من الطب النسائي إلى الموسيقى والتمثيل.. رحل الفنان المصري عزت أبو عوف صباح اليوم الإثنين 1 يوليو عن عمر يناهز الواحدة والسبعين عاماً تاركاً في مسيرته الفنية أكثر من 100 عمل فني متنوع في الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح والغناء والموسيقى، إلى جانب مشاركته في البرامج المنوعة. وقد شكل دخوله عالم الفن في سبعينات القرن الماضي حدثاً حقيقياً، بعد أن أدار ظهره لتخصصه في الطب النسائي، متوجهاً نحو الفن بكل شغف.

وبنظرة بانورامية سريعة، نحاول إلقاء الضوء على بعض ما تركه من نتاجات شكلت إضافة حقيقية في عالم الفن...

بدأ مسيرته الفنية مع الموسيقى والغناء، بعد أن أسس مع شقيقاته الأربع فرقة "الفور إم" التي تواصلت على مدى 12 عاماً، ووصل ما أنتجته من ألبومات غنائية إلى الجمهور العربي ومنها ألبوم "لا عاجبة كده ولا كده" الذي حقق انتشاراً وشهرة. وأكد أبو عوف أكثر من مرة بأنه لولا عمله في الفن لدخل مستشفى المجانين. عرف هذا الصعيدي بمحبته لشقيقاته "منى، مها، منال، ميرفت"، وغيرته عليهن مع احترامه لخصوصية كل واحدة، ولكن وككل الفرق فقد توقفت بسبب ظروف حياة كل أخت على حدة.

قيم الحب والزواج


تميز أبو عوف بإيمانه بالحب بين المرأة والرجل، على أن يتوج بالزواج وهو ما دفعه للمشاركة في ندوة "الحب والجمال"، بدار الأوبرا بمصر، وكان في آرائه يأخذ قيم المجتمع من أجل الوصول إلى العلاقة الناجحة.
وبالتأكيد فإن إيمانه بالمرأة دفعه للتخصص في الولادة والنسائية، وقد اعترف مرة بأنه ولد على يديه أكثر من 200 بنتاً، وهو ما جعل بعض الأزواج يتشائمون منه، ولأنه يجمع بين الطب والفن والموسيقى فقد كان موضوع الزمالة الذي قدمه في كلية الجراحين الملكية يدور حول "تأثير الموسيقى في عملية الولادة"، هو الذي صرح في أحد لقاءاته التلفزيونية بأنه كان حين يجري الولادة يجعل المرأة تستمع لمطربها المفضل لإيمانه بدور الموسيقى في تخفيف الألم.

ولأنه رجل ملتزم، فرغم الإشاعات الكثيرة التي كانت تحاك حوله لاسيما الإعجاب، وربما قصص الحب بغير شريكة عمره، إلا أنه أصيب بانهيار عصبي بعد وفاة زوجته الأولى فاطيما عام 2012 والتي استمرت علاقته بها 36 عاماً ودخل المستشفى، بل كانت تصيبه نوبات من الحزن والبكاء دخل على إثرها إلى ثلاث مصحات نفسية لتلقي العلاج.
وبعدما نصحه البعض بالزواج ليخرج من مشاعر الاكتئاب، تزوج عام 2015 من مديرة أعماله أميرة، وعانى خلال هذه السنوات من فيروس في أذنه الوسطى، ثم أصيب بمرض العضال الذي أدى إلى وفاته.

إنجازات وأعمال

بدأ التمثيل في فيلم "آيس كريم في جليم"، إلى جانب عمرو دياب وحقق نجاحاً، ليدخل بعدها في التحدي لاسيما في تجسيد الكثير من الأدوار والشخصيات العاطفية الرومانسية. وقد استطاع خلال 30 عاماً من عمر تجربته الفنية أن يحقق المحبة والثقة بينه وبين زملائه، وبينه وبين جمهوره.

وفي رحلته الفنية، تولى أبوعوف مدة 7 سنوات إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، حقق خلالها الكثير من النجاح واستطاع استقطاب أهم نجوم هوليوود إلى القاهرة مثل سلمى حايك وسوزان سارندون وريتشارد غير وجوليت بينوش وغيرهم.

ولأن الموت يشكل حقيقة صادمة، فإن أبو عوف لم يكمل تصوير فيلم "كل سنة وأنت طيب" مع النجم تامر حسني، ومسلسل "بالحب هنعدي" مع الفنانة سميرة أحمد، ورحل تاركاً سمعته الطيبة والكثير من الأعمال الفنية.