للتو عادت من السعودية، بعد أن شاركت هناك النجم يحيى الفخراني عروض مسرحيته «الملك لير»، وعلى أثر هذا النجاح من حق نجمة غلاف «زهرة الخليج» المصرية هبة مجدي أن تفخر بعطاءاتها الفنية والعائلية، حتى غدت اليوم من نجمات الصف الأول. وهبة التي عرفت طريقها إلى دنيا الفن وهي طفلة لا يتعدى عمرها خمس سنوات، درست الباليه والموسيقى واحترفت الغناء وعشقت التمثيل، فشاهدها الجمهور مع عادل إمام وجمال سليمان وتيم حسن وأحمد السقا وآخرين.

• بداية، ماذا تقولين عن مشاركتك في مسرحية «الملك لير» التي عرضت مؤخراً في المملكة العربية السعودية؟
كانت زيارة موفقة جداً، حيث عرضنا المسرحية لثلاثة أيام ضمن «موسم جدة»، وسعدت بتفاعل الجمهور السعودي والعربي هناك، وأشاد أهل الإعلام والنقاد والمهتمون بما شاهدوه، وأكد الجمهور من خلال تشجيعهم لنا أهمية المسرح الجاد الهادف.

• ماذا تكشفين من كواليس المسرحية؟
من حُسن حظي أن هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها الفنان يحيى الفخراني بطولة مسرحية، فقد شاركته من قبل في مسرحية «ليلة من ألف ليلة»، وهي عمل استعراضي، والفخراني هو أستاذي وفي مكانة أبي، وهو الذي شهد على عقد قراني. وفي «الملك لير» أقوم بدور ابنته الصغرى الملكة «كورد يليا»، وهي الوحيدة المخلصة في حبها له لأنها لم تكن تطمع بالمال والملك.

• كيف جاء اختيارك للوقوف أمام يحيى الفخراني مسرحياً للمرة الثانية؟
الفخراني في «الملك لير» له طعم خاص، وجاء ترشيحي في آخر ثلاثة أسابيع قبل العرض، إذ كنت متوجهة للمسرح لأشاهد العرض مثل الجمهور، لكني محظوظة إذ فوجئت بترشيحي لدور الابنة الصغرى للفخراني، وهي شخصية ثرية أعيشها كل يوم لأن بها كماً كبيراً من الانفعال والبكاء، يضاف لذلك أجواء المسرح الفخم وتجهيزاته الرائعة بتوجيهات المخرج تامر كرم، وكأننا تنشاهد عرضاً على مسرح عالمي في أوروبا.

فريد وعبد الحليم
• حصلت على درجة الماجستير في الموسيقى، هل تنوين الحصول على الدكتوراه؟
حصلت على الماجستير عن «دراسة تحليلية لأداء الدويتو عند فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ في السينما المصرية»، وتم ذلك بأكاديمية الفنون، وشجعتني هذه الخطوة على الاستمرار في دراستي الأكاديمية، والتسجيل للدكتوراه قريباً.

• حدثينا عن مسلسلك «ولد الغلابة» الذي شاركت به إلى جانب الفنان أحمد السقا في رمضان؟ وكيف جاءت مشاركتك؟
رشحني للدور المخرج محمد سامي، وكنت سعيدة بالتعامل معه، وأحببت الشخصية جداً لأنها جاءت مختلفة عن ملامحي ورومانسيتي، فهي شخصية ممكن أن تعمل أي شيء لمجرد الحب، هي تحب «عيسى» (يجسده أحمد السقا) وكانت زوجته وتطلقا، وهي رافضة تماماً فكرة الطلاق وتحاول إرجاعه إليها، وهي شخصية مركبة جداً بها غل وشر وأحداث كثيرة.

• بعد تعاونك مع المخرج محمد سامي وزوجته الفنانة مي عمر، هل كما يقال إنه يميزها عن باقي بطلات العمل؟
علاقتي بالفنانة مي عمر قوية جداً وسعدت جداً بأنني تعرفت إليها في المسلسل وأحببتها جداً، وكان هناك انسجام بيننا، ولم تحدث أبداً أي مشاكل، وليس صحيحاً أن محمد سامي كان يحابيها أو يميزها عن غيرها. وأنا خلال التصوير لم أكن أهتم سوى بمذاكرة دوري، ولم أكن ألتفت لأي كلام يقال خارج موقع التصوير أو داخله.

اختلاف «طلقة حظ»
• شاهدك الجمهور أيضاً في المسلسل الكوميدي «طلقة حظ» مع الفنان مصطفى خاطر، ألم تقلقي من المشاركة في عمل «كوميدي لايت» خصوصاً أن هذا النوع من الدراما لم تشاركي به من قبل؟
المسلسل بالنسبة لي كان شيئاً مختلفاً واعتبرته هدية، وفوجئت بالشخصية وأنا أقرؤها، وعندما جلست مع المخرج راجعته في الكثير من التفاصيل لأني نادراً ما أعمل كوميدي، وبعد أن بدأنا التصوير كنت أضحك كثيراً على كلامي وكلام كل الزملاء، لدرجة أنه رغم أنني كنت أصور حوالي 18 ساعة يومياً، لم أكن أريد أن أغادر اللوكيشن، وبعد الانتهاء من التصوير شاهدت العمل في رمضان وردود الأفعال أسعدتني. 

• ماذا مثل لك عرض مسلسلين في موسم دراما رمضان هذا العام، مع قلة عدد المسلسلات المصرية إجمالا؟
قدّمت مسلسلين لأنهما مختلفان تماماً عن بعضهما، فـ«طلقة حظ» كوميدي، و«ولد الغلابة» صعيدي اجتماعي أكشن، وهذا الذي شجعني على ذلك. وعدد المسلسلات هذا العام كان قليلاً وأرى ذلك أفضل للعمل الفني وللجمهور أيضاً، وبنظري المسلسلات تصبح أكثر مشاهدة عندما يقل عددها، حتى يستطيع الناس متابعتها جميعها.

• ما رأيك في تقليل الإنتاج هذا العام، وما يحدث في الدراما المصرية؟
تأثرنا كثيراً بذلك هذا العام أنا وغيري من الفنانين، وقد ظُلمت كثيراً، حيث خفضت أكثر من نصف أجري عن السنة الماضية وكنت مضطرة أن أوافق لأن كل زملائي وافقوا.

خط أحمر
• ما ملامح الفرصة التي ما زلت تنتظرينها في الفن؟
لا أنتظر فرصة بعينها، لكني أفضّل كل عام أن أقدم أدواراً أحلى وأهم وأصعب من التي قبلها، وأحب أن أشارك في عمل به غناء مثل مسرحية «ليلة من ألف ليلة».

• هل يشاهد زوجك الفنان محمد محسن أعمالك؟ وهل تقبلين نقده؟
طبعاً زوجي يشاهد كل أعمالي، وأتقبل منه النقد، وهو صريح جداً ولا يجاملني لمجرد أني زوجته، ويناقشني في الشخصية ويقول لي: هذه تضيف لك وهذه لا.

• ماذا عن علاقتك بابنتك دهب؟ وماذا اكتسبت منك ومن والدها؟
هي تجمع طباعاً مني ومن والدها، ولديها ميول فنية وتمثيلية، إذ على الرغم من صغر سنها إلا أنها تمثل ولديها موهبة، كما أنها تحب وتحفظ أغاني والدها كما تحب الرسم.

• ما طبيعة علاقتك بوالدتك؟ هل تغيرت بعد الزواج والإنجاب؟
والدتي طول عمرها مهتمة بي، بأن تبرز موهبتي، وكانت هي ووالدي الراحل يذهبان معي في كل مكان، وعلاقتي بها زادت بعد زواجي، حيث أترك ابنتي دهب عندها وقت شغلي، كذلك علاقتي بوالدة زوجي مميزة وهي تساعدني وتساندني.

• هل تغارين على زوجك محمد محسن؟
بالتأكيد أغار عليه لكن بعقل. ومحمد رجل هادئ جداً، لا يفعل ما يضايقني، بالتالي أحترمه وأحترم «الفانز» وجمهوره، وطالما هناك ثقة بيننا هذا أهم شيء.

• حدثت هذا الصيف حالات انفصال بين عدد من الفنانين، كطلاق وائل كفوري وزوجته، وطلاق هنا شيحة وأحمد فلوكس، وفسخ خطوبة سارة الطباخ ومحمد الشرنوبي، ألا تخافين من أن تصابي كفنانة بعدوى الطلاق؟
أكره كلمة الطلاق جداً، و«ربنا ما يكتبها على أحد»، والطلاق أمر وارد لكل الناس، لكن لأن الفنانين مشهورون يتم التركيز عليهم. وبالنسبة لي ولزوجي وحبيبي محمد محسن من رابع المستحيلات، لأننا متفقان منذ البداية أن أسرتنا وأولادنا أهم شيء، ولا بد أن نحافظ على هذا البناء الذي بنيناه معاً ولا نعرضه لأي هزة، وحياتنا الشخصية خط أحمر.

مطربة مصر الأولى
• «صاحب بالين كداب»، وأنت تجمعين بين التمثيل والغناء ولا تركزين في أحدهما، ما ردك؟
بالعكس، أنا مركزة في التمثيل بدليل أن الأعمال التي كانت سبب شهرتي هي الأعمال التمثيلية، وليس معنى هذا أنني مشتتة، وهنا أقول إن شيرين عبد الوهاب مثلت، وأنغام مثلت، وكذلك تامر حسني، وغيرهم من المطربين والمطربات مثلوا، وأنا أرى أن التمثيل والغناء يكمل كل منهما الآخر. وعن نفسى كفنانة، أنا موهوبة في التمثيل وفي الغناء أيضاً، وأشعر بأن التمثيل عندي يكمل الغناء، والعروض التي تجمع ما بين التمثيل والغناء هي الأقرب لي وأشعر بأنها «مكملاني».

• عندما مرت الفنانة شيرين عبد الوهاب مؤخراً بأزمة وصفت بأنها «زلة لسان» وتم إيقافها عن الغناء في مصر لفترة، لم نرك تحركت لنصرتها وإنصافها؟
بالنسبة لمشكلة شيرين، لقد وقفت إلى جانبها جداً ونشرت لها صورة عبر حسابي على «انستجرام»، وكنت متعاطفة معها لأني أحبها على المستوى الشخصي، ولثقتي بأنها على نياتها وعفوية، وهي بكل ما فيها من حلو وغير حلو جميعنا نحبها، وأنا متأكدة أنها لم تقصد أن تضايق أو تجرح أو تسيء لأحد، وبالتأكيد ما حدث سيجعلها واعية ومدركة لما تقوله.

• من تعتبرينها اليوم مطربة مصر الأولى؟
لو منحت هذا اللقب لشيرين عبد الوهاب، هنا سنظلم أنغام، فكل واحدة منهما لها ميزة، كذلك لو قلت آمال ماهر سأظلم شيرين وأنغام، وهن الثلاث بالفعل موجودات في أهم دوائر المطربات المصريات،  لكن ربما شيرين هي التي أشعر بأنها تغني كل الأشكال، وتصل إلى قلوب المستمعين والجمهور، وأستطيع أن أسمعها في كل الألوان.

• من الممثل القادر على أن يضحكك؟ ومن يبكيك؟
ممثل واحد يضحكني ويبكيني، هو يحيى الفخراني وبالفعل لي مشاهد معه على المسرح يبكي فيها ويبكيني معه، فهو فنان خطير وعبقري وصادق وخفيف الدم جداً. أيضاً الفنان أحمد بدير معه «بمسك نفسي من الضحك بالعافية» وأعشق تمثيله وخفة دمه.

• أخيراً، هل هناك شخصية تحلمين بتجسيد سيرتها الذاتية؟
الراحلة شادية فأنا أحبها جداً، وتعجبني طريقة اختيارها لأدوارها، وأيضاً الفنانة ألمظ.

«كلاكيت» ثالث جزء
 بدأت هبة مجدي مؤخراً تصوير دورها في الحكاية الأولى من الجزء الثالث من مسلسل «نصيبي وقسمتك» التي ستحمل اسم «براد شاي»، وهو من تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج محمد سلامة، وذلك أمام الفنان هاني عادل، وعن العمل تقول: «نؤدي دور زوجين في الأحداث، تقع بيننا العديد من الأزمات، ويشارك معنا في الحكاية، طوني ماهر ومي فخري مع ظهور خاص للفنانة عبير صبري، وسيتم تقديم الجزء الثالث عبر تسع حكايات، كل واحدة منها تدور في خمس حلقات تعرض على مدار الأسبوع، مع اختيار أبطال جدد ومخرج لكل حكاية».

الاعتذار الأخير للفيشاوي
من المعروف أن مسرحية «الملك لير» كان يشارك فيها الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، لكنه لم يتواجد في العروض الثلاثة الأخيرة للمسرحية في السعودية، وعن ذلك تقول هبة مجدي: «لقد أخبرنا الأستاذ فاروق الفيشاوي قبل العروض بيومين، أنه لن يستطيع السفر معنا إلى السعودية، وعندما كنّا نسأل عن السبب، لم يكن هناك رد صريح في الأمر، مما جعلنا جميعاً نشعر بالقلق عليه، حتى عرفنا بعد ذلك أنه مريض، وبعد عودتي من جدّة سألت عنه، وعرفت أنه كان يقيم عند ابنه أحمد الذي طمأننا أنه بخير وأفضل من الفترة الماضية، حتى جاءنا الخبر المحزن بوفاته، فرحيله خسارة فنية كبيرة لفنان أصر على العطاء ومواجهة السرطان، وظل يقف شامخاً على المسرح حتى قبل أيام قليلة من وفاته».

ولدت من جديد
خلال تواجدها في السعودية أدت هبة مجدي مناسك العمرة، وعن ذلك تقول: «استثمرت وجودي لأول مرة في المملكة العربية السعودية في أداء مناسك العمرة، وصدقاً هذه الزيارة منحتني إحساساً بأني ولدت من جديد. كما تشرفت بزيارة المسجد النبوي، وشكرت الله على نعمه عليّ»