يدعو الكاتب والفيلسوف الفرنسي فرانسوا ماري فولتير في كتابه «رسالة في التسامح»، الذي صدر في النصف الثاني من القرن الـ17، إلى نبذ التعصّب والتّآخي وحرّية التعبير. ويتمحور هذا الكتاب الذي طالما حاز إعجاب جمهور المثقفين، حول التسامح والحرّية في حقبة تفاقم فيها العنف وانتشرت الحروب والصراعات السياسية والدينية. ومثل العديد من المفكرين والفلاسفة والأدباء الكبار في ذلك العصر، يذهب فولتير في كتابه إلى إبراز التسامح بمعناه المعرفي الفكري الشمولي الذي ينبذ العنف ويسعى إلى التعايش المشترك، ويدافع عن المبادئ والقِيَم والعدالة والحرية بكل معانيها، بما فيها حرّية المعتقد وحرّية التعبير، باعتبارها وجهاً من أوجه التسامح.