تلخص النجمة الأميركية من أصول لبنانية ميساء قرعة، مشوارها الفني الذي يزيد عن 15 عاماً والذي توجته مؤخراً بإصدارات غنائية خاصة بها لتطلق ألبومها الأول. فرحلة ميساء طويلة مليئة بالنجاحات والمحطات الهامة في عواصم الفن العالمي، فمن هوليوود التي انطلقت منها، إلى بوليوود التي نجحت فيها، مروراً ببلدها الأصلي لبنان، ووجود هام لها في الإمارات.

• نادراً ما نجد فنانة عربية ناجحة في هوليوود، كيف استطعت تحقيق هذه المعادلة؟
سافرت إلى أميركا ودرست الموسيقى في جامعة «بيرلي كولوج أوف ميوزك»، وبعد التخرج أتيحت لي فرصة لأن أقدم تجربة أداء للفيلم الأميركي «أميركان هوسل» إلى جانب روبرت دي نيرو وبرادلي كوبر وجينيفر لورانس وإيمي آدمز وكريستيان بيل صاحب شخصية Batman (الرجل الوطواط)، ونجحت في الاختبارات، وكانت تجربتي الأولى حيث قدمت أغنية في هذا الفيلم، الذي تم ترشيحه لاحقاً عن فئة الموسيقى التصويرية للفوز بجائزة «جرامي».

• لحظة اتخاذ قرارك للاستقرار في لوس أنجلوس، ألم تشعري بالخوف من خسارة الجمهور العربي؟
فكرت في الأمر، ولكن نحن كعالم عربي مشغولون ببعضنا أكثر من حرصنا على أن تكون صورتنا في الغرب بهية، أصلاً ليست لدينا صورة إيجابية في الغرب على الإطلاق، كما أن ثقافتي الموسيقية كانت بالأصل مزيجاً من الغربي والشرقي، وهذا ساعدني على اتخاذ خطوة بناء هذا الجسر، ولم أشعر بأنني ذهبت بعيداً عن العالم العربي، فكوني لبنانية  هذا الأمر فتح لي فرصاً أكثر، لأن العالم يراني مختلفة عنه، وبأنني أمتلك غير ما يمتلكونه، أنا عندي رسالة، وهم عندهم فضول ليعرفوا أكثر عني، لهذا لا أتخيل أنني ابتعدت.

أعمال مختلفة
• متى تتوقعين أن يصل فنك إلى المجتمع الشرقي؟
في الغرب، أشعر بأن هناك تجاوباً كبيراً، خصوصاً من فرق موسيقية كبيرة عزفوا مع نجوم عالميين، مثل فرقة «بينك فلويد» وفرقة «بوي»، وكان لي الشرف في أن أتعامل معهم في أعمال مختلفة، والسؤال هنا لماذا هم مهتمون بي؟ لأنني أمتلك شيئاً جميلاً، وأقصد ثقافتنا العربية، هناك شيء لم يصل إلى العالمية حتى الآن، العالم يتطور تكنولوجياً وموسيقياً، بينما هذا التطور الموسيقي لم يصلنا عربياً، وبالتالي آلاتنا الموسيقية الشرقية لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح، وأنا أحببت ألا أنسى هذا الجانب المميز في شخصيتي وفني، لهذا قدمت هذا الخليط الذي سمعته وسمعه الجمهور وتفاعل معه، وأستطيع أن أقول إن هذا الأسلوب هو الذي ميزني عن باقي التجارب الشرقية البحتة أو الغربية البحتة. أما في العالم العربي، فأنا أحاول بكل طاقتي أن أنقل هذه التجربة، عبر حملات إعلامية وإعلانية وإقامة الحفلات، فمثلاً غنيت في مهرجان أبوظبي قبل عامين، مع فرقتي الموسيقية التي تضم موسيقيين مهمين من أنحاء العالم كافة.

• بعد مشاركاتك المتعددة عربياً، مثل مهرجان أبوظبي، وحفلات لبنان، وإطلالة مميزة في برنامج الأطفال «افتح يا سمسم»، أين ترين نفسك خلال هذه السنة، خاصة بعد صدور ألبومك الجديد، هل سيكون لك ظهور أكبر عربياً؟
هذا ما أعمل عليه وأطمح لتحقيقه، هدفي المشاركة في مهرجانات أكثر وأن أستطيع جلب فرقتي الموسيقية من أميركا إلى العالم العربي لأن هذه الفرقة هي من عزفت معي موسيقى الألبوم الجديد، وعندي رغبة في أن تكون حفلاتي قريبة بموسيقاها من ألبومي الذي أُجري حملة ترويجية له ولأغنياته هذه الفترة.

• ماذا عن تفاصيل الألبوم وأغنياته؟
أطلقت أول أغنية في الألبوم call me strangers، ضمن خطة لطرح الأغنيات، كأغنيات منفصلة قبل طرحه بالكامل، وهذه الأغنية تعني «ادعوني غريبة»، وسبب اختياري لهذه الأغنية أنني عملت أكثر من ثلاثة أرباع الألبوم وكتبته ولحنته مع المنتج ريتشارد جاكس، وهو حائز جائزة «جرامي» العام الفائت في أميركا، وسجلت هذه الأغنية وبداخلي شحنات عاطفية وإنسانية ضد كل من يجهلون حقيقة العالم العربي والحياة الحقيقية والمتنوعة فيه، واللوم يقع علينا أيضاً، نحن العرب، علينا أن نعمل أكثر على أنفسنا وعلى صورتنا، بل يجب أن نكون فخورين بأنفسنا، تماماً كما أفعل أنا.

من هوليوود إلى بوليوود
• جميع أغنيات الألبوم تحمل رسائل متسلسلة عن شخصية الإنسان العربي المقيم في أميركا، ما الذي تعانينه اليوم كفتاة عربية تعيش في أميركا؟
مشكلتي الأساسية هي ذلك الشعور بأنه عليّ تبرير قوة المرأة، وبأن هذه المرأة القوية تحب عائلتها وتحب أن تعمل، وهي على عكس اعتقاد الغرب عنها بأنها متخلفة، نحن لسنا متخلفين ونحن نتميز بالكثير كما الغرب، وبالعودة إلى الألبوم اسمه simple cure ويعني «الشفاء البسيط»، العنوان أتى من منطلقين: الأول على الصعيد الشخصي، كانت رسالة مني كامرأة عربية، وأيضاً حمل رسالة عالمية، مضمونها أن الإنسان على اختلاف منشئه وأينما رحل في هذا العالم لديه القدرة على تحقيق ذاته ونفسه بالإصرار والعزيمة.

«افتح يا سمسم»
• ماذا تقولين عن تجربة «افتح يا سمسم» في أبوظبي، التي قدمت من خلالها عدة أغنيات للأطفال؟
قدمنا ثلاثة فيديوهات، ولكن الأغنية التي حازت النجاح هي أغنية «الأحرف العربية»، ولاحظنا أنه في كل أنحاء العالم يغنون أغاني مختلفة عن الأحرف، بطرق مختلفة وأحببنا أن نقدم عملاً عصرياً وطفولياً للعالم العربي وكانت تجربة ممتعة، واكتشفت بأن لديَّ إمكانيات كامنة في هذا المجال، الأغنية نجحت عالمياً ووصلت إلى الجاليات العربية المهاجرة، الذين وجدوا فيها سبيلاً لتعليم أبنائهم الأحرف العربية، وقد وصلتني الكثير من الرسائل من أفريقيا والبرازيل وأميركا، تحمل كلمات الشكر لي ولبرنامج «افتح يا سمسم» لأننا لم ننسَ اللغة العربية واهتممنا بها، والحقيقة أن «افتح يا سمسم» عمل مهم ورائع خاصة أنه يحمل هم الثقافة العربية ومهمة إيصالها لأطفال العالم.

ديو مع آبو
ميساء التي غنت مع نجوم عالميين، تطمح لأن تقدم «ديو» مع فنان مصري تصفه بأنه دخل العالم العربي بطريقة مختلفة وبسيطة، هو المغني آبو صاحب أغنية «3 دقات»، قائلة: «هذا الفنان يمتلك النَفَس الغربي في أسلوبه، وأشعرنا بالغرام دون دراما، لأننا دائماً نحب أن نكون معذبين في أغنيات الحب، وأحببت أنه يغني بفرح. وبالمناسبة هو يشبهني جداً بأسلوبه وطريقة غنائه».