضي وستستمر حتى عيد الأضحى المقبل». وعموماً، المسرح مرهق ومخيف، ولكنني أتوق إلى جمهوري من الأطفال.

تأجيل إجازة الصيف
كان يفترض أن تقوم هيا هذا الصيف بجولة سياحية لأكثر من دولة مع زوجها فؤاد علي للاستجمام والراحة بعد عناء موسم فني شاق من العمل بسبب مسلسلهما «أجندة»، ومسرحيتهما «أصدقاء الغيوم»، لكنهما أجلا الرحلة حتى انتهائهما من عرض المسرحية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وبعد ذلك يستعدان للموسم الدرامي 2020.