دائماً كانت الملابس ذكية. الإنسان اخترعها للحاجة، ثم نسج منها جمالاً وتراثاً وتقاليد ثقافية. كان ابتكار المغازل والنسيج والأصباغ ذكاء بشرياً عالياً، استمر قروناً، إلى أن أصبحت الأزياء فناً مستقلاً في حدِّ ذاته في العصر الحديث، له أصول ومدارس وعواصم ومشاهير في التصميم وقيادة الموضة في العالم.
الأزياء الحديثة رحبت بالبرمجيات والتقنيات الرقمية الذكية، واستوعبتها بسرعة فائقة، ولحقت بالسيارات والمنازل والأجهزة الذكية، فصرنا نشاهد عروضاً في مراكز الموضة لفساتين قادرة على تغيير ألوانها بفضل التكنولوجيا العبقرية في المنسوجات، ومثلها ثياب للنساء والرجال، تساعد على خسارة الوزن الضار، وأخرى تساعد مرضى القلب، وانتشرت القمصان والسترات التي تحتوي على ألياف مدمجة واستشعارات للحركة، لقياس النبض، ومدى استهلاك السعرات الحرارية المطلوبة، ومعدل التنفس، وغير ذلك.
كان الحديث عن هذا الأمر منذ سنوات قليلة كلاماً في الخيال. اليوم تسير الأزياء الذكية على مختلف منصات العرض في باريس وبرلين ونيويورك ولندن، حتى إن إحدى أشهر دور الأزياء طرحت قميصاً ذكياً يقيس المؤشرات الحيوية الأساسية لجسم الإنسان، ويوماً إثر آخر، تقترب التقنية من حياتنا، وتخبرنا بالمزيد عن ذكاء العقل البشري.
لا نعرف جميعاً متى يمكننا ارتداء ثياب ذكية. لعله شعور غريب جداً أن نتخيل أن في نسيج ملابسنا مجساتٍ وخلايا رقمية. غير أن انتشار الأزياء الذكية أمر مؤكد في المستقبل القريب، والإغراءات لا حصر لها، أقلها أن تكون ثياب الإنسان جزءاً من منظومة اتصال ومعرفة في منتهى الدقة والسرعة، وأن نستطيع تغيير ألوان ملابسنا نفسها، وربما تصاميمها أيضاً، وكل ذلك، بلمسة في هواتفنا.

ضوء
تقول الرئيسة التنفيذية لشركة «إليكترو كوتور» ليزا لانغ: «إن الشيء العظيم في مجال التصميم هو أنه يمكنك أن تحكي قصة، فهناك هذه القوة العاطفية، والشيء العظيم في التكنولوجيا هو أن كل شيء ممكن، فهي تمكنك من القيام بوظائف متعددة».