• كثيراً ما بتنا نسمع بمصطلح «زلة لسان» يقع فيه الكثير من النجوم، وتبدأ الحكاية بموقف نجد فيه الفنان منتفضاً كالأسد يُكشّر عن أنيابه، يقول ما يريده وهو في أقوى حالاته، لكن النهاية تأتي مؤلمة يظهر حينها الفنان كالأرنب يرتجف من شدة الخوف نتيجة فعلته، وليس أمامه سوى تبرير ما سبق أن أعلنه بالقول «إنها زلة لسان»، ومع هذا ينال ما يناله من سخرية وهجوم قد يصلان إلى حد المطالبة بإيقافه أو منعه، إمّا من مُزاولة المهنة أو من زيارة بلد ما، أو ربما ما قد لا تحمَدُ عقباه. والأمثلة على «زلة لسان» الفنانين بدأت مؤخراً من حكاية شيرين عبد الوهاب مع حادثة «مشربتش من نيلها»، وصولاً إلى ميريام فارس وتصريحها الأخير في مهرجان «موازين» بإعلانها: «أجري تقيل على مصر»، ليتحول المؤتمر الصحافي الذي ربما أرادت منه العون وكسب تعاطف أهل الإعلام بعد انقطاعها لأسباب صحية، إلى فرعون سبّب لها إعياءً جديداً وفرض عليها أن تُقدّم اعتذاراً لكنها «أرادت أن تُكحّلها.. فعمتها» بقولها: «يؤسفني أن لهجتي اللبنانية فتحت المجال لجدال كبير.. أعتذر للشعب المصري فقد خانني التعبير باللبناني». فإذا كانت قد أرضت النقيب هاني شاكر في مصر ببيانها الاعتذاري، هي أغضبت الشعب اللبناني الذي يُحب ويثق بجمال لهجته، وفي الحالتين لا تزال ميريام تواجه هجوماً قاسياً من المذيعة ريهام سعيد، والفنان أحمد السعدني، والمحامي مرتضى منصور، وكثيرين من الغيورين على «أم الدنيا».. لكن السؤال الأبرز: لماذا لا يتعلم الفنان أن يتحدث فقط في حُدود مهنته وفهمه؟ ولا تأخذه العزّة والغرور بما وصل إليه من جماهيرية فيبدأ يُنظّر، ليجد نفسه منبوذاً من الأغلبية، فاحذر لسانك أيها الفنان لا يَلدغنّك إنه ثعبان، ولا تُكثر كلامك فيقل مقامك، ولكم في السيدة فيروز قدوة.
• انتشر مؤخراً فيديو لـ«فنان العرب» محمد عبده وهو يشدو في أحد حفلاته في السعودية وفوق جبينه جرادة، وقد انتشرت التعليقات والنكات على هذا المشهد، حتى إن أحدهم توجّه مؤخراً بالسؤال إلى «أبو نورة» ساخراً يقول: «هناك من اتصل بي يطلب مني أن أتوسط له كي تبيعه هذه الجرادة.. فكم تطلب ثمناً لها؟»، فجاء رد محمد عبده عليه كاظماً غيظه بقوله: «لا أنصحكم بها، إذ ليس فيها لحم وما تسوَى شي»، وأكمل إجابته بكلام قد لا يفهمه إلا من هم في رقّيه: «أتمنى من تعليقات الجمهور أن تكون بحجم أدب محمد عبده».. وفعلاً خير الكلام ما قَلّ ودَلّ.
• في الجامعة دخل أحد الطلاب قاعة المحاضرات وكان يلبس «بوت»، وعندما طرح الدكتور سؤالاً، أجاب هذا الطالب وكان رده خاطئاً، مما أزعج الدكتور فقال له: «أراك تلبس «بوت» في عز الصيف، وأنا غاسل يديّ منك».. هنا ضحك كل من في القاعة، عندها قام الطالب ورفع ثوبه وإذا برجليه الاثنتين بلاستيك، و«البوت» هو الحذاء الوحيد الذي يستوعب حجم الرجلين الصناعيتين، حينها وقف الدكتور مبهوراً وألغى المحاضرة وعيناه تدمعان. مختصر الكلام، لا تستحقر عزيزي القارئ والفنان غيرك مهما كانت الأسباب.. فقد بتنا نُجيد البحث عن بعضنا، لا مع بعضنا.
* أعجبتني عبارة مكتوبة في أحد الفنادق: «إنْ أرضيناك فتحدث عنّا، وإن لم نُرضك فتحدث إلينا» فلنطبّقها لتنتهي الغيبة بيننا، وأقول هذا بعد ما سمعته من الفنانة مي حريري في حق هيفاء وهبي، أو للأسف ذلك التلاسُن الأعمَى بين مايا دياب ووسام الأمير!