تحاكي مصممة المجوهرات اللبنانية لينا الراعي في تصاميمِها النبع والبركان والحصان والموج والفراشة والنار، منطلقة نحو الطبيعية، مازجة الذهب الأصفر بالشمس، لتنتج تصاميم غير تقليدية، ترغبها النساء.

ندخل «أتيلييه» لينا الراعي للمجوهرات، فنرى قسماً للطوارئ يرتدي من يعملون فيه زيّاً كُتب عليه «دكتور». فهل نحن في عيادة أم في مصنع مجوهرات؟ تضحك لينا لهذا السؤال، مؤكدة أن «الجوهرة» تحتاجُ إلى عناية كما الجسد، كما الروح، كما الحياة. نراها تبتسمُ لتصاميمِها وهي تُخبر قصتها، قائلة: «في الأشكال التي صممتها على مدى 15 عاماً كثير من الولع بالرسمِ والألوان. أشياؤها مصنوعة بدقة، بحرفية، بيدين وقلب. في البداية أهدتني والدتي خاتماً رائعاً، بعدما نجحت بامتياز من أجل الحصول عليه، وبعد أشهر قليلة سُرق من داخلِ البيت. حزنتُ كثيراً عليه لقيمتِهِ المعنوية. رسمتهُ على الورق ووزعته على تجار المجوهرات في بيروت. وذات يوم أتى تاجر يُخبر أمي أن رجلاً باعه هذا الخاتم. استعدته. ومن يومها سمحت لي والدتي بأن أرسم ما أريد على جدارٍ طلته من أجلي باللون الزهري».

موج البحر
تواصل الراعي الحديث عن نشأتها، بالقول: «والدتي رسامة ووالدي مهندس كهربائي، وكلاهما يستخدمان اليدين في حرفتيهما. وهذا ما فعلته. كنتُ أبدل في أشكال ملابسي وأضع عليها (الدانتيل). أخذت عن والدتي طول البال وروعة خلطة الألوان والدقة في الرسم. درستُ إدارة أعمال لكنني لم أرضَ بمهنةٍ تجعلني أسيرة دوام وجدران. رسمتُ الشمس والسيارة والفراشة. ويوم رأيتُ نبعاً كُتب فوقه كلمة (الله). صممتُ مجوهرات من وحي الكلمة. ويوم رأيتُ الموج يضرب الرمال صنعت تصاميم من موجِ البحر».

الذهب الأصفر
لا تشتغل لينا الراعي بالذهب الأبيض، وتوضح: «لا يعني لي شيئاً ويوم بدأت في تصاميمي عام 2005، كان الذهب الأبيض رائجاً. رفضتُ العمل بغيرِ الذهب الأصفر الذي يليق معه خلط الألوان، بينما الذهب الأبيض يُقلص من قيمة الأحجار الكريمة الملونة ولا يليق دمجه سوى بالألماس. وبدأت صناعة الأشكال غير التقليدية، مستخدمة الحبال، وهي أشكال وتصاميم تشبه الاكسسوارات المقلدة الفاخرة، لكنها من ذهب وأحجار كريمة. صنعتُ قلائد من فراشات غير جامدة، تبدو وكأنها تطير على رقاب الفتيات والنساء. القطع الجامدة لا أحبها. ودخلتُ بتصاميمي إلى أسواق السعودية والإمارات وأفريقيا». 

الموضة.. بعناية
لا تتوانى الراعي عن نصح النساء بما يليق بهنّ أو لا يليق، وتقول: «هناك من يقولون عني صريحة أكثر من اللزوم، لأنني أقول للمرأة بلا مواربة: هذا لا يليق بك. اتباع الموضة بعشوائية خطأ فادح تقترفه نساء كثيرات، والالتزام بالمألوف خطأ آخر. يفترض بالمرأة أن تتجدد في ارتداء الحليّ كما تتجدد في اقتناء الملابس والحقائب والأحذية، شرط أن تختار ما يليق منها».
تلفت مصممة المجوهرات إلى وجوب أن تعرف المرأة، لا سيما العربية، كيف ترتدي قطعة المجوهرات، لهذا هي صريحة معها دائماً، لأنها (سفيرتها) إلى الناس وتشرح: «تصوري أن امرأة ذات أصابع سمينة، مليئة بالدهون، ترتدي خاتماً يجعل أصابعها أكثر سمنة؟ ستنتقد. أريد أن تكون كل امرأة ترتدي من تصاميمي (ماركيتنغ متنقلة لي). ثمة نساء يُصنفنّ Businesswoman يليق بهن وضع الخاتم في أصبع السبابة، لأن تحريكهن المتواصل لأيديهنّ يجعل الخاتم جذاباً. وأنصح النساء بوضع أكثر من خاتمٍ في اليد الواحدة، بأحجار ملونة، مما يجعل الألوان أكثر وضوحاً. فلتضع المرأة خاتمين في أصبعي الخنصر والبنصر. واللؤلؤ الذي كان يعتبر أيام زمان للمسنين، أدخلتهُ منذ 15 عاماً مع الأحجار الكريمة والذهب الأصفر. اللؤلؤ جميل ويليق بالصبايا كثيراً».

تصاميم مملة
ترى مصممة المجوهرات اللبنانية لينا الراعي أن الحلق العادي ممل؛ لذلك تحرص على وضع حلق لا يُشبه بعضه على الأذنين. واحد طويل وثانٍ قصير. واحد بحجر ملون وثانٍ من دون حجر كريم. شكلان لا يتشابهان على أذني امرأة واحدة. وهو ما أصبح اليوم موضة. تضيف: «هناك نساء يرفضن الخروج عن التصاميم الكلاسيكية، لكنهن حين يجربن يحببن ذلك، فالتغيير ضروري والأيام سريعة والروتين ممل».