لحن يتجدد على أوتار ذاكرة جيل ممتد من السبعينات والثمانينات عاشوا طفولتهم على أغانيه وطرافته، واليوم يسترجعون بعضاً من تلك الذكريات مع الأبناء، «افتح يا سمسم» بنسخته الجديدة أيضاً هو برنامج ترفيهي تربوي هادف يعتمد اللغة العربية الفصحى، للتواصل بين الدمى والشخصيات والأطفال والمشاهير من الضيوف، الذين حلوا على حلقاته مع الحفاظ على الروح الطفولية وحس الدعابة في جميع المشاهد، انتهى مؤخراً عرض الموسم الثالث على عدد من الفضائيات العربية، منها قناة «ماجد».

عمار صبّان: «كعكي» و«غرغور» يتصرفان على طبيعتيهما

محرك دمى سعودي، والمدير الإبداعي لـ«بداية» الشركة المنتجة للبرنامج في أبوظبي، ترك مجال الهندسة المعمارية والتحق بشغفه في مجال الدمى المتحركة، فكان مبدعاً في أداء شخصيتين أساسيتين هما «كعكي» و«غرغور».
• كانت انطلاقتك من الـ«سوشيال ميديا» كيف وصلت إلى «افتح يا سمسم»؟
في عام 2014 كان لدي برنامج للدمى المتحركة على الـ«سوشيال ميديا»، تقدمت لأكون أحد محركي الدمى في البرنامج ولكن كان ذلك متأخراً، فحزنت لعدم تمكني من الانضمام إلى الفريق وكنت وقتها قد استقلت من وظيفتي، وتوجهت إلى صناعة دمية احترافية هي «عفروت» وهو وحش بلون أبيض يمثل انطلاقتي الفعلية في هذا المجال، وبقي «عفروت» بحس الفكاهة يناقش قضايا اجتماعية، وبعدها بنحو سنتين انضممت إلى «افتح يا سمسم».

• تحرك دميتين كل واحدة منهما هي عالم متكامل في طريقة التفكير.. فكيف توفق بينهما؟
كبرت وأنا أتابع الدمى، إذ كنت أتابعها دائماً في برنامج «افتح يا سمسم» القديم و«سيسيمي ستريت» الأميركي، فهذه الشخصيات ربتني مع أبي وأمي، وحسها الفكاهي رافقني طوال حياتي، وكانت هاتان الشخصيتان من الشخصيات التي أحبها جداً، لأنهما يتصرفان على طبيعتيهما ولا أحد يقول لهما: لا، وخلال طفولتي كنت أفكر بفك شاشة التلفزيون، للدخول إلى هذا العالم الرهيب، ودخلته في الآخر من غير كسر التلفزيون.

• ماذا تعني شخصيتا «غرغور» و«كعكي» بالنسبة إلى أطفالك؟
ينظرون إلى الموضوع على أن هذه الشخصيات هي بابا وليست عالماً آخر من الدمى.  

عبد الله رافعة: رفضت تمثيل شخصية «نعمان»

فنان ومحرك دمى ومعلق صوتي سعودي، انضم إلى فريق «افتح يا سمسم» في مرحلة مبكرة من حياته، وسجل مجموعة من أغنيات البرنامج وقصصه التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الأطفال، يعمل عبد الله على شخصيتين الدمية «إلمو» و«راشد».
• ما الذي جذبك إلى «افتح يا سمسم»؟
جذبتني الشخصيات قبل كل شيء، كنت قد بدأت التمثيل بعمر المراهقة، ووجدت فرصة العمل في البرنامج بعمر الـ19، فكانت بالنسبة إليَّ باباً واسعاً، ولكن الطريف في الموضوع أنه تم إقصائي من فريق تحريك الدمى في البداية، بعد أن رفضت تمثيل شخصية «نعمان» بسبب خوفي من الأماكن الضيقة.

• «إلمو» شخصية محببة للأطفال.. فكيف تجد صدى تفاعلهم معها؟
«إلمو» طفل عمره ثلاث سنين ونصف، «إيّاك أن تنسى النصف» فهذا يثير غضبه. لطيف ويسعى دوماً لأن يكسب محبة كل من حوله من بشر وحيوانات ووحوش أيضاً. ما وجدته غريباً في لعب شخصية «إلمو» أن تفاعل الكبار معه لا يختلف كثيراً عن تفاعل الأطفال، فالجميع يبدأ بالتركيز على عينه فور حديثه معهم، ويبدؤون معاً نقاشات قد تكون سطحيه لدرجة الضحك «الهستيري»، وعميقة أحيان أخرى لدرجة ذرف الدموع.

• هل ترافقك شخصية «إلمو» في حياتك بعيداً عن التصوير؟
في أيام التدريب، لفت نظري مدربي مارتي روبنسن للانتباه جيداً لمشاعر الشخصية، فهو شديد الحساسية، وحين يظهر للناس أنه طفل لطيف و«حبوب»، هناك جانب آخر مشاكس وعنيد من شخصيته، فمشاعر «إلمو» لا تعرف الوسطيّة، فهو إمّا شديد السعادة وإما شديد الحزن ونادراً ما يغضب، وهذه المشاعر انعسكت على شخصيتي.

ماهر مزوق: متعلق بـ«ملسون» منذ طفولتي

فنان درامي ومسرحي ومحرك دمى، يحرك دمية «ملسون» الحكيم والشاعر والراجز، أبدع ماهر في استحضار الصوت بنبرته المميزة، الذي كان له حضور بارز في الأجزاء القديمة من البرنامج.
•  كيف استطعت أن تستحضر حركات ونبرة صوت «ملسون» العالقة في أذهان الناس، في نسخة البرنامج الجديدة؟
أنا متعلق بـ«ملسون» منذ طفولتي، وكنت دائماً أقلِّد هذه الشخصية الجميلة التي كان يؤديها الفنان الراحل توفيق العشا، في الموسم الجديد أضفت إليه جزءاً من شخصية ماهر، بطلب من المشرفين على البرنامج حتى أصبحنا أنا وهو واحداً في جسدين.

• ظهر «ملسون» في البرنامج، كأنه «ملسون القديم» إنما بصورة متطورة، كيف ذلك؟
خبرتي في التمثيل المسرحي والتلفزيون، تساعدني كثيراً على تجسيد المشاعر بشكل حقيقي، وكأنما أمثل شخصياً وليس تحريك دمى، فهذه المشاعر تنتقل تلقائياً إلى الدمية، وهو ما جعلني أن أحظى بشرف أن أكون خليفة الفنان الراحل توفيق العشا.

• أنت فنان متعدد المواهب، فهل تجد نفسك في برامج الأطفال أم في الدراما والمسرح؟
الفن لا يتجزأ، وكممثل أجد نفسي في أي مكان يمكن أن أبدع فيه وأظهر قدراتي، لكن يبقى لبرامج الأطفال نكهة خاصة، لكون التفاعل يكون عفوياً ومباشراً معهم، فهم لا يخفون حبهم لشخصيات البرنامج.

ضحى حيفاوي:«شمس» تشبهني جداً

محركة دمى ومعلقة وممثلة صوتية أردنية من أصل فلسطيني، تخصصت في مجال الصحافة والإعلام، لكن قادها إصرارها ورغبتها وصفاتها الشخصية إلى التميز في تحريك دمية «شمس».
• تعدين أحدث وجوه فريق «افتح يا سمسم»، فما الذي هيأك لتكوني معهم؟
عملت في تحريك الدمى نحو عامين في الأردن، لكن التجربة لم تكن بالشكل الاحترافي الموجود في «افتح يا سمسم» وكنت بحاجة إلى التدريب مع مختصين بتحريك الدمى فترة من الزمن، حتى تمكنت من الخروج بهذه الصورة، كما أنني أتدرب بشكل متواصل وأجري تمارين رياضية خاصة لليدين.

• خلال الأشهر القليلة من لعب دور «شمس» هل تعتقدين أن تشبعت بشخصيتها وأتقنتها؟
أكثر ما يمكن أن أقوله عنها أنها تشبهني جداً، ولهذا السبب كان سهلاً أن أندمج مع طريقتها في إسعاد الأطفال والتفاعل معهم، فأنا وهي، سريعتان في اتخاذ القرارات ونبدأ بالتصرف على هذا الأساس.