تخرجت الدكتورة مريم باقر في كلية التربية وعملت بدرجتها العلمية في وزارة التربية في الكويت، وفي الوقت ذاته لاحقت شغفها وقررت التوجه لدراسة التنمية البشرية، لتلبي رسالتها في الحياة في تقديم الاستشارات وتحسين حياة أكبر عدد من الناس، تسير لتنثر روح الأمل والتفاؤل في كل من تقابله، تحيا بإنسانيتها رغم القصور والأخطاء في محاولة للوصول إلى الكمال الإنساني.

• كيف انتقلت من دراسة التربية والعمل في مجال التخصص إلى التنمية البشرية؟
الإنسان مخلوق يمتلك إمكانات هائلة، وبطبعي أحب العلم وتعلم أشياء جديدة باستمرار، صحيح أنني درست التربية تخصص مساند لغة عربية وشريعة، وعملت بهذا المجال منذ تخرجي وحتى وصلت إلى منصب رئيسة قسم في وزارة التربية، ثم حصلت على الماجستير ودكتوراه في الطب البديل من معهد البحوث الصحية في تورنتو كندا عام 2006. ولكن مهاراتي وحبي للتعلم لم تتوقف عند ذلك وحسب.

مواصفات
• ما مواصفات الإنسان الناجح في رأيك؟
هو من تعلم كيف يرتب أولوياته ويستمتع بكل لحظة من وقته، ويجد قمة المتعة في الاختلاء بنفسه وممارسة التأمل والاسترخاء والامتنان، يعيش في حالة معنوية وعقلية قوية للغاية، لا يكدره ولا يؤثر فيه شيء، وهذا هو الرضا والتسليم.

• لكن أغلب الناس يبحثون عن السعادة وليس الرضا والامتنان؟
هذه ضمن البرمجيات الخاطئة، فالسعادة حين ترتبط بحدث أو شيء بمجرد أن يذهب مصدرها تتحول لتأثير عكسي من الإحباط والاكتئاب، لكن حين نعيش حالة الرضا والامتنان، سوف نمتلك سعادة دائمة في صدورنا لا يستطيع أحد انتزاعها، فالسعادة ليست مكاناً نذهب إليه، إنما هي قابعة في داخلنا ونحن من نصنعها ونتحكم فيها، فهي قرار عقلي ينتج نتيجة التقبل والرضا والامتنان.

• ماذا عن التعامل مع الأحداث المحزنة التي تحدث؟
بشكل طبيعي، الحزن عند الفراق والألم وقت المرض، من دون إغراق في الأمر والدخول في حالات اكتئاب.

رضا وامتنان
• كيف يمكن أن يصل الإنسان إلى حالة الرضا والامتنان بشكل مستمر؟
عبر النظرة الإيجابية للأمور، فحين يترسخ هذا المعتقد بشكله الصحيح، يكون العيش المستمر في حالة من الامتنان والرضا. وبالتالي هؤلاء لا يعانون عصبية وليس لديهم انتكاسات أو حسرة على الماضي أو قلق من المستقبل، لأنهم يعيشون الآن قوة اللحظة، أثرهم طيب في الآخرين وعلاقاتهم خفيفة بسيطة.

• ما الشروط الواجب توافرها لدى الإنسان ليحيا وفق هذه النظرية؟
إن كان المحيط حولك إيجابي، فأنت في نعمة وخير وهذا سيسهل عليك الحياة كشخص متصالح مع نفسه، وإن كان المحيطون من حولك سلبيين فأنت في نعمتين، الأولى: دفعك لتعلم مهارات جديدة منها احترام الآخر وتقبلهم، فكون الناس ليس لديهم نفس فكري وتوجهاتي لا يعني هذا أن أزدريهم. والثانية: تعلم مبدأ المحافظة على الود مع كل الناس، وليس مع المتوافقين معك فكرياً.

الحب والتعلق
تقول الدكتورة مريم باقر عن الفرق بين الحب والتعلق، وعن كيفية التمييز بينهما: «الحب يأتي مع كل شيء جميل، فحين أحب شخصاً أترك له كامل الحرية ليحيا كما يريد هو وأسعد لسعادته، والحب يرفع الطاقة. أما التعلق فيمتص الطاقة ويقترن بالمرض والتعب والإحباط والاكتئاب وكل ما هو سلبي، وأرى أنه مرض نفسي يظهر بسبب خلل في الشخصية وينتج عنه كثير من المشاكل النفسية، حيث يولد الرغبة في الامتلاك والتحكم والسيطرة والرغبة في حصر الشخص ضمن نطاق معين».