عام 2008، بدأت الفنانة المصوّرة روزلين فيشر مشروعاً غريباً من نوعه، مستعينة بكاميرا مايكروسكوب رقمي، ومايكروسكوب تقليدي، وقطعة زجاج، عنوانه «تضاريس الدموع». المشروع أتى خلال مرحلة محورية من حياتها، كانت مرحلة غزيرة بالبكاء، جعلتها تتساءل: هل تختلف دموع الفرح عن دموع الحزن؟ فبدأت بتخزين بعض منها على شرائح زجاجية، لتتفحصها عن قرب، ليأخذ منها المشروع بعد ذلك ثماني سنوات من المقارنة بين دموعها ودموع الآخرين التي جمعتها في مواقف شعورية مختلفة، حتى تلك التي تتساقط عند تقطيع البصل. سلسلة الصور التي صنعتها روزلين كانت بمثابة أطلس للدموع، والتي كانت كل صورة منها تعبر عن مشهد مؤقت، ومتغير مثل بصمة إصبع في حلم، كما عبّرت عنها الفنانة. هذا الشكل من التعبير، سواءً كان بكاءً أم فرحاً أم تأثراً بموقف أو دواء، يعد من أشكال التعبير الأولية للبشر التي لا يمكن التحكم فيها، مثل الموت، وأساسية مثل الجوع، ومعقدة، وهو دليل على حياتنا الداخلية كيفما كانت، لذا كانت هذه السلسلة بمثابة تجميع مايكروسكوبي للتجارب الإنسانية، والتي تعد قطرة في هذا البحر الواسع.