يضع مؤسس فريق «رحّالة الإمارات»، عوض محمد بن الشيخ مجرن، استكشاف العالم على قائمة أولوياته في الحياة، وهو نموذج لانفتاح أبناء الإمارات على الآخرين، ويرى أن السفر يعمل على التقريب بين الشعوب، عبر التعرف إلى ثقافاتهم وحضاراتهم وسماتهم المختلفة. وسافر عوض إلى أكثر من 90 دولة، كما شارك في رحلات نمّى خلالها مهاراته وخبراته في الحياة، ودائماً كان البعد الإنساني أحد المحاور الرئيسية التي اعتمدها في رحلاته، كما قدم أدب رحلات استلهم فيه الواقع بكل ما يحمل من خصوصية ومعاصرة.

• كيف أثرت نشأتك في تشكيل شخصيتك وشغفك في تكوين فريق «رحّالة الإمارات»؟
كانت الحياة في السابق تتميز بالبساطة، فلا أنسى مرافقتي لوالدي في مرحلة الطفولة خلال كثير من رحلات الصيد في البر، فضلاً عن رحلات الصيد البحرية، والمشاركة أيضاً في عدد من الرحلات مع المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي كانت بمثابة دروس وعبر في الحياة، تعلمنا منها الكثير إلى أن سافرت لإتمام دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، ودرست إدارة الأعمال رغم أنني كنت أتمنى دراسة الإعلام، وخلال ذلك الوقت تعلقت بحب السفر والترحال في نفسي، وعند عودتي إلى الإمارات شغلت منصباً وظيفياً في الدائرة الاقتصادية بدبي لمدة ستة أعوام.

• هل رغبتك في دراسة الإعلام كانت سبباً لترك الوظيفة الحكومية وتوجهك نحو العمل الإعلامي؟
فعلا، لذلك أسست مكتباً إعلامياً وأصدرت مجلة متخصصة في السفر والرحلات، وصورت أفلاماً وثائقية في الكثير من دول العالم التي زرتها، كما ألّفت العديد من الكتب في مجال أدب الرحلات، إضافة إلى أني وجدت نفسي في مجال الديكور والتصميم فبدأت فعلياً بتصميم ديكور مكتبي ومنزلي بنفسي.

رحّالة
• كيف تبلورت فكرة تكوين فريق رحّالة إماراتي على أرض الواقع؟ وكيف كانت البداية؟
لا أحبذ أبداً العمل المكتبي، وأشعر بالسعادة عندما أجوب العالم من مشارق الأرض إلى مغاربها، ففكرت في ترك وظيفتي وتكوين فريق من الرحّالة الإماراتيين للسفر حول العالم بالسيارات، وبالفعل عرضت الأمر على مجموعة من الأصدقاء الذين توسمت فيهم الإصرار والعزيمة والقوة، وكانت لديهم ميول كبيرة للسفر واكتشاف العالم وما يدور فيه، ووضعت خطة للترحال وتنظيم تلك الرحلات.

• كيف كان تقبل المجتمع الإماراتي للفكرة في بداية الأمر؟
في بدايات إعلاننا إجراء رحلات حول العالم بالسيارات كانت الفكرة غريبة على المجتمع الإماراتي، وكان هناك كثير من المعارضين، بيد أن استقبال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لنا، وتشجيعه ودعمه كان نقطة الانطلاق والدافع الذي ساعدنا على تخطي العقبات.

• إلى أين كانت وجهتكم الأولى؟
من أبوظبي إلى دول الخليج وأوروبا وشمال أفريقيا وأميركا الشمالية والجنوبية، واستقبلنا في سويسرا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث أعطانا الكثير من التوجيهات لأننا سنكون سفراء لبلادنا عبر القارات.

• ما الرسالة التي أردتم توجيهها إلى العالم من خلال رحلاتكم؟
في كل الرحلات والمسافات التي قطعناها، كنا نصور ما نشاهده ونوثقه، وهذه الرحلات استكشافية واستطعنا من خلالها، تعريف العالم بالإمارات من خلال المؤتمرات الصحافية التي كانت تعقد من أجلنا في كل دولة نسافر إليها، فضلاً عن التعرف على عادات وتقاليد الدول المختلفة وتبادل الخبرات معهم.

مهرجان
• ماذا عن «مهرجان رحّالة الإمارات» والهدف منه؟
أقيم المهرجان برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم ولي عهد دبي، وانضم إليه نحو 100 رحّالة من مختلف جنسيات العالم، وكان حافزاً كبيراً لمحبي المغامرة والترحال، وأصبح فرصة لتجمع الرحّالة من حول العالم بهدف تبادل الخبرات وتعريف العالم بعادات وتقاليد الإمارات ومشاهدة الأماكن السياحية الجذابة والاستمتاع بها.

• ما العقبات والتحديات التي واجهتكم خلال رحلاتكم؟
واجهتنا الكثير من العقبات بعد بداية الانطلاق مثل المرور على بعض الدول غير الآمنة، وواجهنا صعوبة كبيرة عندما تسلقنا بالجمال جبال كليمنجارو، لأن الجمل غير مؤهل للصعود نحو الأعلى، وكلما ارتفعنا تشعر الجمال بالدوار وكنا نسعفها ونحاول إراحتها على فترات متقاربة، حتى تعود إلى الأرض بسلام من دون أن تصاب بأذى، أيضاً من بين التحديات القيادة ليلاً في مناطق وعرة، فقد يغفو سائق السيارة وتنحدر من أعلى مرتفع، وقد نمر في مكان لا يوجد فيه مكان للنوم والجو شديد البرودة، فضلاً عن وجود بعض المجرمين وقطاع الطرق، فنضطر إلى البقاء في السيارة حتى اليوم التالي.

إنجازات الفريق
حقق الرحّالة عوض بن مجرن الكثير من الإنجازات في مجال الترحال، منها: «أول فريق يجوب العالم بالسيارات، ومهرجان الرحّالة  يعد الأول من نوعه في العالم، وكُرَّم من قبل د. مناهل ثابت نائب عميد كلية الموهوبين البريطانية واللورد جراهام باول مدير المشاريع في الكلية كونه مؤسس فريق رحّالة الإمارات حول العالم بالسيارات، ورئيس مهرجان الرحّالة العالمي بحصوله على شهادة (التميز الإبداعي) كون فكرة هذا المهرجان تتسم بالموهبة الإبداعية والابتكارية والفكرية، ويعتبر أول إماراتي يحصل على هذه الشهادة وينال التكريم، وأول فريق يصعد إلى قمة جبل كلمنجارو بالجمال، وأول من قدم مسابقة تحدي الرمضة «المشي حفاة على الرمال الساخنة» ومنظم رحلة أول وأصغر فريق يتسلق جبل كلمانجارو تحت 12 سنة.