تمتلك الفنانة التشكيلية السعودية الدكتورة زهرة الغامدي مساهمات فنية استطاعت من خلالها أن تغير من الفكر التقليدي للفن، عبر تميزها  في تقديم التراث بلمسة معاصرة، فتمكنت من إعادة إحياء مفرداته وجعلها تنبض بالحياة.

• كيف انعكست بداياتك على تجربتك الفنية وشكلت اتجاهك إلى التصميم والفنون البصرية والأعمال التركيبية؟
كنت طالبة متفوقة خلال فترة الدراسة، وبعد أن تخرجت في الجامعة شغلت منصب معيدة في جامعة الملك عبد العزيز، وتم ابتعاثي إلى بريطانيا للحصول على الدكتوراه، وهناك واجهت تحدياً كبيراً لاختلاف البيئة والعادات والتقاليد والثقافة فضلاً عن اللغة، فبذلت قصارى جهدي كي أتميز واقدم أعمالاً تترك أثراً في نفس من يشاهدها. وكان لوالدي عظيم الفضل في تشكيل شخصيتي واتجاهي للفن، إذ كنت أتميز في مادة الرسم في المراحل التعليمية الأولى، وكان والدي يكرمني ويشتري بعض النجمات ويضعها على رسوماتي لدعمي وتشجيعي.

مواكبة
• كيف استطعت تجاوز هيمنة الخطاب العالمي فنياً وثقافياً والاتجاه إلى الموروث السعودي وإعادة إحياء مفرداته وجعلها تنبض بالحياة؟
واجهت تحدياً كبيراً عند عودتي من بريطانيا، بسبب رفض المجتمع فكرة استخدام التراب والحجارة في أعمالي الفنية، فطلبت منهم أن يمنحوني فرصة كي أقدم أفكاري، وكنت على يقين أنها ستنال استحسانهم، وشرحت لهم ضرورة تطور الفن، لنواكب تقدم الحركة الفنية العالمية، وبالفعل حصلت على الفرصة من «أثر جاليري»، فتم تخصيص مساحة كبيرة لي كي أجسد فيها عملي الفني «القرية الهامدة»، وهي قصة قرية ماتت روحياً عندما تركها أهلها وخرجوا منها، وعبرت عن هذا العمل الفني باستخدام كثبان رملية وكأنها ترمز للمقابر وكانت سعادتي بالغة بنجاح العمل وتفاعل الناس الكبير معه.

• في معرضك «بعد توهم» استطعت أن تبعثي الحياة في الأجسام الجلدية اليدوية، ما فكرة وروح العمل؟
تم اختياري لإقامة معرضي «بعد توهم» في الجناح السعودي بالمعرض الفني الدولي في بينالي البندقية، وكان العمل الفني قائماً على التركيب المكاني باستخدام المواد الطبيعية، وأردت دعوة الزوار للتعرف إلى التراث السعودي باستخدام خامات من الطبيعة مثل الجلود والرمال والأحجار لتشكل التركيب المكاني والمخلوقات.

انفتاح
• كيف تقيمين الحراك الفني في السعودية حالياً؟
ازداد الانفتاح على الفنون وبات التنافس بين الفنانين سمة واضحة في المجتمع السعودي، لاسيما أن الفن يسهم كثيراً في تقدم ورقي الشعوب.

• شاركت في العديد من المعارض الدولية، كيف لمست استقبال الجمهور لأعمالك؟ وما مدى تجاوبهم مع رؤاك الفنية؟
لمست في المجتمع الغربي احترامه للفنان العربي، عندما يحافظ على هويته ولا يتخلى عنها، وأن المصداقية تلامس القلوب وتصل إلى المتلقي بأسرع الطرق، كنت أدرس فكرة العمل الفني الذي سأقدمه أولاً، وأهتم كثيراً بأن تلامس تلك الموضوعات بيئتي وبلادي وهويتي، لذلك فإن أعمالي تراثية تعبر عن المجتمع السعودي لكن برؤية معاصرة وترتبط بالواقع وتعبر عنه.

• أستاذ مساعد بكلية الفنون والتصميم بجامعة الملك عبد العزيز
• بكالوريوس فنون إسلامية مع مرتبة الشرف الأولى عام 2003
• الماجستير في الحرف المعاصرة من جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة مع مرتبة الشرف
• الدكتوراه في التصميم والفنون البصرية من بريطانيا
شاركت الغامدي في الكثير من المعارض الفنية مثل معرض المصممين الجدد في لندن عام 2009، ومعرض تسامي في جدة عام 2015، ومعرض جولد مور في جدة عام 2016، ومعرض دبي للفنون 2016، وشاركت في عمل فني مؤخراً في مهرجان شتاء طنطورة المغربي تحت اسم نمو يتسارع، فضلاً عن مشاركاتها في معرض بينالي البندقية.