ليس لهواً أو عبثاً بل هو فن معشق برائحة النسكافيه، أبدعه الفنان اللبناني غسان فران الذي ربما بدأ حكايته معه صدفة، عندما سقطت من كوبه بعض قطرات من النسكافيه، وراح يبتكر منها أشكالاً، ممسكاً بريشة ومتكئاً على خيال يسافر بعيداً، ليكمل فيما بعد هذا الطريق عن شغف وإرادة، كأي فنان متحمس وتواق إلى كل ما هو جديد، وعن هذا استحق فران  لقب «دافنشي لبنان»، فهو يمكن أن ينجز بدقة عالية  لوحتين، واحدة بالألوان العادية وأخرى بقهوة النسكافيه، من دون أن يميز الكثير من الناس الفرق بين اللوحتين، ومع هذا تأخذ اللوحة المنجزة بالنسكافيه صدى معنوياً أقوى، حتى لو كانت قيمتها المالية أقل، لأن الناس بحسب رأيه يغرمون، غالباً، بالأشياء غير التقليدية.
رسم فران، عبر هذه التقنية، الكثير من مشاهير الفن والسياسة وحتى الرياضة، مثل كيت ميدلتون ونانسي عجرم وعادل إمام وأنجلينا جولي ومحمد صلاح ونجوى كرم التي كانت أول من نالت نصيباً من رسومات فران بالنسكافيه، وعلى الرغم من بعض الأخطاء التي اقترفها بلوحة شمس الأغنية اللبنانية، إلا أنه مصر على الاحتفاظ بها من دون أي رتوش، كما يعد فران نفسه مولعاً بلوحات «الطفل الباكي» للفنان الإيطالي الشهير جيوفاني براغولين، حيث أعاد رسمها بالنسكافيه.
يقول فران إنه يفضل رسم البورتريه أكثر من رسم الطبيعة، ويمكن أن نرى بين رسوماته «الموناليزا» ممزوجة بسحر القهوة. وللحفاظ على لوحاته قدر الإمكان يستخدم فران مادة الورنيش ويلمعها بعد إنجازها، لأن قهوة النسكافيه غير معدة للرسم، لذا تتطلب بعض التأني الإضافي، كي لا يتغير لون اللوحة مع مرور الزمن وتعيش سنوات طويلة.وأحياناً لا يكتفي فران بقهوة النسكافيه، حيث يستخدم في الرسم حين يُحب أن يلهو كل أنواع الطعام التي تعدها والدته، فوضع خصلة شعر «مجدولة» على لوحةٍ أعدّها للمطربة فيروز مصنوعة من دوائر طبق «الشيش برك» وهو طبق يتكون من عجينة مستديرة بداخلها لحم مفروم.