موسم 2019 في السعودية هذا العام مختلف مميز مفاجئ لافت للنظر ناجح للغاية. فقد نجحت الحكومة السعودية منذ انطلاق الإجازة الصيفية في تقديم مجموعة من الحزم البرامجية المخصصة للمواطنين، بهدف توفير متنفسات ترفيهية في الإجازة يقضون فيها وقتهم على النحو الأمثل، وهو ما لم يكن متوافراً كما ينبغي من قبل. ومن جهة أخرى نجحت برامج الحكومة الترويحية والترفيهية التي عكفت على تنفيذها كل من «هيئة السياحة والترفيه» و«وزارة الثقافة» لهذا العام، وسط تنسيق مشترك بينهما، والعمل بتناغم تام لإنجاز الكثير من المشاريع الموجهة للعناية بصحة المجتمع وجودة الحياة، في استثمار الموقف الإيجابي للشارع السعودي تجاه المبادرات الحثيثة التي خرجت للرأي العام المحلي، للمضي قدماً في العمل على قدم وساق نحو تشييد وصياغة وعي وثقافة الشارع وفقاً للمعطيات المتاحة، وعطفاً على المقدرات التي يملكها وطني الحبيب المملكة العربية السعودية، وبالنظر إلى الموقف العام فإن السعودية أضحت محط أنظار الآخرين بما أنجزته الحكومة في وقت وجيز جداً، وفي ظل الرغبات والطموحات والتطلعات المشتركة بين الجميع فإن ما تحقق يعد قفزة كبيرة لا تخطر على بال أحد بل إن الأمر لا يزال قيد الدهشة حتى الآن، هل ما يجري في البلاد السعودية حقيقة أم خيال، كما أن المشاريع التي أبرمت ويجري العمل عليها لتوفير البنى التحتية لقطاع الترفيه والسياحة والثقافة ينم عن مستقبل مشرق بالأماني، مترجم للأحلام، معبر عن الطموحات.
ففي الوقت الذي يتواصل فيه برنامج جودة الحياة في السعودية بفعاليات متنوعة ومتعددة وشاملة ومعبرة عن احتياجات المجتمع السعودي انطلق برنامج حفلات السعودية المجدولة لإشاعة الفرح والسعادة وقضاء الإجازة الصيفية بمفهومها الحقيقي، ومن أبرز ملامح هذه البرامج السياحية والترفيهية برنامج «موسم جدة» الذي يحتضن فعاليات تقام وتنظم لأول مرة من أنشطة بحرية ورياضية وفنية أقيمت على شاطئ جدة الجديد، الذي جاء استكمالاً لذلك المظهر الحضاري الكبير الذي سبق تنفيذه وإتاحة استخدامه من قبل المواطنين والمقيمين تحت مسمى «بوابة جدة الجديدة» بمرحلتيها الجديدتين، وأضيف إليهما الآن جانب مهم جداً من الشاطئ دُشِّن مؤخراً من أجل احتضان فعاليات «موسم جدة السياحي» وسط حفاوة كبيرة جداً من قبل القطاعات الرسمية والأهلية كافة والمجتمع، والأروع من ذلك، هو جودة هذه البرامج والفعاليات، وتنفيذها بمستوى مهني جيد للغاية، وعلو كعب المجتمع والشارع السعودي في الاحتفاء بفخر وتأييد هذه المبادرات التي كان ينتظرها بفارغ الصبر بل إنه كان يسافر من أجلها إلى خارج الحدود وهي مطالب مشروعة مثله مثل الآخرين إذ كان المواطن السعودي الذي ينتمي لشريحة كبيرة من الذين يسافرون من أجل الاستمتاع بالإجازة والتنزه والترفيه، جماعات وأفراداً، يمثلون نسبة مؤثرة تستهلك سيولة مالية ضخمة من باب أولى أن يتم ضخ هذه الرساميل المالية في الداخل السعودي، لتسهم في البناء العظيم للوطن الكبير الذي يحتاج إلى سواعد أبنائه في إدارة مرافق هذه المشاريع بعد تأهيلهم وهو ما يحدث الآن، وسط متابعة حثيثة من الحكومة والقطاعات المختصة بالإشراف على هذه الأنشطة والبرامج والمؤسسات المنفذة لها.
هذه التحولات اليوم في الداخل السعودي تأتي بعد مرور عامين من إعلان الدولة برامجها الموجهة إلى المجتمع، وتوفير احتياجاته، وتحسين مصادر دخل الاقتصاد الوطني، واستخدام أنماط جديدة في سبيل إنعاش الحياة بأساليب حديثة ومتطورة تواكب ما يجري في العالم المحيط بنا، وتترجم ما نملكه من قدرات ذهنية وحالة الوعي التي بات يتحلى ويتسم بها المواطن السعودي اليوم. لذلك فإن موسم عام 2019 جعل السعودية غير.