نقترب من إحدى أهم مناسبات التعبير عن حبّ الوطن والرغبة الصادقة بالمشاركة في بناء مستقبل الإمارات، هي مناسبة لا تقل أهمية عن الخدمة الوطنية، وما لها من معانٍ في حماية الوطن والتضحية مع فارق أن الخدمة الوطنية، لا مثيل لما فيها من تضحية بالروح فداءً للوطن، أتحدّث عن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، التي انشغل الجميع بالحديث عنها سواءً في المجالس أو وسائل الإعلام التقليدية أو تلك الرقمية، وهو اهتمام نابع من الدور الاستراتيجي للمجلس الوطني في مسيرة دولتنا.
رغم تنوّع موضوعات النقاش الدائر، يمكن تلخيصها بنقاط رئيسية موزّعة بين المرشّحين الذين يفكّرون بترشيح أنفسهم عند فتح الباب لذلك رسمياً، وبين الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب ومنح أصواتهم للمرشّح المناسب. فالمرشّح يتساءل عمّا يضعه في برنامجه الانتخابي، ومنشغل جداً بحملته الانتخابية والناخب يسأل السؤال الأهم: من أنتخب؟ وكيف أعرف من يستحقّ؟ ورغم أنني قد لا أمتلك في (رمستي) هذه كل الإجابات لهذه التساؤلات ولكنني أردت مشاركتكم جانباً منها.
الالتحاق بالخدمة الوطنية له مجموعة من المتطلبات، التي تكفل كفاءة من يلتحق بالخدمة، لأداء الأدوار المختلفة المطلوبة منه لاحقاً ومنها اختبار اللياقة البدنية، وبما أن دخول المجلس الوطني الاتحادي هو ميدان خدمة وطنية آخر، فمن باب أولى أن يجتاز المرشّح اختبار لياقة برلمانية! وهنا ليس بالضرورة أن يكون اختباراً له شكل ومكان معيّن، ولكن اختبار يجريه المرشّح لنفسه ويجريه له أيضاً من يحقّ له التصويت.
أمّا اختبار المرشّح لنفسه فهو سهل ممتنع ويتلخّص بسؤاله نفسه: هل أنا قادر على خوض هذه المهمة، وهل لديّ ما تتطلبه خدمة الوطن والمواطنين من خلال وجودي في هذا الموقع؟ فإذا كانت الإجابة نعم يكون اجتاز الجزء الأوّل من الاختبار، وأما الجزء الخاص بمن يصوّت أو الناخب هو أن يسأل نفسه.. هل المرشحون المطروحون تطابق أقوالهم أفعالهم ولديهم ما يدلّ على قدراتهم على الأرض، أم أنها مجرّد وعود وكلام منمّق تتضمنه الحملة الانتخابية للمرشّح؟
يجب أن نحرص جميعاً على دعم ونجاح هذه المناسبة الوطنية الكبرى، للتعبير عن حُبّ الوطن وأن نُشارك فيها، وندعم من نرى فيهم الكفاءة والإخلاص في خدمة الوطن، وأهمّ خدمة نُقدمها لأنفسنا والوطن بشكل خاص، هي ألا نسمح لأي شخص بأن يضع على أعيننا نظّارة، تجعلنا نراه على غير حقيقته، من خلال الحملات الانتخابية المنمقة، بل أن نفتح أعيننا وقلوبنا ونطابق الواقع مع ما نسمع ونرى من المرشحين.