أعلنت فرقة الروك الهولندية "ويذين تمبتيشن" الأحد إلغاء حفلة كان مقرراً أن تحييها يوم الأربعاء ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية في لبنان، تضامنا مع فرقة "مشروع ليلى" التي ألغيت حفلتها في الحدث عينه إثر جدل عنيف بسبب اتهامات لها بإهانة الرموز المسيحية.
وذكرت الفرقة في بيان عبر صفحتها على فيسبوك: "أُحطنا علماً بأن فرقة +مشروع ليلى+ اضطرت لإلغاء عرضها في المهرجان في قرار عزاه المنظمون إلى أسباب أمنية بعدما وجّه متطرفون دينيون تهديدات عنيفة مطالبين بإلغاء الحفلة".
وأضافت:  "بمعزل عن حقيقة أن السلطات اللبنانية ليست قادرة في هذه اللحظة على توفير الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان إحياء الفنانين حفلاتهم بأمان، قررنا إلغاء حفلتنا في بيبلوس تضامنا مع +مشروع ليلى+ ودعماً للتسامح وحرية الرأي والتعبير".
وأبدت لجنة المهرجانات التي تستضيفها مدينة جبيل الساحلية شمال بيروت أسفها لقرار الفرقة الهولندية المعروفة بموسيقاها من نمط "سيمفونيك ميتال"، قائلة في بيان عبر فيسبوك: "نطلب دائماً من داعمينا الوقوف بجانبنا في هدفنا الرامي إلى الحفاظ على حرية التعبير والفنون والموسيقى والإبقاء أيضاً على سلامة فنانينا والجمهور كأهم أولوياتنا”. وختمت اللجنة بيانها قائلة "لن ينجحوا يوماً في إسكاتنا".
وأكد المدير الفني لمهرجانات بيبلوس ناجي باز أنه "غير نادم على اتخاذ قرار" إلغاء حفلة "مشروع ليلى" التي كانت ستقام يوم الجمعة المقبل، لافتاً إلى أن "سلامة فنانينا وجمهورنا أولويتنا المطلقة خصوصاً عندما لا تكون مؤمّنة من الجهات التي يُفترض أن تضمنها".

وكانت مهرجانات بيبلوس الدولية ألغت الثلاثاء حفلة "مشروع ليلى" التي كانت مقررة في التاسع من أغسطس الحالي "منعا لإراقة الدماء" بعد جدل عنيف وصل إلى حد التهديد بالقتل، في خطوة أثارت تساؤلات إزاء تقلّص هامش الحريات في بلد لطالما تغنّى بأنه منبر لحرية التعبير في المنطقة.
وأثار إلغاء حفلة الفرقة اللبنانية ردود فعل شاجبة من جهات أبدت قلقها على التضييق المتواصل على الحريات في لبنان. وتجلى ذلك أخيراً من خلال عريضة بعنوان "حرية التعبير: دعونا لا نستسلم للعنف" وقّعها أكثر من مئتي شخصية من أشهر الأسماء في مجال الفن والثقافة والإعلام وحتى بعض رجال الدين في لبنان.