أعرف أن العنوان ملتبس، فهو يجمع بين الكاتب المسرحي المصري لينين الرملي، والكاتب المسرحي السوري محمد الماغوط، وكلاهما من أعلام المسرح العربي، وربما الأبرز رغم عدم نيلهما الشهرة التي تليق بهما جماهيرياً.
الكاتب لينين الرملي هو من صنع الفنان محمد صبحي، ونعني بصنعه أن قدمه بصورة الفنان الجاد المثقف، وتبين بعد فراقهما بأن ما رأيناه من مسرح محمد صبحي هو فكر لينين الرملي، وبعد الفراق بينهما، لم يستطع محمد صبحي أن يحافظ على نجوميته مسرحياً، أو أن يكون صدى الفكر والثقافة التي قدمها على المسرح، فهو صورة الظل للكاتب لينين الرملي.
وفي المقابل هناك الكاتب محمد الماغوظ الذي انتشل الفنان دريد لحام، من نمطية غوار الطوشة الهزلية، فنراه يقدم «كاسك يا وطن» و«غربة» و«شقائق النعمان»، وغيرها من الأعمال التي جعلته الفنان العربي المثقف، المسكون بهم وطنه، ويشغله المواطن البسيط المسحوق.
محمد صبحي بعد لينين الرملي أصبح مقدم برامج، وظهر دائماً ضيفاً في القنوات يتحدث عن أمجاد أعمال لينين الرملي باعتبارها أعماله هو، وفكره هو وثقافته التي يعيشها، بينما سلوكه لم يكن على توافق مع ما قدمه، لقد ضل الطريق بعد لينين الرملي، ولم يستطع أن يكون المثقف العربي الذي يتحدث عن الإنسان، حتى تقلباته السياسية لم يوفق فيها، وكشفت أنه نسخة مقلدة من وعي وثقافة لينين الرملي، وليس الوجهة الحقيقي لفكر الرملي وإنسانيته.
ودريد لحام لم يستطع أن يستمر بعد انفصاله عن الماغوط، أن يكون ذلك العربي المحب لوطنه وعروبته، وربما لم تكن أكبر سقطاته حين قال عن الخامنئي (في روحك القداسة، في عينيك الأمل، في يديك العمل) إلى آخر الخطبة العصماء، بالإضافة إلى الكثير من المواقف التي أسقطته شعبياً من عيون محبيه.
لقد انفصل لينين الرملي عن صبحي بإرادته، وأبقاه عند مفترق طرق، كما اكتفي الماغوط بما قدمه من فن لدريد لحام وتركه وحده، ليبقيه ذاكرة فنية لم يستطع الاستمرار في العطاء، هناك من عاشوا في الظل وصنعوا النجوم، ولهم مع التاريخ موعد، أما لعبة المسرح فهي تلمع من يقف عليها فقط، وتنسى من يحرك هؤلاء، فالتحية للكاتب الكبير لينين الرملي وللكاتب الراحل محمد الماغوط.

شـعر

واحةُ الوجهِ وبستانُ المحيَّا

أسرا خوفي وأنقاضَ فمي

جعلاني ميتاً فيكِ وحيَّا

حينما مرَّ فمي يطلبُ ريَّا

جعلاني رائعاً سيدتي

هذه أنتِ ظلالٌ تُفتدى

أُتقن الشيءَ ولا أُتقن شيئا

كيف لي أنْ أرتضي بعدكِ فيَّا

تركاني أنتقي من فرحي

أنا من داراتكِ الكبرى يدي

وجعاً آخرَ مجنوناً غبيا

عثرتْ فيكِ فأبدلتُ يديَّا