حين تظهر إحدى العينين أصغر بقليل من الثانية تبدأ الظنون تتتالى، وتبدأ الفتيات بالتخلي عن صور «السلفي» وصور «الديجيتال»، الكثيرة التي كن يتسلين بالتقاطها لأنفسهن. لكن، هل هناك ما يدعو إلى القلق عدا المسألة الجمالية؟
في المبدأ، وجود عيون غير متطابقة، غير متكافئة قياساً، نادراً ما يدعو طبياً إلى القلق، فعدم تناسق الوجه شائع جداً، إلا أن العيون غير المستوية نادراً ما تكون ظاهرة للعيان والتي قد تشتدّ مع التقدم في العمر. لكن ماذا لو رأت امرأة في سن الـ30 أو الـ40، وهي تتلهف لرؤية شكلها في الصورة التي التقطت لها ولصديقاتها، إحدى العينين أصغر من الأخرى؟

الأسباب
أي خلل في عمل الغدة الدرقية يسبب بروزاً وعدم استواء حجم العينين، كما أن انتفاخ العينين يستدعي فحصها.
أمرٌ آخر قد يُبرز هذه المشكلة بينها تعرّض الوجه لصدمة قوية، إثر حادث سير ربما أو صفعة قاسية على الوجه، أو قد يُردّ السبب إلى حالة طبية أثرت في تجويف الجيوب الأنفية وراء العينين.
فهل عانيتم وعانيتنّ آلاماً في الوجه بسبب مشاكل الجيوب الأنفية قبل ظهور المشكلة؟ لا تستبعدوا هذا الجواب وأنتم تبحثون عن السبب.
بشكل عام، تشمل الحالات التي يمكن أن تسبب التهاب العين: التهاب الجيوب الأنفية المزمن، متلازمة الجيوب الأنفية الصامتة، أورام الجيب الفكي العلوي، وجود عيوب عظمية أو مرض باجيت. وهذا المرض الأخير يصيب العظام ويجعلها هشة وبينها عظام الجمجمة.

ارتخاء الجفن
كما أن سبب هذه الحالة قد يكون «إطراق الجفن» أو ارتخاء الجفن وتدليه بسبب ضعف العضلات وقد تظهر هذه الحالة منذ الولادة وتُصنّف حالة خلقية، وقد تتطور لاحقاً عند البالغين بسبب انفصال العضلة التي ترفع الجفن مما يؤدي إلى تدليها، لذا تبدو إحدى العينين أصغر من الأخرى. وتُعدّ مرحلة الشيخوخة سبباً في شيوع هذه الحالة، لكن قد تكون هناك أسباب أخرى، بينها الحالات العصبية أو السكتة الدماغية. وغالباً ما نسمع هنا عن نساءٍ خضعن لعمليات جراحية تجميلية لتصحيح حالة الجفن.

جحوظ العين
التهابُ «مجهر العين» قد يؤدي بدوره إلى جحوظ إحدى العينين أكثر من الأخرى فتظهر أكبر، وسببه التهاب يصيب الأنسجة الواقعة مباشرة وراء العين ويسبب انتفاخها، مما يدفع مقلة العين إلى الأمام. وتترافق هذه الحالة غالباً مع آلام في العين ومشاكل في الرؤية.

«تاتو» الحواجب
خضعت مؤخراً لـ«جلسة تاتو» للحواجب؟ قد يكون السبب في تفاوت حجم عينيك هو خلل بسيط جداً في رسم الحاجبين. في كل حال طبيب العيون يساعد على تحديد الحالة ويوجه إلى طبيعة العلاج. والجراحة التجميلية قد تكون علاج حالات تدلي الجفن وفي هذا الإطار يفترض اختيار الطبيب الذي يملك الخبرة في الموضوع، لأن مضاعفات هذه العملية كثيرة، أبرزها الجفاف وعدم القدرة على إغلاق العينين بشكلٍ كامل. ولا تنسوا هنا أن المرضى الذين يحتاجون إلى علاج قطرات العين المرطبة معرضون لخطر أكبر. وينسحب هذا الخطر على من يعانون بروزاً في العينين، لذا تمهلوا قبل التفكير في جراحة رأب الجفن بسبب عدم استواء حجم العينين واطلبوا من أطبائكم إجراء فحص الجلوكوما والشبكية وحدة البصر، ولتكن القنوات مفتوحة بين طبيب العيون والطبيب الذي اخترتم أن يجري لكم فحص تدلي الجفنين.
هناك من ينصح باستخدام «البوتوكس» لحلّ مشكلة العينين غير المستويتين وإن كانت مؤقتة.
إذا كانت المرآة دليلكم إلى «الشكل الخارجي»، فإن العين دليل الآخرين إلى تطور حالة صحتكم.. فالعين مرآة الجسم.

الحلّ بيدكِ!
من المهم جداً «غضّ الطرف» إذا كانت العينان لا تظهران غير متماثلتين في الحجم سوى في الصور الفوتوغرافية ولا تسببان لكِ مشاكل في الرؤية. في هذه الحالة العلاج ليس ضرورياً وهو مجرد اختيار شخصي تجميلي. أما إذا كنت تعانين مشاكل في الرؤية أو أعراضاً تتمثل بألم في العين أو ورم أو إحساس نبضي في عين واحدة فتوجهي فوراً إلى طبيب العيون.