شديني إليكِ أيتها الكتابة وأنا في فراغ الصفحة، شديني لأنبض، انغمسي أيتها الذاكرة في صفحتي المنسية، كأبجدية ملونة الروح، حرة وحمقاء أينما اتجهتُ، حيث الدموع بلا أغلال، أنقذيني وشديني أيتها الكتابة فأنا على قيد الحب.
عزيزٌ عليّ ألا تنهمر مفرداتي بما أريد. أفيض غضباً مني، أنفعل لأنني لم أنتج صوتاً خاصاً أسمعك بداخلي. معلقةٌ أنا وأصابعي الأنثى تحب أن تكتبك في صفحة إلكترونية خالية أشبه بطريق واسع تمضي بشغف من دون أن تخبرك.
يموج بي عشقك وأتوقد ككاتبة مثمرة بكامل حروفي، وأتجدد بذرة في مكان ما، وأنمو زهرة تلمس الشمس في خليج بلا شاطئ، ولا أشعر بي سوى بأصابعي التي تخبرني بكل ما هو خيالي في بركة شِعر قريبة يتدفق بك. ينتهي الأمر بي لأكتبك أيها الشفيف وأحدق فيك لا في أوراقي النابتة من مياه الملح ودلال الغلال.
الكتابة ليست وظيفة، بل موهبة من روح ونصوص مبدعة، أكتُبُني ككوميديا عشق تحتاج الكثير من التفسير والتجويد والإيماء والتقليد... أسْتَعْرِضُني خيالاً في مسرح الفكاهة معك وأراك تضحك لي، فأبتسم وأموت عشقاً على حواف عينيك.
من شأني أن أعيش وأحب وأقول وأموت، ومن رفعتي أن أبدعك أيها الحب ألواناً ونصوصاً وأعماراً وطوفان... في تلك الدروب التكنولوجية الضيقة، أنتَ وأنا، هيا تعال نهرب من الرواق الضيق، والريح تهرول خلفنا بفضول، لترانا معاً روحاً وحياة، ولا نصل!
رقصة الأسئلة نرقصها معاً، نسيل أنفاساً، نطير في ذلك الخلاء العلوي، وننتشر في فراغ مفتوح ومقدام ومرتجل حتى أجدني من تلقائي على قيد الرقص.
واليوم أرقب طبيعتي، وقوتي المجنونة تتجاوزني وأنا أكتبك، فما الذي يجري لي معي أيها العشق؟ اخترتني أم اخترتك أم اخترنا؟ دعني أقترح: إما أن أتركك لنفسك لتقترحني، أو تتركني لنفسي لاقترحك حباً على قيد الجنون!
وها أنا ذي أَكْتُبُني بجنون وأُحررني، فلا محرر يستحق أن يخلصني مني مثلي، فبعضني يكتبني عواطف تنمو وتهرب أسفل شجرة أوراقها سقطت لتتنفس حول جذعي، وبعضني لا يعرفني، وأبقى صامتة على قيد الحب.