• الكثيرون منّا، نحن مستخدمي وسائل التواصل وجمهور أهل الفن، بتنا للأسف مثل قطعة إسفنج قابلة أن تمتص كل شيء، بل أصبحنا وبجدارة حقل تجارب وأداة استهلاكية لأي تقنية، بدليل خوضنا «رقصة كيكي»، ثم «تحدي دلو الثلج» وغيره، وصولاً إلى «تحدي العمر» من خلال تطبيق (فيس اب) المنتشر حالياً على الـ«سوشيال ميديا» الذي يعرض صورتك في مرحلة الشيخوخة، حيث صرنا نشاهد من خلال هذا التحدي كيف هو الشكل المتوقع للكثير من النجوم أمثال:عمرو دياب وكاظم الساهر وماجد المهندس وأحلام وإليسا ونجوى كرم وآخرين في سن الـ70. المفارقة ليست هنا، بل فيما كشفه أحد الأطباء أن هذا التطبيق الذي يلقى رواجاً «على ظهر الفنانين»، بعد أن تشرّبه الجمهور وبسطاء الناس وجربوه على صورهم وصور نجومهم، سيتبعه ظهور شركة تعلن عن بيعها كريمات للوقاية من التجاعيد، أو ظهور دكتور جلدية وتجميل ذكي جداً يعلم مواطن الضعف لدى المواطن العربي وأنه طيب وساذج، ليقنعنا بضرورة استخدام الكريم أو أن يكون المعالج لتجاعيد الزمن، وفعلاً «رزق الهبل على المجانين»، لكن المحزن في الأمر أن الفنانين باتوا يستخدمونه كـ«فاترينة عرض» لأجل الترويج لهذا الرزق، فهل أدركتم كم هو الفنان مظلوم؟!

• بمناسبة الحديث عن الظلم، تقول القصة: «في أحد الأيام أغضب بعير صاحبه، ولم يكن له مطيعاً، فقام الرجل بتأديبه وإهانته حتى خر البعير على الأرض، عندها أخذ الرجل قليلاً من البعر وقام بفركه ودعكه في أنفه، وبعد ذلك أصبح البعير مطيعاً جداً، وكان صاحبه يتعامل معه بكل حذر ولا يغفل عنه. يتابع صاحب البعير: وفي إحدى الليالي وبينما أجلس أمام منزلي ومعي بعض الأصدقاء، قال لي أحدهم: بعيرك يناظرك ويبدو أنه يتوعدك.. فاحذر منه. وفي الليل، أردت اختبار نوايا البعير، فجهزت فراشي وقمت بوضع مخدات في مكان نومي ووضعت فوقها الغطاء كي أبدو نائماً، ثم صعدت إلى السطح كي أراقب ماذا سيفعل البعير، فشاهدته يتوجه إلى حيث أنام وكان يمشي بخفة، وبسرعة البرق انقض على فراشي وبرك عليه وأخذ يدوسه ويمزقه بأنيابه. عندها ناديت عليه، فلما شاهدني أخذ يلف مكانه، ثم سقط على الأرض من شدة القهر، وفي الصباح وجدته قد فارق الحياة، فدعوت أصحابي وقصصت عليهم الحكاية، وقمنا بفتح صدره كي نعرف سبب موته، فوجدنا قلبه قد انفجر من شدة الغيظ». والعبرة من القصة، إذا كان الحيوان صار له هكذا، فما بالكم بالإنسان المقهور والمظلوم؟! فالظلم ظلمات يوم القيامة، ربما يدعو عليك أحد ظلمته فتصبح حياتك كلها آلاماً نفسية. أقول هذا وأنا أتابع في الـ«سوشيال ميديا» الظلم الذي يتعرض له الكثير من النجوم، عند تكهن الكثيرين بأمورهم الحياتية، كقصة زواج المطربة المصرية أنغام من الموزع أحمد إبراهيم، وأن هناك حالياً خلافاً بينهما، كون أحمد أعاد زوجته الأولى لعهدته، وهو الظلم الذي تحاول أن تنفيه أنغام من خلال نشرها فيديو تبرهن فيه على عدم انفصالها عن زوجها، أو في تدخلات الجمهور في حياة عمرو دياب، والقول إنه بسبب علاقته بدينا الشربيني خسر أولاده، حتى نفى عمرو ذلك بظهوره مع ابنته كنزي، والأمثلة كثيرة، متناسين جميعاً أنه (من راقب الناس مات هماً وغماً).