حققت الأردنية أسيل قرموط أرقاماً قياسية في سباقات السباحة على المستويين الأردني والعربي، فكانت واحدة من المتميزات في حقل الرياضة النسائية في الأردن، ولعلّ ما ميزها هو دخولها مجال تدريب السباحة في سنٍّ صغيرة نسبياً، مقارنة بأعمار مدربي ومدربات السباحة، فبرز اسمها كواحدة من أهم المتخصصين في تعليم الأطفال السباحة في عمر صغير (أقل من عام)، وكمدربة معتمدة  دولياً لإعطاء دروس في الرياضات المائية للأصحاء، أو من يعانون مشاكل حركية بعد حوادث السير، أو مشكلات العظام والديسك وأمراض الروماتيزم أو الروماتويد.

• متى بدأت تعلم السباحة؟ وماذا تتذكرين من طريق الوصول للبطولات وتحقيق الميداليات؟
في سن متأخرة نسبياً، فقد كنت طفلة أخاف الماء ولديّ فوبيا الاقتراب من برك السباحة، حتى صار عمري تقريباً 11 عاماً، دفعتني الغيرة من الأطفال في عمري لتعلم السباحة، عندما كنا نذهب للنوادي بصحبة أهلنا في الصيف أو للمنتجعات، كان معظمهم يستمتعون بالسباحة والألعاب المائية، وهنا كان دور أهلي الذين ألحقوني بدورات متخصصة، وفيما بعد حرصوا على اصطحابي للمشاركة في المسابقات ومن ثم البطولات، ومن هنا كانت البداية.

أنواع
• ما أنواع السباحة التي يجب أن يجيدها المحترف؟
أساليب وأنواع عدة، أهمها سباحة الظهر، سباحة البطن، الفراشة، والسباحة الحرّة، وهي حركات الكائنات الحية في المياه من دون أن يلمسوا القاع، وتنحصر كل مسابقات السباحة في هذه الأربع فقط، ولكل منها قوانينها الدولية.

• وما الذي يميز السباحة عن غيرها من أنواع الرياضة؟
هي من أكثر الرياضات المفيدة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية، وهي تلائم جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين، من أهم فوائدها أنها تزيد معدل نبض القلب من دون الضغط على المفاصل والعضلات، وبالتالي تعمل على تقوية العضلات وتعزيز اللياقة، والسيطرة على الوزن. كما أنها تعالج العضلات المتصلبة، وتخفّف آلام التهاب المفاصل، ومناسبة للأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن والروماتيزم، وتكبّر عضلة القلب وتزيد من كفاءته، وهي مفيدة للحامل لأنها تقوي عضلات البطن والكتفين، وتخفف آلام المفاصل والأعراض الأخرى المرتبطة بفترة الحمل، وتحدّ من احتمال الإجهاض.

• ماذا عن فوائدها العقلية والنفسية؟
ممارستها بانتظام تخلص من الأرق وتحسن النوم، وتحفّز على إفراز هرمونات الإندروفين التي تحسن المزاج، كما تساعد على تعزيز حبّ الذات واكتساب المهارات الاجتماعية التي تزيد تقدير وثقة الشخص بنفسه، وتحمي من الزهايمر، وتحسّن حالة المصابين به، ولها نفس تأثير العقاقير المضادة للاكتئاب.

ثقافة
• كيف ترين ثقافة المجتمع الأردني بالنسبة للرياضة النسائية وتقبلها وتشجيع الفتيات على ممارستها؟
منذ مطلع الألفية الجديدة، شهدت البلاد تحولاً في الثقافة الرياضية مع بدء إدخال كرة القدم النسائية في المدارس، في مبادرة تزعمها الأمير علي بن الحسين، مما جعل المجتمع مُرحباً بممارسة الفتيات الرياضات المختلفة.

• لماذا طرقت باب التدريب في سنٍّ مبكرة؟
لديّ هاجس أن يتعلم كل طفل السباحة، وكان التدريب بداية من شغفي بتعليم الأطفال، ومع الوقت تطور الأمر إلى تدريب الفئات العمرية المختلفة، وتحضير الرياضيين للمسابقات، إضافة إلى دراستي الرياضات المائية وحصولي على إجازة لإعطاء حصص فيها لكافة الأعمار والفئات وأولئك الذين يعانون حالات صحية خاصة.

• ما نصائحك من الناحية الصحية لممارسي هذه الرياضة في برك السباحة العامة؟
يجب التأكد أنه يتم تنظيف حمام السباحة بشكل دوري، بواسطة الكلور والمواد المطهرة، والابتعاد عن الملابس القطنية؛ فهي بيئة خصبة للبكتيريا والجراثيم، ويفضل وضع سدادات الآذان، ونظارات السباحة، وشرب الماء خلال وبعد التمرين، وعند الانتهاء من الضروري الاستحمام بماء جارٍ باستخدام صابون مطهّر.

تعليم الصغار
تؤكد المدربة أسيل قرموط أن كل التمارين الرياضية مفيدة لتحسين وتطوير القدرات العقلية للأطفال، كما أن السباحة بشكل خاص تجعل الطفل أكثر ذكاءً، وتضيف: «بحسب بحث تم إجراؤه في أستراليا مؤخراً ثبت أنّ الأطفال، الذين شاركوا بانتظام في دروس السباحة، كانوا قادرين على تطوير لغتهم ومهاراتهم الحركية الدقيقة، ولوحِظ التطور البدني لديهم في وقت أسرع من غيرهم، إضافة إلى زيادة تحصيلهم الدراسيّ، وتمتعهم بالثقة في النفس والقدرة على إقامة علاقات اجتماعية».