دماثة خلق الفنان الكويتي أحمد إيراج هي عنوان شخصيته، وتفانيه في عمله هو المنظومة التي تحكم حياته، وتطور أدائه السريع المتلاحق أمر استرعى انتباه كل زملائه من أهل الفن، يستوعب كل وجهات النظر ليكون في داخله نظرية تجمع كل هذا الشتات، متصالح مع نفسه وتطلعاته ليس لها حدود. برز في دراما رمضان الفائت في مسلسلي «إفراج مشروط» و«عذراء»، فاكتسب الإعجاب أكثر وانتزع التصفيق من الجميع، قبل أن يحظى بإعجاب الجميع بعد نجاح العرض المسرحي «شبح الأوبرا».

• هل توقعت ذلك النجاح الكبير لمسرحية «شبح الأوبرا»؟
عوامل نجاح العرض كانت متوافرة من اللحظة الأولى، فالمنتج والمؤلف ومخرج العمل هو الفنان محمد راشد الحملي، أحدث نقلة ملموسة على مستوى المسرح الكويتي، فهو صاحب رؤية وحُلم يسعى نحوه بخطى حثيثة، وتلك اللبنة الأولى لنجاح العمل، فالشاب صاحب رؤية شديدة الوضوح والتركيز، ومن السهل عليه وضع الآلية التي سيسير عليها الفريق بالكامل.

الوفاء
• العلاقة بينك وبين الحملي يغلفها الحب والاحترام، فهل نفتقد تلك الروح في الوسط الفني؟
الحملي دائماً يتحدث عني ويصفني بـ«المُعلم»، وهي صفة تصيبني بالخجل الشديد، والسبب وراء هذه التسمية أن والدة الحملي كانت مُعلمة في إحدى المدارس وكنت أقدم عرضاً هناك، فأحضرته لي وقالت إنه يهوى التمثيل، ولاحظت أنه شديد النهم والحب والوله بالمسرح، فعلمته كيفية الوقوف على الخشبة، ولم يستغرق الأمر سوى ساعة ونسيت الأمر، لكنه لم ينسَ، إلا أن جمعتنا الأيام في أول تجربة مسرحية جماهيرية له، وكان اسمها «المدينة الثلجية»، وساعتها ذكرني بنفسه، وعملنا معاً، وأصبح بالنسبة لي ليس زميلاً فقط بل مُلهماً، لأنه بعد كل تلك السنوات والنجاح الذي حققه يراني معلمه وهذا قمة الوفاء.

• هل ترى أن موهبتك تتناسب مع ما حققته من نجاح، أم ثمة تقصير منك أو أن الظروف غير مواتية؟
أشعر بأن الوضع كان من الممكن أن يصبح أفضل مما هو عليه الآن، لكنني أعلم تماماً أن مسيرتي الفنية لم تكن سهلة على الإطلاق، فلقد واكب ظهوري مرحلة كان تواجد ممثل شاب على الساحة وتميزه، أمر في غاية الصعوبة، ومررت بعدة مراحل من الممكن أن نقول إنها كانت السبب في تعطيلي بعض الشيء، وإلى جانب الدراسة أيضا كانت هناك ظروف فنية أدت إلى تأخري.

غموض
• رغم استشعار الجمهور غموض أحداث مسلسل «إفراج مشروط»، إلا أنك قدمت الدور ببراعة شديدة جعلت الفنان خالد أمين يشيد بأدائك. فماذا تعلق؟
لأنه أخ وصديق وحبيب وزميل ودكتور ومُعلم، خالد أمين عندما يُشيد بفنان فهذا نابع من وعي وإدراك وخبرة طويلة في العمل الأكاديمي والفني على حد سواء، وبالتالي هذه شهادة تقدير يقدمها لي خالد أمين، وأنا أشعر في قرارة نفسي بأنني وصلت لمرحلة من النضج تجعلني أعمل بشكل مختلف، ونظرتي لهذه المهنة اختلفت، فبدأت أعمل أكثر على تفاصيل الشخصية التي بين يديّ، وأستثمر أي فرصة لزيادة جرعة التدريب والتعلم لديّ.

• ما المشروع الفني الذي تحلُم به؟
حلمي أن أقدم أعمالاً تجعلني أمثل بلدي في أجواء أبعد من الخليجي والعربي، وأن أشارك في أعمال عالمية، والعالمية هنا ليست بالضرورة تعني أميركا، لكن قد تعني الصين مثلاً.

تصنيف
• المنتجون وضعوا تصنيفاً للفنانين، يجعلهم يختارون الممثل حسب نسبة متابعيه على الـ«سوشال ميديا»، فهل تظن هذا سبباً في عدم استعانتهم بك؟
لست أدري بالضبط، ولكن لو كان هذا صحيحاً فأنا لن أغير طبعي ولن أكون نجم «سوشال ميديا» فقط، رغم أنني لديّ نصف مليون متابع حقيقي على «انستجرام».

• هل تحرص على متابعة جمهورك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
بكل تأكيد، ومقتنع تماماً بأنها الوسيلة الأقرب والأكثر تأثيراً بين الفنان والجمهور، لكن المهم ألا يتحول الفنان إلى «فاشنيستا».

• وكيف يتحول الفنان إلى «فاشنيستا»؟
عندما يتحول عبر الـ«سوشيال ميديا» إلى تاجر يبيع ويشتري وتغلُب عليه حمى التصوير.

لا يهتم أحمد إيراج بمساحة الدور المعروض عليه ولا يقارن نفسه مع الآخرين في هذا الإطار، يقول: «أحياناً يعجبني مشهد واحد في فيلم وأقبل به، وهناك نجوم كبار فعلوها قبلي، لماذا؟ لأنهم لا يريدون حرمان أنفسهم من هذا العشق الذي يتملكهم تجاه التمثيل، لذلك أنا لا أهتم بمساحة دوري على الإطلاق ما دام مكتوباً بشكل جيد».