إلى نسخة ثانية، تمضي مبادرة «أرى روايتي»، التي أطلقتها شركة «أبوظبي للإعلام» في 2018، بعدما شاهدنا في رمضان الماضي رواية «ص.ب 1003» للكاتب سلطان العميمي في مسلسل تلفزيوني، عرضته قناة الإمارات، إيذانا بمشروع ثقافي واعد، يجسر بين السرد والدراما، متخذاً من الحياة الاجتماعية في الإمارات أفقاً له.
 
وعلى الرغم من فوز «ص.ب 1003» بالنسخة الأولى من «أرى روايتي» بين عشرات الروايات التي قرأتها لجنة التحكيم، إلا أننا لسنا بصدد مسابقة بالمعنى التنافسي، بقدر ما هي مبادرة ثقافية، تسعى إلى تشجيع الكتّاب الإماراتيين والعرب على استثمار البيئة المحلية في مناخاتهم السردية، والتركيز على خصوصيتها، وتالياً تطوير الإنتاج الدرامي الإماراتي، ونقله إلى آفاق عربية.
 
وفي السرد الإماراتي، والخليجي عموماً، أمثلة واضحة على هوية مكانية حقيقية تغيب عن الإعلام، وربما تحضر على نحو سطحي الآن في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك هناك إبداعات أدبية لكاتبات وكتّاب شباب، تحتاج إلى حواضن إعلامية لرعايتها وإنتاج أعمالها.
 
مبادرة «أرى روايتي» تشكل فرصة نادرة للكتاب الروائيين المبدعين، وتحفز القراء، ذلك أن العمل الدرامي المقتبس عن رواية من شأنه حث المتلقي على اقتناء العمل السردي وقراءته. والعكس أيضاً، فهو يجذب قراء الأدب إلى متابعة الدراما ورؤية أحداث رواية عاشوا تفاصيلها.

ضوء

تخصص مجلة «زهرة الخليج» في العدد ملفاً حول أبرز الروايات التي تحولت إلى مسلسلات، وحققت نجاحاً منقطع النظير على مدى التاريخ. فمن منا لا يتذكر «لن أعيش في جلباب أبي» عن رواية بنفس الاسم لإحسان عبد القدوس، ومسلسل أفراح القبة عن رواية لنجيب محفوظ، وسمرقند لأمين معلوف، ومؤخراً عُرض مسلسلان على «أبوظبي للإعلام» في رمضان، هما «صانع الأحلام» عن رواية قصة حلم لهاني نقشبندي، و«عندما تشيخ الذئاب» لجمال ناجي، والقائمة تطول.