في المعادلة الطبيعية «لا حمل بلا رحم»  لكن ماذا لو حصل الحمل خارج الرحم؟ سؤال يُقلق كثيرات ممن سمعن عن نساء حملن خارج الرحم ولسان حالهنّ: ماذا لو واجهنا الحالة نفسها؟ لماذا يحصل الحمل خارج الرحم؟ وهل تُكتبُ في مثل هذه الحالة الحياة للجنين؟

يُصار، في الحمل الطبيعي، إلى تخصيب البويضة في «قناة فالوب»، ثم تنتقل عبر الأنبوب وتهبط في الرحم وتبدأ في النمو، لكن في حالة الحمل خارج الرحم، فإن البويضة تعجز عن الوصول إلى الرحم بسبب تعثر مسارها في «قناة فالوب» لسببين: إما مشكلة في الأنبوب أو مشكلة في البويضة.
ناديا (26 عاماً)، بُلِّغت بعد سلسلة محاولات حمل فاشلة وحالات إجهاض، النتيجة التي جعلتها تُحلّق فرحاً: «أنتِ حامل». لكن بعد إجراء الفحص الهرموني، وفحص الموجات فوق الصوتية، تبيّن أن حملها خارج الرحم وجنينها لا يستطيع البقاء على قيد الحياة، لأن الإبقاء عليه سيجعلها تنزف باستمرار مما يُهدد حياتها. قرار غير سهل على امرأة في حالتها، لكنه ضروري.

خصوبتك في خطر
تواجه حامل من بين كل 50 امرأة، حالة حمل خارج الرحم، أي بمعدل 20 من كل 1000 حالة حمل. هذه النسبة ليست قليلة أبداً. وأعراض هذا النوع من الحمل قد تتشابه كثيراً مع أعراض الحمل الطبيعي، مع فارق أن المرأة قد تواجه نزفاً مهبلياً شبه متواصل وآلام مبرحة في البطن، لأن الحمل يُسبب تمزقاً في «قناة فالوب» ونزفاً يكون أحياناً داخلياً، لذا لا بد من مراجعة الطبيب فوراً، وعدم التهاون في الموضوع، خصوصاً إذا شعرت المرأة بالدوار وبألم شديد وحاد ومفاجئ، لأن «حملها» قد يؤدي إلى «انفجار» في واحدة من «قناة فالوب»، وتكون في مشكلة فتصبح في اثنتين.
اختبار الحمل يكشف أن المرأة حامل لا أقل ولا أكثر، أما سرعة أو تأخر اكتشاف الحمل خارج الرحم، فيحدده وعي المرأة ودرجة عنايتها بنفسها وجملة أعراض ونتائج اختبارات دم. وكلما أتى التشخيص باكراً نجحت المرأة في عدم ترك ترسبات سلبية، من هذا الحمل، تؤثر فيها مستقبلاً.

تستعدين للحمل والإنجاب
يحصل الحمل خارج الرحم حين تتعلق بويضة الجنين خارج الغشاء المخاطي في الرحم، في «قناة فالوب» غالباً، في الأسابيع الأولى بعد الحمل. وتشخيص هذه الحالة قد يكون ذاتياً، بلا طبيب، عبر إجراء اختبار الحمل البيتي وظهور النتيجة إيجابية، لكن أحد الخطين يبدو شاحباً. وعندها لا بد من إجراء فحص دم للتأكد من نتيجة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية «أتش سي جي» التي تظهر في حالة الحمل خارج الرحم أقل من نسبتها.

أنت أيضاً معرّضة
من المرأة المعرضة لمواجهة هذا النوع من الحمل؟
سؤال يجول الآن في بال كل امرأة. علمياً، هناك حالات تعزز حصول هذا النوع من الحمل بينها: التهاب «قناة فالوب»، أو وجود ندوب فيها، بسبب عدوى أو عملية جراحية سابقة أو بسبب عوامل هرمونية وتشوهات وراثية وعيوب خلقية. وتزداد عوامل الخطر أيضاً لدى النساء اللواتي يحملن بعد سن الـ35 أو اللواتي حملن على الرغم من وجود «الربط البوقي» أو «اللولب» داخل الرحم.
يهم أن تعرفن أن الحمل خارج الرحم ليس آمناً للأم أبداً، كما أن الجنين لن يكون قادراً على النمو بشكل طبيعي حتى نهاية فترة الحمل الطبيعية، لذا لا بد من إجهاض الجنين بأسرع وقت ممكن حفاظاً على حياة الأم وخصوبتها على المدى الطويل.
ليس سهلاً على امرأة أن تتخلى عن جنين بدأ يخفق فيها، وهنا دور الطبيب الذي يفترض أن يقنعها بهذا وبخيارات الإجهاض. يصف الأطباء غالباً، إذا كان لا خوف من مضاعفات خطيرة قد تتسارع، دواء يُنصح به في حالات الروماتيزم ويسهم بوقف نمو الخلايا السريعة الانقسام، مثل خلايا الكتلة خارج الرحم، ويسبب هذا الدواء أعراضاً تشبه أعراض الإجهاض وتشعر المرأة بالتشنج والنزف ومرور السوائل أو الأنسجة من المهبل. ويُنصح بعدم محاولة الحمل خلال ستة أشهر تلي أخذ هذا العلاج.

الحل الجراحي
يقترح الأطباء، في حالات معينة، إزالة الجنين جراحياً ومعالجة أي جروح في قناة فالوب، على أن تتوقع استمرار حدوث نزف مهبلي خفيف، وجلطات دموية في الأيام التي تلي حدوث الجراحة، وقد يدوم هذا أسابيع عدة. وتُنصح المرأة خلال هذه الفترة بالإكثار من شرب السوائل لمنع الإمساك وعدم رفع الأشياء الثقيلة. لن يؤثر الحمل خارج الرحم في فرص الإنجاب الطبيعية المستقبلية، إذا اكتُشف في الوقت المناسب وعولج بشكل صحيح، وفي حال كانت «قناة فالوب» لا تزال سليمة، فإن حلم الأمومة بالتأكيد ليس مستحيلاً.