يلقّب في الأوساط الاجتماعية بـ«الأب الروحي للقهوة»، ويعدّ أول ذواقة قهوة إماراتي، ساعٍ خلف شغفه، سعيَ المحبّ وراء محبوبته البعيدة. دخل إلى مزارع البن، وسعى بين أشجاره، زارعاً له، وقاطفاً لحبّاته، ومانحاً إياها الخطوة الأولى في طريقها الطويل إلى الفنجان. تراه يقف بابتسامة خلف آلة إعداد القهوة، منسّقاً موادها، مازجاً مكوناتها، ومزخرفاً سطحها، ليمنح شاربها الدفء بجمال، وحب.

• كيف كانت طفولتك قبل القهوة؟
لم تكن طفولتي كبقية الأطفال في محيطي، حيث لم تستهويني ألعابهم الميدانية مثل كرة القدم والجري في الطين، لأنني مهووس بالنظافة وأخشى على نفسي من الاتساخ، ولكن الألعاب التي شغفتني هي العقلية، مثل الليجو والسيارة والشارع التركيبية، وغيرهما من وسائل التسلية التي أُعمل فيها عقلي بشكل إبداعي وابتكاري.

جوائز
• من بين كل الجوائز التي حصلت عليها، أي واحدة كان لها التأثير الأكبر في استمرارك في هذا المجال؟
ليست الجوائز هي الشيء الذي أطمح له، ولم تكن مشاركاتي سوى امتحان لي، استطعت تجاوزه، ما أطمح له هو الوصول باسم بلادي الإمارات في هذا المجال إلى الصفوف العالمية الأولى. من الأشياء التي تفوق الجوائز والمشاركات العالمية كلها بالنسبة إليَّ، هو اختياري ومشروعي الخاص للمشاركة في فيلم عالمي يتم إنتاجه عن القهوة، سأكون فيه الشخص العربي الوحيد، ضمن مجموعة من كبار صناع القرارات في مجال القهوة في العالم، وهذا وسام أعتز به باسم وطني.

• كيف كان تقبل المحيط من الأهل والأصدقاء لعملك مثل (باريستا وذواقة للقهوة)؟
ضمن نطاق العائلة، فإننا تربينا على قناعة (العمل ليس عيباً كيفما كان)، ووالدي الراحل كان سائقاً لسيارة أجرة، ولا نجد في هذا الأمر تقليل لقيمة الشخص بسبب عمله، ولذا كان تقبلهم لعملي كبيراً وداعماً. أما الأصدقاء فقد كانوا ضد عملي في البداية، ويرونه غير مناسب للمواطن الإماراتي، خاصة لأنني كنت أشغل قبله منصباً شبه كبير في إحدى الشركات الخاصة، وبراتب يفوق دخلي الحالي بكثير، ولكنني أقنعتهم بعد محاولة تغيير نظرتهم، بأنّه لا يوجد من يحدد الأعمال التي تجب على المواطن ولا تجب، وأنني بعملي هذا أخدم بلادي، وأغيّر نظرة المجتمع إلى مثلها من الأعمال التي يقللون من شأنها، وليس مهماً ما نعمله، بل المهم طموحنا العالي الدائم من أجل الوصول إلى مراكز أعلى، وخدمة بلادنا في كل المجالات، فتقبلوا الأمر بصدر رحب، وأصبحوا من أقرب الداعمين لي في مسيرتي.

مدرسة خاصة
• هل خطرت ببالك فكرة تأسيس مدرسة خاصة لتعليم فنون القهوة؟
نعم، الفكرة في البال، وموجودة على المدى الطويل، فمن ضمن طموحاتي تخريج كوادر إماراتية متميزة في مجال القهوة. ولكن تأسيس أي شيء في الحياة يجب أن يكون بالنسبة إليَّ كاملاً من كل النواحي، سواء الكوادر التعليمية، أو المقتنيات والمعدات، وغيرها، إذ إنني لا يمكنني بدء أي مشروع دون جانب الكمال هذا.

• هل تخصص، ضمن مشروعك الخاص، جانباً لتدريب الراغبين؟
ليس لدي تدريب نظامي، ولكني انطلاقاً من إحساسي بالمسؤولية الاجتماعية، أمنح المشورة والتدريب للراغبين، وأساعدهم على تعلم كل ما يحتاجونه من أجل افتتاح مشاريعهم، سواء من ناحية القهوة نفسها، أو من ناحية إدارية، إضافة إلى تشجيعي لتحضير القهوة المختصة في المنزل. وبإمكان محبي القهوة أو المبتدئين مناقشتي في أمور تحضيرها، حيث إنني أعددت ملخصاً عملياً بسيطاً لهذا، مما أدى إلى تطور مهارات البعض، وازدياد الإقبال على تحضير القهوة يدوياً.

• هل تخطط لامتلاك مزرعة قهوة خاصة بك؟
هذه إحدى الأمور التي أرجو أن أحققها، فهي الأمر الوحيد الناقص في سير الإنتاج الخاص بمشروعي، فمشاريع القهوة التامة تحتاج إلى مزرعة ومحمصة ومقهى، وأنا لديّ الاثنان الأخيران. إن الحاجز الذي يقف الآن بيني وبينها هو كون تكلفة المزرعة عالية جداً، وزراعتها صعبة، بالإضافة إلى حاجتها إلى مناخ ومكان خاصين، فهي تنبت بين مدار السرطان ومدار الجدي، وفي حال زراعتها في مكان آخر، فإن إنتاجها لا يكون بالجودة نفسها التي يتحلى بها إنتاجها في موطنها الأصلي.

إنجازات
• حاز إبراهيم الملوحي بطولة «باريسا الإمارات» ممثلاً الدولة في أيرلندا 2015
• فاز بكأس الإمارات لإعداد القهوة 2016
• حاصل على شهادة في تذوق القهوة صادرة عن منظمة القهوة العالمية عام 2015