تُعد الفنانة تقلا شمعون، واحدة من علامات الدراما اللبنانية المضيئة، وسيدة الأدوار الصعبة في دراما الـ«بان آرب».
غيابها عن دراما رمضان الماضي، لم يلغِ حضورها في ذاكرة الجمهور، الذي ينتظرها في «عروس بيروت».

• غيابك عن دراما رمضان، هل كان قراراً ذاتياً بعد أن تابعناك في الأعوام الماضية في مسلسلات: (جذور، روبي، ثورة الفلاحين واتهام)؟
نعم، وأنا أدركُ تماماً أن شهر رمضان مهم جداً لجميع الممثلين، لكنني كنت مشغولة في تصوير مشاهدي بمسلسل «عروس بيروت»، الذي سيُعرض في شهر سبتمبر المقبل على شاشة mbc، وأؤدي فيه دوراً أحببته جداً مع الفنانين ظافر العابدين وكارمن بصيبص، والعمل من 90 حلقة. لهذا فضلت عدم قبول أي عرض آخر.

• هل تميّزكِ في مسلسلات انتشرت عربياً، يجعلك تتأنين أكثر في اختيار الدور والنص والمساحة؟
الانتشار حاجة ماسة لكلِ نجمٍ ونجمة، بعدما أصبحت الحدود الجغرافية الفنية مفتوحة، ويهمني انتشار اسمي على كل مساحة عالمنا العربيّ، لكن أعترف بأنني أخشى أن أطلّ لمجرد الإطلالة، وتكون اختياراتي أقل، لهذا أنا حريصة على التنبه جداً إلى طبيعة الدور من حيث المحتوى، لا لجهة المساحة فقط.

النساء في عمري
• غياب الممثل عن شاشات رمضان بات يُحسب في علم الفنّ.. خسارة، ما رأيك؟
في الحياة دائماً ربح وخسارة في كلِ التحديات والقرارات التي نتخذها. أنا مثلاً خسرتُ شيئاً لأربح شيئاً آخر رأيته في لحظة أهم. وآمل أن يكون قراري صائباً وأن أكون أحسنت التعامل مع اسمي في «عروس بيروت».

• هل ستلعبين في المسلسل دور الأمّ مجدداً؟
النساء في مثل عمري، أي دور يفترض أن يلعبنّ؟

• دورُ امرأة مناضلة، ثائرة، ناجحة!
المشكلة ليست فقط في خياراتي، بل في طبيعة الأدوار التي تكتب وذهنية الكثيرين في أن الأمومة هي دور المرأة، في مثل عمري. أنا حريصة على عدم تأدية دور الأم المجاني أو المهمش، بل أختار الدور المرتبط بقصة حب ونضال وقضية. وأشير إلى أن دوري في «ثورة الفلاحين» كان المرأة العشيقة والزوجة الخفية.

• لكنك ظهرتِ بمثابة العمّة الحنون؟
أملك في طبيعتي حناناً. وواثقة بأن شخصية الممثل الأساسية تؤثر في المنتج والكاتب وكل من يشارك في اختيار الممثل لدورٍ ما علماً بأن هذا ليس معناه أنهم على حقّ. 

أنسى من أنا
• وفق أي مقاييس تختارين الدور؟
أختار الشخصية التي تجعلني أنسى من أنا، وأعطيها من مخزوني وتُصبح أهم من الورق.

• هل تتابعين المسلسلات؟
لا أحبّ أن أغرق في مشاهدة التلفزيون، حتى أتمكن من تأدية ما لا يُشبه غيري. وأنا واثقة بأن الممثل ينجح في تغذية الذكاء الفني في داخلِهِ، عبر القراءة ومشاهدة السينما والمعارض والحفلات الموسيقية والتعايش مع الطبيعة.

• أستاذة تمثيل وتعطين دروساً في أكاديمية أسستِها مع زوجك حول أصول المهنة وقواعدها. ما الدرس الأول لطلبة التمثيل؟
أطلب منهم أن يكتشفوا بأنفسهم، بعد أن يتعلموا الأصول، الثغرات والخلل.

إنسانه شفافة
• عيناك مليئتان بإحساس هائل حتى وأنتِ تتكلمين؟
أنا إنسانه شفافة، ما في داخلي يظهر في عينيّ، والتمثيل علمني أن نكون أكثر شفافية لا أن أمثل ما أؤدي. والعيون هي أساس مهمة الممثل. وأحرص على تعليم تلاميذي كيف يجعلون عيونهم تتكلم.

• هناك كثيرون يريدون أن يتعلموا منك هذا. أخبرينا كيف؟
هناك تقنيات تعلّم الممثل كيف يكسر الحاجز، عبر العينين، بينه وبين المشاهد وأنا جدّ خائفة أن تزداد في عصرنا العيون الجامدة، الخالية من الإحساس، بسبب زيادة تعاملنا مع الآلة وأزرار الحاسوب والهاتف الذكي.

• قالوا عنك إنك «أمينة رزق لبنان»، فكيف تردين؟
كنت أصوّر مسلسل «اتهام» مع الممثل المصري أحمد خليل، وبينما كنت أقدم دوراً فيه الكثير من وجع امرأة، نزلت دموعه وتأثر وقال لي: «أمينة رزق لبنان». فالنظرة المتصلة بالقلب والأداء الصادق والإحساس العالي تصنع الممثل الجيّد.

مشاريع مقبلة
عن مشاريعها المقبلة، تقول تقلا شمعون: «هناك فيلم سينمائي قريب، وأهتم كثيراً في هذه الفترة بتطوير أكاديمية تعليم التمثيل. ويجب أن يفهم كل من يهوى التمثيل أن ليس كلّ شخص جميل وذا قوام، يمكن أن يصبح ممثلاً. فهناك مبادئ يجب العمل بها، كي لا ينحدر التمثيل إلى دركٍ مظلم. ويجب على من يدخلون هذا المجال أن يتعلموه ويتثقفوا لأن التمثيل علم».