فنان الشارع مارك جينكنز، الذي تجد مجسماته الشبيهة بالإنسان أثناء ذهابك للتسوق، ساقطة على الأرض بوضعية غير معتادة، أو واقفة بثبات بشكل جماعي على رأس عمارة، أو مدخلةً رأسها في جدار، أو قمع، في محاولة لإثارة التساؤلات بدهشة في نفوس مشاهديها. يمكن وصف عمله بغريب الأطوار والمروّع في أحيان كثيرة، حيث تقف أشباحه الصغيرة وخيوله المفرغة المصنوعة من الشريط اللاصق ومجسمات الأموات الملفوفة بشريط شفاف على غصون الغابات، في منظر مفزع، ومثير للذهول في ذات الوقت. بدأ جينكنز عام 2003 طريقه الفني عبر وضع شخصية من صنعه في مكب النفايات في ريو دي جانيرو، للفت الانتباه إلى قضية الأطفال المشردين. وأعماله متوزعة بين منحوتات الشارع، والمنحوتات الداخلية التي تشكل معنىً من المعاني الإنسانية بشكل غير معتاد، ومنحوتات الطبيعة التي يعلقها بين الأشجار أو وسط الأنهار.
يلتفت مارك إلى القضايا البارزة في مجتمعاتها، ففي عام 2005 مثلاً بدأ العمل مع ساندرا فرنانديز على مشروع ستوركير، وهو عبارة عن مجموعة من مجسمات الأطفال الصغار يتم تثبيتهم في مدن مختلفة للتفاعل مع البيئة المحيطة. وباستخدام الشريط اللاصق، صنع الحيوانات مثل الكلاب التي تلعب بالقمامة، والزرافات التي تتناول الأكياس البلاستيكية العالقة بالأشجار، والبط الذي يسبح في المزاريب.
يصنع جينكنز منحوتاته التي يوزعها على الشوارع بواسطة الشريط اللاصق كذلك، بعد ملء المجسم بالجرائد والإسمنت، وإلباسه اللبس المناسب، ليبدو حقيقياً للمارة، مما اضطر بعضهم إلى الاتصال بالشرطة إثر ظنّه أنّ منحوتة مارك تحتاج إلى مساعدة.