هي أقدم أداة في التاريخ للمعرفة، سبقت اختراع التقنية أو حلول عصر الإنترنت، واستخدمها علماء الآثار لمعرفة تاريخ الحضارات القديمة، ليست معدّات ولكن لها قوة تفوقها في كثير من الأحيان. هي بسيطة جداً ولكن قوية ومهمة حسب من يستخدمها، أتحدّث هنا عن الأسئلة كأداة لإعادة النبض لأيامنا.
اختتمتُ قبل أيام برنامجاً تدريبياً نفذناه لموظفي دبي الذكية والقيادات فيها، وفي الوقت ذاته أطلقناه على مستوى حكومة دبي، من خلال تدريب فريق أبطال السعادة المسؤولين عن تنفيذ أجندة السعادة في مؤسساتهم، ولكنني لن أشغلكم بتفاصيله، ولكن سأشارككم أهم ما فيه، وهو أنه قائم على قوة الأسئلة في إعادة النبض للعلاقات البشرية بشكل عام، وإثراء العلاقات المؤسسية بشكل خاص.
لو تأملنا للحظة مجريات حياتنا اليومية، سنجد أن كثيرين منّا أصبحوا آليين جداً في القيام بأدوارهم، وهو ما يجعل كثيرين يقعون ضحية رتابة الحياة. ولكنني أؤمن بأننا قادرون على إعادة ضبط وجهة حياتنا، بأن نتأمل ما نحن عليه ونبدأ نسأل الأسئلة الصحيحة، لنحصل على إجابات تنبهنا لما قد تكون شغلتنا مسؤولياتنا عنه.
توقفنا في حياتنا اليومية عن طرح الأسئلة، التي تهم حياتنا الخاصة قبل المهنية، وأصبحنا لا نفكّر بعيداً عما تتطلبه دائرة الحياة والعمل التي اعتدناها. على الرغم من أن أسئلة ورشة العمل التي أحدثكم عنها مصممة بناءً على دراسات اجتماعية ونفسية واحترافية، وموزعة على مجموعات لموضوعات متنوعة، لكنني أريد أن أقترح عليكم أن تضعوا هواتفكم جانباً ولو مرة خلال اليوم، وتبدؤوا حوارات مع أفراد عائلتكم وأصدقائكم، وحتى في العمل، وستلمسون مفعولاً لا يوصف بتغيّر نظرتكم ونظرة من تحاورون.
المواضيع كثيرة، ومنها تخيّل السؤال عما هو مستبعد في نظرك، ويوم العمل، وعن نفسك أو عن الشخص الذي تحاوره، وعن الفريق أو عن يوم أبنائكم في المدرسة أو الجامعة والقائمة تطول. بالطبع لن تغطي الأسئلة المنهجية العلمية التي وضعها مختصون، لكنّ لها أثراً إيجابياً في إثراء الحياة والعمل.
هل بدأت تتولد في أذهانكم الأسئلة وأنتم تقرؤون هذه الرمسة؟ وما الأسئلة التي أعددتموها ليومكم هذا المساء مع العائلة والأصدقاء أو في العمل؟