لنبدأ بسؤال، هل ترى الغد أمامك بنظرة التفاؤل؟ هل حددت الأهداف المستقبلية وبدأت بتنفيذها؟ هل تحديد المستقبل هو أسلوبك للتمكين الذاتي؟
يتحدث الكثيرون عن صعوبة تحقيق بعض الأهداف المرجوة، وإن كانت بسيطة وفي إمكانهم تحقيقها، ولكن يصعب عليهم معرفة أسباب «الفشل» أو «المعوقات»، التي تحيل الشخص عن طريق السعادة وتحقيق الأمنيات.
أحدهم يقول: «ما يجعلني محبطاً ويسبب لي الضغط ويضيع عليّ الكثير من الفرص ويستنفد طاقتي، هو أنني أحتاج دائماً إلى تذكير بالوقت والطريقة والمكان، الذي بدأت فيه بوضع الأهداف حتى لا أُكرر الخطأ، وأعود من جديد وأتشتّت». كما يقول المهتمون بالسلوك الإنساني والفضاء النفسي يتحدثون عن الآن وهنا، وهذا لا يعني تجاهل الماضي وترك المستقبل، بل ليكون لنا مستقبل جيد علينا التفكير في الآن الناتج عن الماضي، من السهل نسيان إلى أي مدى وصلنا عندما لا نستطيع أن نحدد ونتذكر أين كنا.

سمات
لكلٍّ منا شخصية لها سمات معينة تميزه عن الآخرين، فيها جوانب إيجابية وسلبية، لديه سلوكيات محببة ومنفرة، وهذا دليل على أن كلاً منا يتشكل حسب البيئة وأسلوب التربية والجينات الوراثية، وجميع الخبرات التي تسهم في هذا التشكيل، فالتاريخ الشخصي غالباً ما يكون مليئاً بالحنين للذكريات وللأشخاص الذين عرفناهم، وللأماكن التي اعتدنا أن نرتادها، فكل ذلك يوجه ويشكل المستقبل الآتي، ومن دون تحكم وبشكل لا شعوري، يدفعوننا لصنع القرار وتحديد الأهداف المستقبلية، وهي الأساس في تحديد الشخصية التي من خلالها نحدد ما نريد.

نقطة انطلاق
ماذا إذا كان الماضي للشخص مليئاً بالألم، ولم يكن مثالياً ولا يزال الألم حقيقياً والذكريات القديمة قابعة في ذاكرته، فهل عليه التحكم فيها؟ بالطبع لا، وإلا فإنه سيمضي في محاولة التغيير، وبالتالي سيبقى الألم حقيقياً، ولن يكون الماضي مثالياً، لذا يفضل استخدام تلك الذكريات كنقطة الانطلاق للأفضل للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة.

دع الألم وراءك
ألم الماضي ثقيل ودائرته ضيقة، يدخلك بها ويجعل حائراً ودائراً بداخلها فلا مخرج لديك، يجذبك إليه بقوة الجاذبية مما قد يعيقك من التقدم والتغيير والتجاوز، لذا تحتاج أن تجعله حافزاً للتقدم والصعود، واستخدمه كدافع يسهم في تقدمك. ينصح الخبراء باعتبار تلك الآلام الناتجة عن المواقف أو الأشخاص، ما هي سوى خبرات يمكن لأي شخص أن يستفيد منها، من خلال البداية في أوقات وأشخاص أفضل حتى يخرج من تلك الدائرة السلبية، وينطلق بإيجابية.

واجه المخاوف
الجزء الأصعب هو مواجهة الخوف من الماضي الذي يعيش بداخلك، وما الوسائل لتخفيف تلك الآلام، ولمجرد طرح مثل تلك الأسئلة، فهي اعتراف صريح بالألم وشجاعة منك لمواجهته. والمواجهة ليست دائماً بالتصادم والتصدي. وتلك الآلام لن تختفي أبداً ولكن برسم واتخاذ خطوات جديدة تسير في اتجاهات أخرى ستبعدك تلقائياً عن ماضيك، ولانطلاقة جديدة وإن كانت نحو المجهول فهي انطلاقة أمل بعيدة عن الحزن والسلبية والألم المزمن.

استشارة
• لديّ طفل أنهى مرحلة رياض الأطفال وسينتقل للمرحلة الابتدائية، ولقد كنا متفقين أنا ووالده على أن نسجله في مدرسة معينة بمواصفات عالية، ولكن عندما علم أن أصدقاءه لن يكونوا معه في تلك المدرسة غضب كثيراً، ومنذ ذلك الوقت وهو عصبي وعدواني. فماذا نفعل؟ وكيف نقنعه فهو طفل لا يعرف مصلحته، أن نسجله في مدرسة أصدقائه؟
- بالتأكيد الطفل لا يدرك مدى تميز المدرسة وما مصلحته في اختيار تلك المدرسة، هو يركز على اهتماماته كاللعب والأقران. ولكن لإقناع الطفل بالمدرسة يجب على الوالدين أخذه لتلك المدرسة ليرى بأم عينه المدرسة والمدرسين وأماكن اللعب، وأن يلتقي بعض الطلبة ويقضي معهم بعض الوقت ويشاركهم بعض الأنشطة، ويحضر معهم إحدى الحصص بوجود المعلمة، ويفضل أن تكون هناك خيارات لمدارس أخرى، وبالتالي تقررون المدرسة الأفضل له ولمستقبله بشكل غير مباشر، وفي الوقت نفسه تتكون لديه القدرة على اتخاذ القرار.