* على الرغم من كل ما تقدمه القنوات الفضائية العربية من مسلسلات وممثلين، هناك في أقاصي الأرض قناة تلفزيونية طريفة ناطقة باللغة الانجليزية، متخصصة في عالم الحيوان، تحمل اسم «انيمال بلانت» تدخلك إلى كوكب غريب، هو كوكب الحيوانات والأسماك والطيور، مخلوقات عجيبة ترتع في الكرة الأرضية التي يعيش فيها الإنسان، المجاهل ميدانها، والبحار ساحتها، والفضاء مسرحها، لا هدف لها في الحياة سوى البحث عن الطعام، الأقوى فيها يأكل الضعيف، والأضعف بينها يأكل من خيرات الأرض، وجميعها تملك غريزة خارقة تفوق أحياناً عقل الإنسان. ومن المشاهدات، اصطاد السبع حماراً وحشياً التهمه مع أشباله، وبعدما شبعت العائلة هجم الضبع ليأكل ما تبقى من لحم على عظم، فلمّا انصرف هبط النسر لينقر ما تبقى من بقايا الضبع، عندئذ زحف النمل إلى العظم ونخره حتى تبخر كله. في مشهد آخر محزن، نرى لبوة جائعة ذهبت للصيد فالتقت غزالة مسمنة، فلما همت بالانقضاض عليها، لمحت غزالة صغيرة تتبعها كما تتبع الطفلة أمها. عندئذ أرخت اللبوة مخالبها وأطبقت أنيابها، وراحت تنظر إلى الغزالتين نظرة حنان، وكأنها تذكرت أنها هي الأخرى أم تحنو على صغارها. لقد تحركت فيها عاطفة الأمومة حتى ولو كانت وحشاً جائعاً. هنا أتساءل بعد الذي وصفته: أيهما أفضل: شريعة الحيوان أم الإنسان؟ أدير بعدها جهاز التلفاز لأتنقل بين العديد من فضائياتنا العربية وحسابات مواقع التواصل، أرصد فيها نشرات أخبار دموية، برامج حوارية ضيوفها من الفنانين ومشاهير الـ«سوشيال ميديا» وقد تحولوا إلى وحوش كاسرة، ينشرون فيها غسيلهم، ويعرون أنفسهم ومن يسألون عن خلافاتهم معهم، وكأننا فعلاً في غابة حقيقة.  مثلا، الفنانة مايا دياب تصف الفنان وسام الأمير انه «منتهي الصلاحية»، ليرد عليها باللغة ذاتها: «حابب قلك، الفن اللي عملتو وما زلت، فن نظيف مزروع بقلوب الناس وما الو مدة صلاحية، بس نجوميتك العظيمة هي اللي مركبة تركيب متل شكلك، خلقاني ميتة ومأجلة دفنها.. شو هالزمن!». وفي حكاية أخرى جديدة، تغرد الناشطة النسوية حياة مرشد، والتي كانت قد لجأت إليها أنجيلا بشارة طليقة وائل كفوري، مؤكدة أن وائل ضرب أنجيلا بطريقة همجية وأن لديها تقارير وصوراً تؤكد حجم الضرر الذي وقع على أنجيلا، كما كشفت حقيقة أن وائل قام أيام زواجهما بعزلها في طابق ثانٍ من قصره ومنعها من زيارة أهلها، بينما كان وائل يمارس حياته كـ«دون جوان» مع الإعلاميات والفنانات أمام الإعلام و...، وبعد كل ما تقدم وما يظل مستوراً في حياة أهل الفن، أستغرب من أقوال وأفعال مايا ووسام ووائل كفوري وآخرين، لكن الواضح جداً في تصريحات الفنانين بحق بعضهم البعض، أن علينا حذر الاقتراب منهم، إذ في الأغلب لا رفقاء ولا وفاء عند الكثيرين منهم، لا بالإنسان ولا حتى بالحيوان. 
* كي أكون منصفاً، أبارك للصديق النجم ماجد المهندس نجاحاته هذا الصيف، وآخرها الأسبوع الماضي سواء في المغرب أو ضمن حفلات «موسم جدة» و«عسير» بالسعودية، فقد وقّع بصوته وهو يشدو جديده «أوقعلك عقد»، عقد نجوميته للسنوات القادمة، ومن شدة تفاعل وانسجام الجمهور معه ومحبتهم له، تبادلوا مع ماجد الأدوار، هم يشدون أغانيه.. وهو يصفق لهم، في مشهد أقل ما يمكن وصفه أنه «قمة النجومية»، فمبروك ما وصلت إليه أيها المهندس.