تمكنت الشقيقتان هدى ورشا سعيد سالم المسلمي من التحليق بطموحاتهما في قطاع الطيران، لتقدما نموذجاً ملهماً لإصرار وإرادة المرأة الإماراتية على النجاح والتفوق في جميع المجالات، حيث جمعهما شغف وحب الطيران منذ نعومة أظفارهما، وأصبحتا سفيرتين لبلدهما في كل دولة سافرتا إليها.

تعمل هدى حالياً مساعد كابتن طيار في شركة الاتحاد للطيران، دخلت مجال الطيران في عام 2004، بعد اجتياز الدراسة الأكاديمية والعلمية بتفوق، وبدأت مشوارها بالتحليق بطائرات إيرباص 330 و340، ومن ثم انتقلت للتحليق بالطائرات العملاقة بوينج 777 و787 والسفر حول العالم.
عن انطلاقتها تقول: «بدأت مع شركة طيران الإمارات، حينما التحقت ببرنامج تدريب الطيارين لمدة أربع سنوات، سافرت خلالها إلى أستراليا، ثم حصلت على شهادة دبلوم في الطيران، بعد ذلك دخلت مرحلة التدريب المكثف على طائرات إيرباص 330 وإيرباص 340 بنوعيها 300 و500 وتابعت قيادتهما لمدة 10 سنوات تقريباً، إلى أن التحقت بشركة الاتحاد للطيران، وقدت الطائرة بوينج 777 لمدة أربع سنوات وأقود حالياً الطائرة بوينج دريملاينر 787».

تطور
تشير هدى إلى أن دور المرأة في عالم الطيران قديماً كان يقتصر على مجال الضيافة، وتضيف: «كنت أرغب في الالتحاق بالعمل في قطاع الضيافة (مضيفة طيران) لكن شاء القدر، أن يتم إخباري أن هناك فرصة للعمل في مجال الطيران للعمل (طيار تجاري)، شعرت يومها بالغبطة والسعادة، وكانت تلك بداياتي وتأكدت بأن المرأة بإمكانها أن تتطور في حال وجدت المكان الملائم، وأن الطيران ليس حكراً على الرجال».
عن مشاعرها في أولى رحلاتها، تقول هدى: «أول رحلة كانت من دبي إلى بيروت، وأعترف بأن الخوف والرعب تملكانني قبل عملية الإقلاع، فالتدريب شيء والواقع شيء آخر، وأصعب ما يواجهني، هو التفكير في الناس والمحافظة على أرواحهم، واجتزت الرحلة بنجاح، فتحمست ووثقت بقدراتي أكثر».

الأصعب
تبين هدى أن أصعب مرحلتين في قيادة الطائرة، هما مرحلتا الصعود والهبوط، موضحة: «عملية الهبوط تحتاج إلى دقة عالية في إعطاء الأوامر الصحيحة لنظام الهبوط، رغم أن الطائرات مؤمنة بشكل جيد، كما أن الدقائق الثلاث الأولى في عملية الإقلاع، هي أخطر اللحظات على جميع ركاب الطائرة، حتى يستطيع قائد الطائرة اتخاذ المسار المطلوب والعودة للوضع الصحيح».

رشا: تركت المصارف لأحقق حلمي
رشا المسلمي، مساعد طيار في الاتحاد للطيران، دخلت المجال بعد شقيقتها هدى بسنوات عدة، إذ إن شغفها وحبها للطيران ودعم القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية جعلتها لا تتردد مطلقاً في تحقيق حلمها، الذي لطالما اجتهدت من أجل أن تراه واقعاً مع تحدي كل الصعاب لدخول هذا القطاع الحيوي.
موضحة: «المنصب المرموق الذي وصلت إليه في مجال عملي (نائب مدير فرع في أحد المصارف) لم يمنعني من السعي وراء طموحي، فحولت مساري العملي إلى مهنة الطيران التي طالما عشقتها وحلمت بممارستها».

مكاني الصحيح
تضيف رشا: «أشعر بأني في مكاني الصحيح، فمهنة الطيران تُشبهني، فأنا شغوفة بالسفر والترحال، كانت فكرة قيادة الطائرة تُراودني دوماً، ولم تُفارقني أبداً، خصوصاً أن شقيقتي سبقتني، وحبي للسفر جعلني أخطط للدخول في عالم الطيران».

ظروف اجتماعية
ترى رشا أن الظروف الاجتماعية بالنسبة إلى المرأة مُعقّدة بعض الشيء، بسبب طبيعة مسؤولياتها الكثيرة تجاه أسرتها وبيتها، لكن هذه العقبة يمكن تخطّيها بتفهُّم من حولها لها، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الإقبال على مهنة الطيران يقتصر على الشبان بشكل رئيسي، إلا أنها تلقت الدعم من زملائها، واستطاعت أن تثبت قدرة المرأة على النجاح والتفوق في الطيران. وتضيف: «لا فرق بين الرجل والمرأة في قيادة الطائرة، ففترات التدريب لقيادة الطائرة واحدة، والتعليمات يطبقها الجميع».