لا تحتاج الأم إلى مناسبة للاحتفاء بها، فهي في احتفال متواصل كل يوم برفقة أبنائها، وهذه هي حال «أصغر أم» في الوسط الغنائي الخليجي، المطربة السعودية الشابة داليا مبارك التي تحتفل بالأمومة لأول مرة، وهي تحتضن ابنتها «ليلي سمر» لتعلن أن هذه الطفلة الصغيرة والجميلة أصبحت محور حياتها واهتمامها والدافع الرئيسي لنجاحاتها.

• كم تغيرت حياتك بعد الأمومة، وأيهما أصبح في سلم أولوياتك: العمل الفني أم البيت وابنتك؟
أعتقد أن الصعوبة تكمن في مدى قدرتي على التوفيق بين طفلتي وعملي، ولكن في الوقت ذاته منحتني ابنتي دفعة للأمام، كي أعكف على النجاح من أجلها ومن أجل أن تفتخر بي، فأنا الآن أعمل بجهد أكبر مع طفلتي من خلال إمضاء أكبر وقت ممكن معها في المنزل، واختصار السفر بأوقات معينة، فمثلاً أسافر عصر يوم حفلي لأنجزه بنفس اليوم، وأعود في صباح اليوم الثاني حتى أتمكن من أن أكون معها أغلب الوقت.

•  كيف تقضين وقتك مع طفلتك؟
ليلي محظوظة فكل العائلة تحبها، وأهلي يأتون من المملكة العربية السعودية لأجلها، ولقضاء الوقت معها، وهي «دلوعة أبوها» وهو أيضاً متعلق بها كثيراً، وأنا أصبحت المهرج لها.

أغاني الأطفال
* في كواليس جلسة التصوير، رصدناك وأنت تغنين أغنية Baby Shark لابنتك كلما شعرت بالضجر، وبمجرد سماعها هذه الأغنية تسكت، بل وتتفاعل مع الغناء، ما سر هذه الأغنية في رأيك، علماً بأنها من أكثر الأغاني مشاهدة عالمياً؟
هذه الأغنية تفوقت على أغنيات كثيرة ووصلت مشاهداتها إلى ما يقارب المليار مرة، وبالنسبة لي لم أكن أعرف عن عالم الأطفال، ولم أكن أدرك أن كل الصغار متعلقون بهذه الأغنية، وليلي تشاهدها لأكثر من ساعة كل يوم، هذه الأغنية اكتسحت العالم وكنت أتمنى لو أنها كانت أغنيتي.

•ألا تفكرين في تقديم أغانٍ للأطفال؟
هناك مخطط لتقديم عمل للأطفال، ولكن أعتقد أنه ستكون هناك صعوبة من حيث إرضاء جمهور الأطفال بعكس الكبار، فالصغار ذائقتهم صعبة.

• كونك موسيقية وفنانة، ما الفرق بين الأغاني الأجنبية والعربية الموجهة للأطفال؟
أعتقد أن الأجانب يعتمدون على أصوات الموسيقى المبهجة، بينما الموسيقى العربية تميل إلى الحزن والشجن، وهذه الألحان لا تنجح مع الأطفال، لأن الطفل يبحث عن البساطة والبهجة، علماً بأن هناك أغاني عربية نجحت مثل الأعمال التي قدمتها نانسي عجرم وسعاد حسني وبعض الأغاني المبهجة الأخرى ولكنها قليلة.

• خليجياً ما أنسب الأغاني للأطفال؟
خليجياً، الأطفال يفضلون أغاني فرقة ميامي الكويتية، رغم أنها ليست أغنيات موجهة لهم، ولكنها أعمال تتميز باللحن المبهج.

• لماذا اخترت اسماً مركباً لابنتك هو Lili Summer؟
كنا أنا وزوجي مختلفين في نقطتين، هو يحب الصيف وأنا أحب الورود، وهو قال إنه سيطلق على المولودة اسم (Summer) وأنا رفضت، لأن لفظ الاسم باللغة العربية هو سمر، وهو اسم شائع وله معانٍ أخرى غير ما يريده هو، ولكنه تمسك بهذا الاسم وأنا تمسكت بالورود، فأتى اسم «ليلي سمر» وليلي هي الوردة.

•ماذا تتمنين لها في حياتها مستقبلاً؟
أن تكون سعيدة بكل اختياراتها وأتمنى أن تختار مهنة الفن، فهي منذ صغرها تنام على أنغام موسيقى الجاز، وأتمناها مستقبلاً موسيقية أو مغنية لو امتلكت الصوت الجميل.

• رغم صعوبة مهنة الفن التي يصفها الجميع بأنها طريق معبد بالأشواك، هل ترغبين لها أن تصبح مطربة؟
لا أستطيع أن أذم الفن لأنه منحني الكثير، وأتمناه لها لأنه رسالة سامية مليئة بالحب، وأتمنى أن تكون مثقفة موسيقياً، فطريقي لم يكن معبداً بالأشواك، بل أنا محظوظة جداً وكانت في طريقي ورود كثيرة.

ألبوم جديد
• فنياً، قدمتِ مؤخراً أغنيتين «سينغل» حازتا ردود أفعال إيجابية، حدثيني عنهما؟
أصدرت بداية أغنية «ترا حقي» التي لاقت رواجاً ساحقاً، وكنت أنوي طرح أغنية أخرى بعدها، وكلما قررت توقيت طرح الأغنية الجديدة، كانوا يقولون لي انتظري حتى لا تظلمي «ترا حقي»، وبالفعل انتظرت أشهراً عدة، لأقدم مؤخراً أغنية «أنا دربي اللي مضيع» وأتمنى أن تحقق النجاح نفسه.

• لكنك لم تصوري أياً من الأغنيتين، هل تجدين أن عصر الفيديو كليب انتهى؟
أبداً، ولكنني بداية كنت أفكر في تصوير أغنية «ترا حقي» ولكن المقربين مني اقترحوا عليّ عدم تصويرها، لأنها نجحت من دون فيديو كليب، ولكن من المؤكد أنني سأقوم بتصوير أغنيات من ألبومي الجديد الذي سيصدر هذا العام.

• وما ملامح هذا الألبوم؟
من المبكر الحديث عن الملامح النهائية للألبوم، ولكن مبدئياً أصبح نصف الألبوم جاهزاً، وأعتبره تحدياً كبيراً لي، علماً بأنني كنت ضد فكرة طرح ألبوم، لكنني اليوم أتحدى نفسي، وأغنية «ترا حقي» من ألحان علي صابر هي مجرد أغنية تشويقية للجمهور، وعليهم انتظار البقية.

• مع من ستتعاونين أيضاً؟
فايز السعيد، حيث توجد كيمياء جميلة بيننا، وأرغب في إعادة التعاون مع راكان وأيضاً مع «وتر»، وعيني على تركي بن عبد الرحمن وياسر بو علي وأحمد الهرمي، وعلى أشعار الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وطلبت منه نصاً وأتمنى ألا يرد طلبي، وأرغب أيضاً في التعاون مع الملحن العبقري سهم، وهناك أسماء أخرى، وأنا طماعة في الفن.

الانفتاح في السعودية
• قلتِ إنكِ محظوظة في الفن، ولعل أحد أبواب الحظ الجيد هذا الانفتاح الفني الحاصل في السعودية، إذ كنت أيضاً من أوليات المطربات اللاتي شاركن في حفلات المملكة، فما برنامج حفلاتك الجديد للمواسم المقبلة بعد موسم جدة؟
صحيح كنت ممن غنوا في «موسم جدة» بحفل جمعني مع ماجد المهندس من تنظيم «روتانا»، وهناك مشاركة قريبة لي في «موسم الرياض»، وعدد من الحفلات الأخرى، وأنا ألقى دعماً كبيراً في بلدي وفخورة جداً بالتغيير والدعم الذي نحظى به كنساء سعوديات، وكما قلت لك إنني محظوظة بمجرد ما بدأت أغني فتحت الطرق أمامي.

• ما الذي تنتظرينه أن يضاف إلى قائمة الانفتاح في السعودية؟
أرى أن السعودية ذاهبة لمكان أبعد وثقتي بملكنا وولي عهدنا سمو الأمير محمد بن سلمان كبيرة، وأنا واثقة ككل سعودي وسعودية بأن هناك إنجازات أكبر في الطريق إلينا، وأن الناس لم يروا شيئاً بعد، ونحن اليوم أكثر فخراً بالإنجازات من حيث احتلال السعودية المراكز الأولى في كثير من المجالات.

• هل حجم الحفلات في السعودية يلبي طموح الشارع؟
أرى أن الموضوع لا يتعلق بالسعودية، بل بالمتعهدين، أي الشركات، حيث يقدمون فنان من الصف الأول/‏‏‏ قديم، ليضمن بيع التذاكر ولا يجازف كثيراً مع الشباب، باستثناء الشركات الشابة التي تجازف. أما الشركات الكبرى غير السعودية ولا الخليجية فهي تركز على المادة لذلك ترى النجوم الكبار موجودين باستمرار، لذلك أتمنى من هذه الشركات أن تخلق توازناً لأننا لنا جمهور غير جمهور الكبار القديرين.

• في أكثر من مناسبة كان هناك تبادل تصريحات ودية بينك وبين الفنان رابح صقر الذي شاركت معه في عدد من الحفلات، فهل تجدين أنك تشكلين ثنائياً ناجحاً معه في الحفلات؟
الأستاذ رابح له فضل كبير عليّ لا أنساه ولا أنكره، بتحقيق حلمي بالوقوف على خشبة المسرح، أنا لم أشاركه عدداً من الحفلات بل هو من فرضني في حفلاته، وأنا استفدت من خبرته ومن حضوره، فهو ملك المسرح، وأنا تعلمت منه وأفتخر بأن أكوّن ثنائياً معه.

أتحاشى الاستعراض
• من الفنان الذي يرفض وقوفك إلى جانبه على المسرح؟
للأمانة لا يوجد أي فنان سبق أن رفض مشاركتي له في حفلاته، ونلت شرف وقوفي بجانب ملكة الطرب نوال الكويتية ورابح صقر أكثر من مرة، وكان هناك مشروع لأن أغني مع راشد الماجد وألغي الحفل بسبب ظروف خارجة عن إرادتنا، وهناك خطة مستقبلية للغناء معه على المسرح، وسعيدة بدعمي من النجوم الكبار أمثال عبد المجيد وأحلام وراشد وماجد المهندس.

•كيف هي علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟
علاقة منطقية لأبعد الحدود، أحاول أن أكون نشيطة ولكن لا أستطيع أن أنقل كل تفاصيل حياتي من خلالها.

• مع أنك جريئة في بعض المواقف، حيث شاهدنا عبر حساباتك فيديوهات لزوجك وهو يمارس الرياضة مع ابنتكما ومرافقتك له في التحدي بالمسير بين دبي وأبوظبي وغيرهما الكثير؟
لكن هذا الأمر لا يحدث بشكل يومي، أحاول أن أتميز بظهوري، ولكن ليس باستمرار، وهذا السبب في رأيي هو الذي يسهم في أن يحدث الفيديو أو المنشور الذي أقدمه ضجة بين الجمهور، لأنني لا أتواصل باستمرار على الـ«سوشيال ميديا»، في رأيي أنه يجب ألا أتواجد باستمرار لأنني أولاً وأخيراً مطربة ولست مدونة.

• أخيراً، كم تعرضتِ للنقد والتنمر على الـ«سوشيال ميديا»؟
كثيراً، ولكن عندما أزور صفحات المشاهير الآخرين، أجد أن التنمر ضدي قليل جداً مقارنة بغيري، لأنني لست استفزازية وأتحاشى الاستعراض وأحترم المشاهد وأحافظ على حدودي، فإذا كنت محترماً تُحترم.

فيروز وذكرى
لا تنكر داليا مبارك أنها عاشقة للسيدة فيروز، وتقول: «غنيت سابقاً لها في مقابلاتي وفي يومياتي أردد كل أغانيها، وأنا، عدا عشقي لفيروز، من عشاق الطرب القديم الذي أتمنى ألا يندثر، وأغني أيضاً للفنانة الراحلة ذكرى حتى لا ننسى صوتها، وصوت كل من عاصر ذلك الجيل السابق أصحاب الفن القديم، وهو دورنا كفنانين شباب أن نحيي غناءهم حتى لا ننسى هذا الفن، وحتى ابنتي من عاشقات فيروز».

خطوة عالمية
عبرت داليا مبارك عن سعادتها وفخرها لمشاركتها كأول فنانة عربية في الحفل الكبير الذي نظمته قناة MTV العالمية للموسيقى، في نسخته الأولى ضمن فعاليات «موسم جدة»، حيث قدمت داليا على «مسرح الجوهرة» في مدينة الملك عبد الله الرياضية أغنيتها «غصباً عن الكل» بتوزيع موسيقي عالمي، وضعه لها الـ DJ المعروف Steve Aoki، الذي قدم أيضاً في الحفل مجموعة متنوعة من أشهر أعماله الفنية إلى جانب مجموعة أخرى من المشاركين، وقالت داليا: «هذه خطوة نحو العالمية، وأنا سعيدة جداً لاختياري في هذا المهرجان»، وأوضحت داليا أن التفاعل الجماهيري مع التوزيع الجديد لأغنيتها جعلها تفكر جدياً في تقديم ألوان غنائية جديدة، لم تكن تفكر فيها مسبقاً. يذكر أن هذا المهرجان سبق بيوم حفلها الغنائي مع المطرب ماجد المهندس، الذي أقيم في القاعة المغطاة لمدينة الملك عبد الله الرياضية.