رحل الفنان المصري فاروق الفيشاوي صباح اليوم الخميس عن عمر يناهز الـ67 عاماً بعد صراع لم يدم طويلاً مع مرض السرطان، تاركاً أكثر من 200 عمل فني متنوع في السينما والتلفزيون والمسرح.

وكان الفيشاوي قد أعلن عن إصابته بسرطان العظام قبل أشهر أثناء مشاركته بمهرجان الإسكندرية السينمائي أكتوبر 2018، وأكد في كلمته أنه سيواجه المرض بكل شدة.

وبنظرة بانورامية سريعة، نحاول إلقاء الضوء على بعض ما تركه فاروق الفيشاوي من نتاجات شكلت إضافة حقيقية في عالم الفن.

درس الفيشاوي الآداب وبعدها حصل على بكالوريوس في الطب العام، بدأ مسيرته الفنية من خلال مسلسل "بعد الرحيل"، لكنه لفت الأنظار إليه بعد مشاركته في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً" عام 1979 ومسلسل "ليلة القبض على فاطمة" 1982، ثم بدأت نجوميته بداية الثمانينيات بعد ظهوره في فيلم "المشبوه" مع النجم عادل إمام.

ولأنه رجل يعشق الحرية ويكره القيود، فقد انفصل الفيشاوي عن زوجته الأولى وأم طفليه (أحمد وعمر) النجمة المعتزلة سمية الألفي بعد زواج دام 16 عاماً، وتزوج بعدها بالنجمة سهير رمزي وشكلا معاً ثنائياً فنياً قدما مجموعة من الأعمال الناجحة مثل "الخادم" و"زوجة محرمة" وغيرها، وظل معها سنوات حتى انتهى الزواج بالطلاق بسبب إدمانه المخدرات، وكانت آخر زيجاته من فتاة تدعى نورهان من خارج الوسط الفني.

في عام1987 قرر الفيشاوي أن يعترف بقوة وجرأة لم يمتلكها غيره من النجوم بأنه كان مدمناً للهيروين وتحدث بصراحة عن تفاصيل رحلة إدمانه الصعبة وشفائه منها وعن حجم الخسائر المادية والنفسية والصحية التي عاشها، ليكون عبرة لغيره وليحذر الشباب من خطورة شبح الإدمان، مؤكداً أن أي إنسان لن يتعلم من أخطائه طالما لا يدركها ولا يعترف بها.

استطاع هذا النجم خلال 46 عاماً من عمر تجربته الفنية أن يحقق الكثير من النجاح والمحبة والثقة بينه وبين جمهوره، ومن أهم أعماله في التلفزيون "حافة الهاوية، مخلوق اسمه المرأة، قابيل وهابيل، أولاد آدم، وأبناء العطش"، أما آخر أعماله الفنية فكانت مشاركته في مسرحية "الملك لير"، مع النجم يحيى الفخراني.

ولأن الموت يشكل حقيقة صادمة، فإن الفيشاوي لم يكمل إنتاج فيلم عن المطران السوري كابوتشي الذي ظل لسنوات يحضر له مع المخرج عمر عبدالعزيز، وأوصى نجله النجم أحمد الفيشاوي باستكمال هذا الفيلم ورحل تاركاً الكثير من الأعمال الفنية.